قصة الفلسفة الغربية: ايمانويل كانت

قصة الفلسفة الغربية: ايمانويل كانت

محمد زكريا توفيق
ايمانويل كانت، يعتبر من أعظم فلاسفة العصر الحديث. قسَّم الفلسفة مثلما فعل سقراط قديما، إلى قسمين: ما قبله وما بعده. هو واضع الفكر الغربي الحديث. أسهم في عصر التنوير الأوروبي، الذي أوصله بفلسفته إلى منتهاه.


كتب"نقد العقل المحض"عام 1781م، و"نقد العقل العملي"عام 1788م"، وفي مجال الجمال، كتب"نقد ملكة الحكم"عام 1790م ثم"الدين في حدود العقل وحده"عام 1793م.
تقدمت الفلسفة الغربية بسبب كانت تقدماً كبيراً، وتبعه فشته وشلنج وهيغل وراينهولد والكانتية الجديدة.
وُلِد ايمانويل كانت (1724-1804م) في مدينة كونيسبرج في بروسيا الشرقية، كالينغراد حاليا. الإبن الرابع لتسعة أطفال. مات ثلاثة منهم وهم أطفال، وماتت أمه وهو في الثالثة عشرة من عمره. أمه كانت أول من أدرك مواهبه العقلية. كان والده يعمل سرّاجاً. توفى عندما كان كانت في الثانية والعشرين من عمره، قضى كانت طفولته في محيط ديني متشدد.
التحق كانت بمعهد فريدريك الديني عام 1732م، حتى عام 1740م حيث درس النحو وفقه اللغة، مصحوبا بنظام لاهوتي صارم. وكان معارضا للإحتفالات والطقوس الدينية. من رأيه أنه:"لا الشهادة بالإيمان، ولا التوسل بالدعاء، ولا الطقوس الدينية، يمكن أن تساعدك في الظفر بالخلاص...الدعاء والضراعة نوعاً من المداهنة والتملق إلى الله!"

التحق كانت بعد ذلك بقسم الفلسفة بجامعة كونيسبرج وكان منهجها الدراسي إلى جانب الفلسفة، يشمل علم الطبيعة وعلم الميكانيكا لإسحق نيوتن، والجغرافيا ثم صار أستاذا في الجامعة، ومديرا لها. وفي مدينة كونيسبرج، كتب جميع مؤلفاته، وتوفى فيها عام 1804م. لم يكن فيلسوفا فقط، بل وعالما كبيرا في الأنتروبولوجيا والجغرافيا الطبيعية والفلك.
كان كانت، أستاذا محترما كرَّس كل وقته للعلم فلم يكن يشغله عن العلم والفلسفة شيء آخر، لم يتزوج وكان ملتزما إلى حد الصرامة بالنظام وترتيب الوقت إلى درجة أن جيرانه كانوا يقومون بضبط ساعاتهم، عندما يرونه أثناء مشيته وقت العصاري.
يعتبر من مدرسة ليبنيز، ولم يجد في بادئ الأمر، ما يدعو للشك في منهجه العقلاني إلى أن وقعت في يده عندما كان كانت في وسط العمر، نسخة من فلسفة دافيد هيوم التجريبية قرأ كانت النسخة.
حسب تعبير كانت،"قراءة فلسفة هيوم، أيقظته من سبات عميق". لقد تحقق من أن حجة هيوم القوية، قد قوضت كل شيء كان كانت يؤمن به، وأيقن أنه لن يحدث أي تقدم في الفلسفة، قبل الرد على حجج هيوم وتفنيدها.
نظراً لأهمية فلسفة كانت في فهم العقل الغربي، وفهم الفلاسفة الذي أتوا من بعده حتى العصر الحديث، سوف نأخذ الوقت الكافي لتتبع أفكاره وتبسيطها بقدر الإمكان. فالرجاء عمل فنجان قهوة أو كوبا من الشاي، مع خلفية موسيقية هادئة (موسيقى باخ أو موزارت أو أغنية لأم كلثوم أو فيروز).
