بول إيلوار.. الحب.. المقاومة.. الوطن

بول إيلوار.. الحب.. المقاومة.. الوطن

د. شاكر الحاج مخلف
القلب على الشجرة
والمدار ابتسامة وضحك
ونعومة من وراء الحواس
هو مغلوب ومنتصر
ومتألق أيضاً
صاف كالماء
عال في السماء
يرفرف حول الأشجار

يتحدث المفكر " لويس بارو " عن الشاعر "بول إيلوار" ويورد في دراسة مهمة نشرها بعض الملاحظات حول مجمل الظروف التي نظم فيها معظم قصائده مستذكراً سنوات الاحتلال النازي لفرنسا والإذلال الذي رافقه يقول عن تلك المرحلة: " تلك القصائد التي تفسر بعضها بعضاً وتزرع في أذهان الجميع تذكار العهد الذي ولدت فيه، لو لم تكن تلك النصوص القصيرة المكتوبة ببساطة مؤثرة في مثل ذاك الجمال الذي يوشح صحائف "بول إيلوار" الشعرية والنثـرية لكان حسبنا منها ميزتها الفذة في أنها أجلت لنا العلاقات التي ما أكثر ما نفيت بين عمل شعري وبين العهد الذي ألفته وأي قصيدة لم يحسن إيلوار استيحائها من حادث عادي أو من واقعة تافهة ما كانت لتزود غيره من الشعراء سوى مادة هزيلة لكن إيلوار أعاد إليها مدلولها فصارت الحروف والكلمات مضيئة ". وأنا أقرأ ديوانه المترجم إلى الإنجليزية استوقفتني قصيدة رائعة تحمل عنوان "شعاع الحرية" يقول فيها:
فوق دفاتر الكتابة
وعلى مقاعد الدراسة، وفوق أغصان الأشجار الصغيرة والكبيرة
وكذلك على رمل الأرض وثلج الشتاء،
أكتب أسماءكم،
هل تعرفون...؟
الذي أكتبه صفحات مقروءة
كلها في أيدي الشعب، صفحات بيضاء
تمر فوق الحجر والدم وتصبغ الورق والرماد
أكتب أسماءكم،
هل تعرفون..؟
فوق الكراسي المذهبة، انقشها على أسلحة المقاتلين
أمزق بحروفها تيجان الملوك
أكتب أسماءكم، هل تعرفون...؟

تفاصيل حياة إيلوار تكشف عن انتقاله من عهد إلى عهد، ما قبل الحرب، ثم الحرب التي عانى منها الأعاجيب المتوالية، في ليل الاحتلال حيث ظروف البرد القارس وصور التهديد، وقوائم الرهائن والمطلوبين لقوات الاحتلال، كل تلك الصور أوحت لإيلوار أن يكتب أجمل قصائده والتي تجاوز بها الآفاق، معاني وصور ومدارس في النظم قدمت له تلك الفورة الشعرية التي جعلته دائما يبحث عن مضاعفة نشاطه في المتابعة لقضايا الشعب ويحلق في أجواء الشعر، تلك التفاصيل التي كانت تدفعه نحو الهدف الكبير، استلهمها ثم وجد نفسه يصدر عدة منجزات شعرية، في البدء أصدر ديوانه الموسوم "شرف الشعراء" كتبه بالاشتراك مع الشاعر "جان ليسكور" ثم أتبع ديوانه الأول بديوان جديد هو "أوروبا" يقول في إحدى قصائده:

الحياة جد لطيفة
تعالوا إلي ّ..
إذا ما أنا ذهبت إليكم
فهذا لعب..
أطياف الباقات التي تغير زهورها
نحن...

