في البدء: ساعي بريد نيرودا

في البدء: ساعي بريد نيرودا

علاء المفرجي
في سرديتها وأحداثها، وحتى في شخصياتها، هي رواية شعر بامتياز، حملت أول مرة العبر، صبر يتأجج قبل ان يكون عنوانها النهائي (ساعي بريد نيرودا).
واحدة من اهم روايات الكاتب التشيلي (انطونيا سكارميتا) إلى جانب (عرس الشاعر) و (عازمة الترامبو).

مصائر شخصيات تتقاطع في احدى جزر شيلي بداية السبعينات من القرن المنصرم، وهي السنوات المحتدمة في تاريخ هذا البلد.. الشاعر الكبير بابلونيرودا (1904- 1973) الحائز على نوبل والذي هبط بالشعر من جبل الاولمب ليكون قريباً من هموم شعبه.. وهناك ايضاً الصياد الذي يتخلى عن مهنته ليصبح ساعي بريد.. الأم وهي تخشى على اندفاع ابنتها.. هي ايضاً رواية عن الوطن، عن الأحداث التي مر بها.. من تجربته الديمقراطية الى تربع جنرال قمعي سدة الحكم في خريف عام 1973 خيمينث ساعي البريد الذي يتلقى ويبحث رسائل الشاعر نيرودا، وهي ربما المهمة الوحيدة التي يقوم بها في هذه القرية القابعة في جنوب تشيلي.
ساعي البريد خيمينيث معجب بنيرودا، وينتظر متلهفاً ان يكتب له الشاعر اهداءً على احدى كتبه، او ان يكون صديقه، وهي الامنية التي تتحقق في النهاية ولكن مثل هذا الحلم سرعان ما يجهض بسبب الأحداث المأساوية التي يمر بها بلده.
حكاية مشوقة، من خلالها يرسم سكارميتا صورة متقنة في تفاصيلها لاحداث بداية السبعينات المؤثرة في تاريخ هذا البلد الأمريكي الجنوبي.
في عام 1994 يقدم مايكل رادوفورد من هذه الرواية فيلما بإنتاج إيطالي يعد احد اهم الافلام التي أنتجت في عقد التسعينات.. وكان نموذجا للعلاقة بين الأدب والسينما.. حيث يعمل رادفورد على نسج موضوعات متعددة في الشعر والسياسة، والعلاقات الإنسانية والسخرية وايضاً الحب والمأساة..
الفيلم كان من بطولة الممثل الفرنسي فيليب ونواريه ماسيمو ترويسي الذي شارك المخرج مايكل رادفورد والكاتبة السينمائية آنا بافيجنونا في كتابة سيناريو وحوار الفيلم، ورشح لخمس جوائز أوسكار، من بينها جائزة أفضل فيلم، وكان أول فيلم أجنبي يرشح لجائزة الأوسكار وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية في فيلم دراما.
وانطونيو سكارميتا كاتب تشيلي، وُلد في مدينة أنتوفاغاستا في تشيلي عام 1940. ويعد من أهم كتاب أمريكا اللاتينية حيث ترجمت أعماله إلى لغات عدة. حقق سكارميتا نجاحاً كبيرا من خلال روايته عرس الشاعر التي لاقت صدىً طيباً.