لقد دمر هيوم الفكر العقلاني تماماً ولم يبقَ منه سوى قراءات حسية بسيطة تأتينا عن طريق الحواس. فكيف تسنى لكانت أن يرم الصدع، ويصلح ما أفسده هيوم. لقد فعل ذلك عن طريق المصالحة والوئام عن طريق تزاوج الفكر العقلاني بالفكر التجريبي.
لقد أخذ كانت أفضل ما في الفكر العقلاني، وأفضل ما عند هيوم وعمل منهما فلسفته العظيمة. هذا ما يجب فعله في بلادنا أيضا. نأخذ أحسن ما في الحضارة الغربية، وأحسن ما في تراثنا العربي والإسلامي لكي نصنع منهما حضارة جديدة تبقينا على قيد الحياة. في هذا العالم الذي لن يبقى فيه إلا الأصلح شئنا أم أبينا.
في كتابه المهم"نقد العقل المحض"تقبـّل كانت التفرقة بين القضايا التحليلية والقضايا التركيبية.
القضايا أو الجمل التحليلية (Analytic) تتسم بالخواص الآتية:
1- نفيها يؤدي إلى تعارض (كل العوانس نساء) النفي (ليست كل العوانس نساء) يؤدي إلى تعارض، لأن هذا يعني أن بعض العوانس ليست نساءً.
2- لا تحتاج إلى خبرة سابقة (Priori)
3- صحيحة بالتعريف (المثلث له ثلاثة أضلاع)
4- صحتها لازمة، أي أنها لا يمكن أن تكون غير صحيحة (1+1=2)
القضايا التركيبية (Synthetic) تتصف بالخواص الآتية:
1- نفيها لا يؤدي إلى تعارض (ارتفاع الغرفة 4 أمتار)
2- تحتاج إلى خبرة سابقة (Posteriori)
3- ليست تعريف
4- صحتها ليست ضرورية ممكن أن تكون صحيحة أو لا.
هنا يتفق كانت مع هيوم في أن كل القضايا التحليلية، أي العقلية والمعلومة بالفطرة (Priori) هي قضايا لا تحتاج إلى خبرة سابقة لإثبات صحتها.
وكل القضايا المعلومة بالتجربة، هي قضايا تركيبية (Synthetic) لكن يختلف مع هيوم في أن العكس غير صحيح في كلتا الحالتين ومن هنا يبدأ كانت.
كانت يقول: إنه هناك بعض القضايا التركيبية، هي أيضا لا تتطلب خبرة سابقة (Priori) ما معنى هذا الكلام؟

هذا كلام يعتبر كفراً بالنسبة للتجريبيين، قضايا تركيبية يعني تعتمد على الحواس في إثبات صحتها (Posteriori)، فكيف تقول أنها لا تتطلب خبرة سابقة؟
كان كانت يعتقد أنه لإثبات ذلك، عليه أن يأتي بمثال يوضح به وجود قضية تركيبية، لا تعتمد على الخبرة السابقة في برهانها، بذلك يمكن الرد على هيوم وبذلك، تعود للفلسفة والعلوم والأديان والفطرة السليمة (Common Sense) مكانتها السابقة.
هيوم قام بقسمة الفهم الإنساني إلى جزئين: أبيض وأسود، عقلي وتجريبي. ثم قام بإلغاء الفكر العقلي من قاموسنا، لكننا نجد هنا أن كانت، يحاول مزج الإثنين عن طريق القضايا التركيبية التي لا تحتاج إلى خبرة سابقة في برهانها (Priori).
يقول كانت: إنه وجد هذه القضايا في علوم الرياضيات والفيزياء. فمثلا، نظرية فيثاغورث في هندسة إقليدس، تعتمد على نظريات أخرى في تطابق المثلثات.
نظريات تطابق المثلثات، تعتمد هي أيضا، على نظريات أخرى. ونستمر هكذا إلى أن نصل إلى بديهيات أساسية، نقبل صحتها من دون برهان. مثل البديهية التي تقول:"من نقطتين معلومتين، يمر مستقيم واحد". هندسة إقليدس كلها مؤسسة على خمس بديهيات ليس لها برهان.