لإيلوار أيضا تقويم الآداب الفرنسية، كما ساعد في تحرير مجلة الآداب، ثم كتب كراس منتصف الليل وفي العام 1944 أنشأ المجلة الأدبية، دراسات كثيرة وأبحاث عديدة تناولت حياته وشعره الغريب فيها أنها اتفقت في الكثير من الأفكار واختلفت أيضا، ومع أن الدراسات الأدبية وبشكل خاص تلك التي تتصدى للشعر يجب أن تكون غايتها في المقام الأول الاقتراب من عالم الشاعر بكل أمانة ودقة وبكثير من الصدق والنجاح في رسم عوالمه كما أبدعها، أن الخطأ الذي تقع فيه الكثير من الدراسات هو نقل صورة واحدة لحياة المبدع وعمله مندمجتين صميميا، بينما يكون التوضيح الواضح حول حياة المبدع والظروف التي أنجز فيها مشروعه وفق الإطار الموضوعي يؤدي إلى توضيح النص أفضل مما تفعل أبلغ الشروح والتعليقات يقول الشاعر في قصيدة أخرى:

في غربال الحياة أحرر السماء الصافية
وفي قلبي حب عصفور جميل يدلني على النور
والنور في عين عصفور جد واضح
وهو يغني..

عوالم إيلوار

الكتابة هي مرجل التغيير، والكاتب الحقيقي لا يتوقف عن مهمته تحت الضغط أو المزاج المتغير، لا يتلقى الأوامر في قضية الإبداع، هناك ثمة كاتب حقيقي يثير الدهشة وفي المقابل الكثير من رجال الشعوذة "الكتاب المزيفون" لهم أصابع تمسك يراعا يستند إلى جماجم خاوية ونفوس ممزقة، هو يرى الكاتب كالمقاتل يتحرك دائما إلى الأمام ويتحصن بخندق المعرفة والوعي ليواجه الرياح العاتية، يتوقف عندما يغادر السر الأبدي جسده الموهوب للناس والوطن والقضية، في أشعار إيلوار ترد الكثير من أسماء المدن توحي بصور الأحلام التي كانت مرتبطة بفكرة تغيير العالم، سجل حياته الشخصي يقدم لنا الصورة التالية عن مفردات حياته، ولد في 14 كانون الأول من العام 1895 وكانت تلك الولادة في مدينة "سان دوني" وفي ذكريات طفولته الأولى ارتسمت صورة الريف الموحش إلى جانب أعمدة الدخان الكثيفة وواجهة الكنيسة الوردية والغبراء حسب الفصول وتظهر في أشعاره المسالك المليئة برماد الفحم الحجري والسواقي المستترة خلف أسوار حديقتي "يوريسون وفييني مير"

لألق النهار سعادات
وفي الهواء العيش رغد
أذواق وألوان
وأيضا للتمتع بالحب
ولفتح العينين في آخر لحظة
تسكرنا المجاملات والملاطفات
ونسبح في شعاع الشمس..

قضي معظم طفولته مأخوذاً بتلك العوالم وسرعان ما أنتقل إلى عوالم أخرى هي الجيش والحرب حيث وجد نفسه يواجه الضياع في دوامة مريرة، تنازعته أمواج الحزن واليأس عندما وجد بلاده فرنسا تقع فريسة الليل الذي أسدلته القوات الغازية الألمانية النازية، ثم أنتظم مجندا في جبهة الحرب العريضة عمل ممرضا خلف خطوط القتال وجندي مشاة ودون الكثير من ذكرياته المشبعة بالقنوط عن واقع الاحتلال والحرب يقول في قصيدة "شعاع الحرية":

في تفاصيل الغياب دون رغبة
في ليل ونهار الوحدة العارية
وفي جوف خطوات الموت
أكتب أسماءكم
هل تعرفون..؟
من أماني العيش الرغيد
وأصوات الخطر
وبقايا الأمل
وذكرى الوطن الممدد تحت خيمة الفجيعة
أبدأ حياتي مترنحا بين الحزن والأمل
تحاورني كلمة..
الحرية...
لاشيء سوى الحرية..

