من اعلام (الكرد).. توفيق وهبي

من اعلام (الكرد).. توفيق وهبي

مير بصري
اديب وكاتب راحل
توفيق وهبي بن معروف بن محمد، كان جده لأمه رسول مستي افندي الملقب بشيخ الحكماء من رجال العلم المشهورين 1908 ولد في السليمانية سنة 1891 (1/ك2) وفقد والده وهو صغير. ذهب الى بغداد تدرس في الاعدادية العسكرية 1904 وتخرج سنة 1908 نزح الى استانبول والتحق بكلية الاركان

ونال منها وشهادتها سنة 1918، اشترك في حركات البانيا 1911 وارسل في بعثة الى طرابلس الغرب ثم حارب في البلقان.. وشهد وقائع الحرب العظمى. وكان ضابط ركن الفرقة التي حاربت في قلعة الدردنيل (جناق قلعة) والشعيبة. وحضر معركة الرمادي 1917 وانسحب بعد سقوطها الى هيت، ونقل الى الفرقة 53 في فلسطين 1918 واعتزل الخدمة في الجيش التركي سنة 1919 برتبة بوزباشي (رائد)، منحه الالمان وسام الصليبة الحديدي في السنة الاخيرة من الحرب العامة.
عاد الى العراق في آب 1919 فعين قائممقام رانية، انضم الى الجيش العراقي عند تأسيسه 1912 في شعبة الحركات، لكنه التحق بحركة الشيخ محمود سنة 1922 فلما اخمدت حركته اعتقل 42 يوما واعيد الى الخدمة فعين آمراً لدار التدريب العسكري 1923. مدير الحركات بوزارة الدفاع 1925، امر المدرسة العسكرية 1925، أوفد في بعثة الى انكلترا 1929 رفع الى رتبة عقيد 1930 وترك خدمة الجيش 1931 عين متصرفاً للسليمانية 3/4/1930 حتى ايلول من السنة نفسها ثم قبض عليه بتهمة تقديم عرائض وقعها الاكراد الى عصبة الامم في جنيف طلبا لصيانة حقوقهم، اعيد الى وظائف الدولة في 1936 حين اسندت اليه مديرية الاشغال العامة مدير عام المساحة 1938 اعتزل الخمة سنة 1941 متصرفا الى اعماله الخاصة.
عين وزيرا للاقتصاد في وزارة الباجه جي 1944 نائب عن الموصل 1944 وزير المعارف في وزارة صالح جبر 1947 نائب عن السليمانية 1947 عضو المجمع العملي العراقي عند تأسيسه، عضو مجلس الاعيان 1948 وزير الشؤون الاجتماعية في وزارة السويدي 1950، رئيس مجلس التعليم العالي 1951 ، ساهم في تأسيس حزب الامة الاشتراكي وانتخب نائبا لرئيس الحرب نائب رئيس مجلس الاعيان 1955، واعيد تسميته عينا 1957.
سافر الى لندن لنيل ثورة 1958 واقام فيها متصرفا الى البحث وصنف مع الميجر ادموندز قاموساً كرديا انكليزيا طبع سنة 1966.
لزم السرير في السنوات الاخيرة مفلوجاً، وتوفي في 5 كانون الثاني 1984 ونقل جثمانه الى بغداد ودفن الى السليمانية، انتخب سنة 1971 وعضوا فخريا في المجمع العلمي العراقي واهدى مخطوطاته الى مكتبة المجمع امتلك مكتبة كبيرة عامرة بامهات الكتب المخطوطة والمطبوعة كان يجمع التحف والاسلحة القديمة والصور القديمة.
سئل كيف مال الى العلم فقال: ان شأني شان الضمان في كتاب (فلسفة الحياة) لتولستوي الذي كان يعيش في دعة وطمانية وقد اراد يوما ان يعرف كيف تجري عملية الطحن فنظر الى المطحنة ووجد ان طاق الرحمن تحركه محلات ذات اسناد متداخلة فحن له ان يبحث عن القوة التي تحرك العجلات فوجد انها الماء الذي يأتي من اعلى الجبل وصعد فيه ليكتشف مصدر الماء. ولما رأى المنبع صار يبحث ويسأل عن مصدر الماء، فعلم انه يتكون من مياه الامطار التي تنزل وتتغلغل تحت سطح الارض ثم تتجمع وهنا اخد يتساءل عن تكون الامطار وهكذا.. قال وهبي انه حين تقلد آمرية الكلية العسكرية اخذ على عاتقه تدريس اللغة الفارسية، ولما كانت هذه اللغة فرعا من اللغات الاتية القديمة ومن الهندية الاوربية فقد اضطرالى دراسة هذه النواحي كلها.
اهتم بلغته الكردية فمنذ البدء باهتمامه فقد اخذ ينشر في مجلة (دياري كردستان) البغدادية سنة 1924 مقالات بعنوان «كيف يكتب لغتنا الكردية» وانجز تدوين قواعد اللغة الكردية سنة 1929 لتدريسها في المدارس ونشر سنة 1933 رسالة كردية بعنوان (القراءة الحديثة) بشان استعمال الحروف اللاتينية في الكتابة الكردية، وفي سنة 1942 نشراً معجما كرديا عربيا ذهب الى بيروت سنة 1956 واشرف بنفسه على سبك حروف خاصة لكتابة «قواعد اللغة الكردية».
زوجته السيد آسيا وهبي ابنة التاجر رضا الريزه لي واخت الدكتور عبد الجبار الريزه لي، وهي من رائدات النهضة النسائية العراقية (اختها تزوجت السيد سامي خوندة) ، ساهمت آسيا وهبي في العديد من الجمعيات الثقافية والخيرية، تولت رئاسة الفرع النسائي لجمعية حماية الاطفال من تأسيسه في آذار 1945، تولت رئاسة الاتحاد النسائي منذ انشائه سنة 1945 حتى ثورة تموز 1958 ، واصدرت مجلته في ت2 1949، ترأست المؤتمر النسائي العربي المنعقد ببغداد سنة 1952 عاشت بعد ثورة تموز 1958 مع عريسها في لندن وتوفيت فيها في اول حزيران 1980 ونقل جثمانها الى بغداد ودفنت في الحضرة القادرية وكان ميلادها في نحو سنة 1900 واقترنت بتوفيق وهبي سنة 1927.
اسس توفيق وهبي مع عدد من كبار الادباء جمعية ثقافية سنة 1958 اصبح وهبي رئيسها وابراهيم الواعظ نائبه واصدرت في حزيران 1958 مجلة باسم (الكتاب) وصدر عددها الثاني في تموز وانتهت الجمعية ومجلتها مع ثورة 1958.
عن كتاب (اعلام الكرد)