قبول البديهية من دون برهان، يعتمد على تجارب وملاحظات سابقة، لأننا تعودنا أن نرى خطاً واحدا يمر بين نقطتين في المستوى نفسه فهي لذلك، تعتبر قضايا تركيبية.
الآن لدينا نظرية فيثاغورث، التي تعتمد خطوات إثباتها كلها على العقل، لكن خطوات الإثبات مؤسسة على بديهيات. هذه البديهيات، هي قضايا تركيبية من ثم تكون نظرية فيثاغورث، هي ما يبحث عنه كانت قضايا تركيبية تعتمد على العقل في برهانها(Priori).
بدأ كانت بتقسيم وظائف العقل إلى ثلاث وظائف هي:
1- الإدراك الحسي
2- الفهــم
3- الحجـة
كيف يحدث الإدراك الحسي، وكيف يمكننا قول معلومة ما مثل:"إرتفاع الغرفة 4 أمتار"أو"سيصل القطار بعد ساعة"، إذا لم يكن لدينا إدراكا حسيا بالفراغ، وبالزمن؟
جملة مثل"القطة فوق الحصيرة"، تعني ضمنا أن"القطة في المكان والزمان". الجملة الأولي لا يمكن أن تكون صحيحة إلا بعد صحة الجملة الثانية، هل يمكن أن يكون لدينا قطة فوق حصيرة من دون أن نعرف أين ومتى؟
الجملة الثانية"القطة في المكان والزمان"ليست تحليلية، لأنه يمكن تكذيبها، والجمل التحليلية لايمكن تكذيبها. هي أيضا لا تعتمد على قراءات حسية، لأن المكان والزمان لا نشعر بهما عن طريق الحواس. إذاً هي حسب رأي كانت، جملة تركيبية فطرية (Priori).
تحليل كانت، أوصله إلى مفهوم المكان والزمان. فهما ليسا صفتين من صفات العالم الخارجي لكنهما، أي المكان والزمان، صفتان من صفات العقل وركنان أساسيان من أركان بنائه.
في فلسفة كانت، يقوم العقل بتحليل القراءات الحسية التي يستقبلها، سواء عن طريق العين أو الأذن أو باقي الحواس، ثم يصبغها بلغة المكان والزمان. المكان والزمان، هما النظارة العقلية التي نستقبل بها العالم الخارجي.
المكان والزمان في عقل الإنسان، ليسا مثل قطع الشطرنج المادية لكنهما مثل قواعد اللعبة أو برامج الكمبيوتر التي من دون وجودها لن يكون هناك لعبة شطرنج، من دون العقل، لن يكون هناك مكان أو زمان.
الوظيفة الثانية للعقل، هي الفهم. القدرة على فهم حقائق هذا العالم. هذه النخلة أعلى من هذا البيت، القطة فوق الحصيرة وليست الحصيرة فوق القطة، الطريق خالٍ أو مزدحم.
مثل هذه المعلومات، هي من صميم وظائف الفهم ثم قام كانت، بتقسيم الفهم إلى فئات مثلا، فئة تشمل الفرد والمجموع، وفئة تشمل السببية... إلخ.
فئات الفهم هذه، ليست أشياء موجودة في الطبيعة لكنها من إختراع العقل ولا توجد في العالم الخارجي لذلك لم يجدها كانت عندما قام بالبحث عنها. لذلك، هي قضايا تركيبية، لا تعتمد على التجربة (Priori).
نظرية كانت، تذكرنا بمفهوم أفلاطون وديكارت للمعرفة، التي تقول إن المعلومات تولد مع الإنسان،"المُثُل"أو"الأفكار"والتي تظل كامنة في الذهن حتى يستخرجها الإنسان بالتفكير.
