حين تغنى رفائيل بطي  بعفيفة اسكندر ونشر صورتها

حين تغنى رفائيل بطي بعفيفة اسكندر ونشر صورتها

سليم البصون
كان المرحوم الأستاذ رفائيل بطي علما بارزا من إعلام الصحافة والأدب في العراق العزيز، وقد امتدت به الشهرة في هذين الميدانين المتلازمين إلى إرجاء بعيدة من الوطن العربي الكبير. وجميل أن أتطرق إلى جوانب عديدة من الذكريات الطريفة عن هذا الصحفي والأديب البارز،

فحياته الصحفية والأدبية والسياسية معروفة لكثيرين ، وأصبح ماله وما عليه فيها في ذمة التاريخ، على أن جوانب من حياته وشؤونه الخاصة في ميدانه الصحفي قد لا يعرفه إلا القلة من المحيطين به.

*سينما الحياة
في السنوات الأخيرة من حياته افرد المرحوم "رفائيل بطي" بابا خاصا في جريدته "البلاد" تحت عنوان "سينما الحياة" يكتب فيه بتوقيع "راء". وكان الباب يتضمن ثلاث مقطوعات بطريقة كلاسيكية روتينية لا تتغير، أولاها سياسية وثانيتها اقتصادية وثالثتها أدبية، كان في الأولى يتحدث عن نبأ أو رأي سياسي وفي الثانية عن خبر أو رأي اقتصادي، وفي الثالثة عن لقطة أو نقد أو وجهة نظر أدبية، وكان المرحوم في نقداته وخاز نغاز لماز ، لا يشتم شتما مكشوفا وإنما يوخز وخزا عميقا.

*إعجاب بعفيفة اسكندر !!
كان الأستاذ رفائيل بطي حاضرا في إحدى الليالي حفلة احد الذوات المسؤولين والسياسيين التقليديين. وكان بين حضور الحفلة ـوغنت فيهاـ الفنانة المعروفة عفيفة اسكندر.. وقد أعجب الأستاذ أيما إعجاب بمجلسها وحديثها كما أعجب بأغانيها. وبجمالها أيضا . وقد حضر إلى مكتب الجريدة في الصباح التالي وحدثني بأمر هذه الحفلة وإعجابه بعفيفة اسكندر وطلب إلي أن احصل له على صورة لها لنشرها في الجريدة.
وقد اتصلت بالزميل والصديق الكريم الأستاذ صادق الأزدي صاحب مجلة "قرندل " آنذاك وطلبت إليه أن يزودني بصورة عفيفة باعتبار أن الصديق صادق كان له أرشيف من الكلائش للصور السياسية والأدبية والفنية أفضل من أية صحيفة في ذلك الوقت وفعلا زودني الأزدي بثلاث صور من احدث صور عفيفة لم تنشر من قبل.
وقد اختار الأستاذ رفائيل أحداها وصنفا لها كليشهة وظهرت في اليوم الثاني مطبوعة في باب "سينما الحياة" مع تعليق لطيف كتبه الأستاذ بنفسه تغنى فيه بالفنانة معجبا ومشيدا بها.
وهذه هي المرة الأولى والأخيرة التي نشر فيها المرحوم رفائيل بطي صورة لفنانة عراقية أثناء اشتغالي معه . ـ والمقصود بالفن هنا شقى الغناء والرقص فقط.
نشرت في ملحق جريدة "كل شيء" بغداد