ابن الدهان الموصلي.. أول وشاح عراقي تغني له كوكب الشرق السيدة أم كلثوم

ابن الدهان الموصلي.. أول وشاح عراقي تغني له كوكب الشرق السيدة أم كلثوم

مؤيد الزويني
ولدَ ابن الدهان الموصلي في مدينة الموصل شمالي العراق (520-581 هجرية) (1126-1185 ميلادية).. وهو الشيخ الجليل والفقيه والامام والعالم عبد الله بن اسعد بن علي بن عيسى بن علي ابو فرج مهذب الدين الموصلي الشافعي.

ويعد هذا الشيخ الجليل (أول وَشّاح عراقي).. فضلاً عن كونه شاعراً مرموقاً.. هجر مدينة الموصل بعد ان ضاقت به السُبل وضاق به الحال.. فتوجه الى (أرض الكنانة) مصر ثم قفل راجحاً بعد ذلك الى مدينة حمص السورية حتى وصلها صلاح الدين الايوبي وخيّم بأرضها.. وقد مدحه الشاعر ابن الدهان الموصلي بقصيدته التي غنتها فيما بعد كوكب الشرق السيدة أم كلثوم.. وهي من مقام البيات ومسجلة على اسطوانة قديمة عام 1926.. يقول في قصيدته:
قل للبخيلة باسلام تورعاً
كيف استبحت دمي ولم تتورعي
وزعمت ان تصلي بعام مقبل
هيهات ان ابقى الى ان ترجعي
أبديعة الحسن التي في وجهها
دون الوجوه عناية للمبدع
ما كان ضرك لو غمزتِ بحاجب
يوم التفرق أو أشرت باصبعِ
وتيقني اني بحبك مغرم
ثم اصنعي ما شئت بي ان تصنعي
ويؤكد الكثير من النقاد والمتابعين والباحثين ان هذه القصيدة قيلت في مدح صلاح الدين الايوبي.. وهو احد ملوك الاسلام.. ولد في تكريت سنة 532 هجرية وتوفي بدمشق سنة 589 هجرية ودفن فيها.
وهناك شاعر عراقي آخر غنّت له السيدة أم كلثوم قصيدة (موشح) (يا بعيد الدار) وهي من مقام هزام.. من ألحان الشيخ زكريا احمد.
وهو (العباس بن الاحنف بن الأسود) المتوفى عام 192 هجرية وله ديوان اكثره في الغزل.. عاش هذا الشاعر العراقي في عهد العباسيين ومات ودفن في بغداد.
وغنت ام كلثوم ايضاً قصيدة (أعيرُ الدموعَ) للشاعر الكبير الشريف الرضي المولود في بغداد.. وهو من اشراف العلويين..
ولد في 359 هجرية وتوفي عام 406 هجرية اي ما يعادل (970-1015 ميلادية).. وكان ابوه نقيباً للعلويين وشاعراً بارعاً..
كما كان عالماً بارعاً.. ويرجع نسبه الى الامام الكاظم (عليه السلام).
قال هذه القصيدة في الحنين والاشتياق وهي من (الحجازيات)..
توفي الشريف الرضي في بغداد ودفن فيها.
(أعيرُ الدموعَ)من ابياتها:
ايها الرائح المجدُّ تحمَّل
حاجةً للمتيم المشتاقِ
إقرَ عني السلام احباب قلبي
فبلاغ السلام بعض التلاقي
واذا مررت بالدار فأشهد
ان قلبي يفيض بالأشواقِ
واذا ما سًُئلت عني فقل:
نضوَ هوىً ما أظنهُ اليوم باقِ
وأبكِ عني فطالما كنت من
قَبلِ أعير الدموعَ للعشاقِ
والجدير بالذكر ان السيدة ام كلثوم لم تغنِ للشعراء العراقيين المعاصرين حيث اكتفت بالغناء ولا نعرف السر في هذا حتى الآن؟!