لكن هناك فرق جوهري بين النظريتين. كانت، لا يفترض وجود الأفكار جاهزة في المخ عند الولادة، لكنه يقول بأن العقل مكون بطريقة تسمح بإستقبال المعلومات وتحليلها، أي مبرمج مثل برامج الكمبيوتر، تستقبل القراءات ثم تقوم بتصنيفها وإجراء العمليات الحسابية عليها.
العقل يقوم بترتيب العالم الخارجي إلى أشياء. وهذا يعني أنه لا توجد في العالم الخارجي مادة. العقل يفهم العالم الخارجي عن طريق سلسلة أحداث سببية، هذا يسبب ذاك حتى لو لم يكن هناك شيء يُبين سبب هذه الأحداث.
يقول كانت هنا: إن القراءات التي تأتي عن طريق الحواس وحدها، لا تستطيع أن تمدنا بالمعرفة في غياب الإدراك الحسي، الحواس محدودة. وبالتالي الإدراك الحسى محدود. كلام كانت يفهم ضمنا، أنه توجد حقيقة عليا، عقل الإنسان غير قادر على استيعابها.
معلومات الإنسان محدودة بما يسميه كانت،"العالم الظاهري"(Phenomenal World). العالم الذي نستطيع أن نستقبله ونتصوره ونتخيله ونشرحه ونحلله ونفكر فيه بعقولنا.
نحن فقط يمكننا معرفة العالم الخارجي الذي يأتي إلى عقولنا من خلال نظارة المكان والزمان وفئات أو برامج الفهم، لذلك يقول كانت، على عكس هيوم، إن العلوم والفطرة السليمة (Common Sense)، لا تزال ممكنة طالما هي تنحصر في العالم الظاهري.
لكن، لا شيء يمكن أن يقال عن الحقيقة العليا، إلا أنها موجودة. هذا يعني أن فهم الميتافيزيقا التقليدية منذ أفلاطون إلى ليبنيز، كانت مستحيلا.
الوظيفة الثالثة للعقل، هي الحجة. إفترضها كانت لكي تكون مسؤولة عن المفاهيم المجردة، مفاهيم لم تشكل بالحواس، مثل مفهوم الله والروح والملائكة...الخ. فهل يمكن للعقل فهم الحقيقة العليا وهذه المفاهيم؟ تأتي إجابة كانت بلا.
الميتافيزيقا التقليدية كانت غير ممكنة، لأنها كانت توظف، بطريقة غير مناسبة، عناصر المكان والزمان والسببية لتفسير العالم المطلق بينما هذه المفاهيم، تصلح فقط للتطبيق في العالم الظاهر الذي يمكننا أن ندركه بحواسنا.
هذا هو السبب في أن كل البراهين العقلية على وجود الله، كان مصيرها الفشل، وكل محاولات وصف الحقيقة العليا عن طريق مفهوم المادة، كان أيضا مصيرها الفشل.
نحن كبشر، يجب أن نكف عن البحث في طبيعة الله ومفاهيم مثل، العدالة، والخلود، والحري، لأن كل هذه المفاهيم، فوق طاقة العقل البشري.
ثم يضيف كانت في نهاية بحثه"نقد العقل المحض"، ليست هناك ضرورة منطقية لرؤية العالم عن طريق مفاهيم مثل: الله، والخلود، والعدالة، والحرية... إلخ، لكن هذه المفاهيم ضرورية لإسعاد البشرية، لأنه من دونها سيفقد الكثيرون معنى الحياة.
إذا لم يعتقد الإنسان أنه حر في أفعاله، وأن هناك عدالة مطلقة سوف تنتصر في النهاية، في الدنيا أو الآخرة، فسيفقد الإنسان الدافع والحماسة لكي يواصل الحياة، لهذا حسب كلام كانت، الإنسان له الحق في الإيمان بالله والروح والخلود...إلخ، لا لأسباب ميتافيزيقية، ولكن لفوائد عملية ضرورية، لأن هذا الإيمان، قد يجعلنا أفضل وأنجح وأقدر على مواجهة الحياة.
حاول كانت التفرقة بين المعرفة والإيمان لكن منتقدي كانت يتهمونه أنه أخرج مفهوم"الله"والغيبيات من الباب، لكي يدخلهما من الشباك.
بعد"نقد العقل المحض"كتب كانت أعمال فلسفية عظيمة عدة منها"نقد العقل العملي"و"أساسيات ميتافيزيقا القيم". كلا العملين يعالجان موضع الأخلاق ويركزان على نية الإنسان والواجب الذي يجب أن يلتزم به في حياته.
نظرية كانت في الأخلاق، تبين تأثره بالفكر المسيحي، لكن محاولته جعل"الواجب"عملا منطقيا، وليس مجرد أوامر إلهية. وضعته بين مفكري عصر التنوير حيث نجد أن سبب الأخلاق علمي لا ديني.
القيم الخلقية يمكن إستنتاجها بالعقل فقط. يقول كانت: علينا أن نتصرف كما لو كانت الحكمة من تصرفاتنا، هو عمل قوانين عالمية لكل الناس، من دون أن تتعارض مع المصلحة العامة.
نحن كمخلوقات عقلانية، من واجبنا طاعة هذا المبدأ وسوف أبسط فكرة كانت هذه في الأمثلة الآتية:
لنفرض أنك قد استلفت من صديق لك 5 جنيهات. ولنفترض أن الصديق لم يراع أصول الصداقة، وقام بالمطالبة بالمبلغ وملاحقتك ومضايقتك ما جعلك تقول في نفسك، لو قمت بقتل هذا الصديق الرزل، فسوف يكف عن ملاحقتي، وأفوز بالخمس جنيهات.
لكن كمعجب بفلسفة كانت وملتزم بأفكاره، سوف تختبر تعميم مبدأ القتل عالميا. وتسأل نفسك، ماذا يحدث لو لجأ كل واحد، إلى قتل الآخرين، لتحقيق أغراضه؟ طبعا هذا من الجنون، لأنه لن يبقى أحد يمكن أن نطبق عليه القانون الأخلاقي.
ماذا بالنسبة لنقيصة"الكذب"؟ هل يمكن أن أعمم مبدأ الكذب وأن أجعل منه مبدأً عالمياً؟ كيف يستقيم أي شيء، لو كانت كل الناس شيمتها الكذب؟ الأخبار في الصحف ومحطات التلفاز والراديو، كلها كذب في كذب. تصريحات المسؤولين كلها كذب، نصائح المحامي أو الطبيب، كلها كذب. هل يستقيم أي شيء؟
وإذا كان القانون العالمي هو"كل واحد يقوم بالسرقة". هذا أيضا غير ممكن، لأنه سيخلُّ بمبدأ الملكية الخاصة ويصبح كل واحد قادرا على الإحتفاظ بما في يده طالما يستطيع الحفاظ عليه وحمايته، أي يجعلنا نعود إلى قانون الغاب!
يقول كانت: علينا أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا. تعاملنا يجب أن يكون غايات وليس وسائل. مبدأ ميكافيللي"الغاية تبرر الوسيلة"مرفوض تماما. لا تستغل الآخرين لما فيه مصلحتك. الأخلاق تشمل إحترام كرامة وآدمية كل فرد كإنسان.
كانت المبادئ الأخلاقية لكانت، لها تأثير عملي كبير بالنسبة لقضايا المساواة والتفرقة بسبب الجنس أو الدين أو العرق. وكان كانت، حريصا على أن يجعل التمسك بالأخلاق القويمة نوعاً من الواجب الإنساني. فعل الصواب كواجب في رأي كانت، أفضل بكثير من فعل الصواب تحت تأثير الشفقة أو العطف.
مبادئ كانت الأخلاقية مستقاه من العقل، وليست من الكتب المقدسة. دافعها الواجب نحو الإنسانية، وليس الخوف من العذاب، أو الطمع في الثواب. ولأن المعرفة الإنسانية محدودة، كما يقول كانت، فالإخلاق يجب أن تتعدي النظرة الضيقة التي تنحصر في المنفعة الشخصية.

عن الحوار المتمدن