قبل الحرب التي شارك فيها كتب قصائد أولى تضمنت أبياتا عن الحب المبكر، لكن الأبيات التي نشرها بعد عام 1917 حملت صور القلق النفسي لدى الإنسان آنذاك من المصير المجهول الذي بات يلوح في الأفق وشاطر بذلك الجميع وأندفع لتصوير التعاسة والحزن وصور المقاومة بكل صورها، نظر إلى تلك الصرخة المقرونة بالفعل والتي مجدتها شعوب الأرض قاطبة وفسحت لها الطريق الواسعة لتدك قلاع التسلط وتقاوم الاحتلال، يرى في المقاومة التي تستند إلى القاعدة الشعبية الجماهيرية الواسعة بوابة شريفة تقود إلى حرب مقدسة تشد الأبصار والعقول وتفتح جبهات متعددة وشائكة بوجه العدو وأعوانه، كان يرى رياح الحرية تتحرك في الشوارع النظيفة والموحلة وبين القصور المترفة ودروب الريف، وصفها، تجربة إنسانية بالغة التعقيد والسموّ، كانت تستفز العقول وكذلك الأقلام الشريفة، وتخلق عاطفتها الألحان والقوافي ودراما المسرح كما تتحرك الريشة في أنامل الفنان إلى جانب كاميرا الفن السابع، تزاحم مع كتاب وشعراء يكتبون تجربة تتحرك بحذر بين الموت والحياة وفي تفاصيلها تمثل الشهادة في سبيل الوطن والحرية والشعب، كانت تلك المفردات هي أغلى الأهداف قطعاً، ينصت عقله ويدق قلبه لتلك الأخبار التي تأتي من بلدان حيث تتقدم المقاومة وفي يومياتها ينمو الفعل الإنساني وتثير أحداثها مخيلة الكتاب والشعراء الشرفاء، كانت الأخبار تمثل حروب الأرياف والمدن وكذلك حروب الأنفاق والشوارع، يصفها "أيرنست يونغر" هي تلك المقاومة التي بذلت الغالي والنفيس لتصل بنا إلى شواطئ الحرية والأمان، ويكتب إيلوار في مذكراته " أن مقاومة عدد من الأقلام الشريفة للممارسات التعسفية للاحتلال هي أشد وقعاً على الأعداء ومن أكثر الأسلحة فتكاً " ويجد إلى جانبه الكثير من الأدباء أمثال "جورج برنانوس وفرانسوا مورياك" اللذان أعلنا الانحياز التام لرجال المقاومة العرب في شمال أفريقيا، كان الأدباء الأحرار يرون في حالات الاحتلال الاستعماري الشر المطلق والموت البطيء للشعب المحتل، وفي المقاومة حالة الخير والخصب الذي تحتاجه الروح والأرض.

قصائد للسلام

عندما قرأ كتاب "أوراق العشب" أعجب به كثيراً وهكذا حملت قصائده الأولى صور الفجيعة الفرنسية بجانب الأمل، كما حصل في ديوانه الأول والثاني "الواجب والجزع وقصائد للسلام" ثم كتاب "حب أخضر والحياة الاجتماعية وأمسيات باريس" يكتب في تلك الدواوين الشعرية:

سأمضي حياتي
هنا العجز
في بلدان رحمة يتحد مظهر النسيان
وحينما في الفجر تنام امرأة
متأثرة، رأسها أولاً
فإن سقوطها يضيئها
أيتها الكواكب
أنت تعرفين شكل رأسها
هنا كل شيء يتعتم، المشهد يكتمل
دم في الوجنتين، كتل تنخفض وتسيل في قلبي
مع النوم، فمن يريد أن يأخذ قلبي
إذن أنا لم أحلم أبداً بليل جميل كهذا الليل
أزهار الحديقة، أشجار الحديقة يسعين لتقبيلي
الأشجار الساكنة، تقبل جيدا الظل الذي يسندها
امرأة بقلب شاحب تضع الليل في ثيابها
كيف التمتع بكل شيء
الأفضل محو كل شيء
رجل كل الحركات، كل التضحيات
كل الغزوات،
ينام، ينام، ينام..
بتنهداته يحز الليل الضئيل غير المرئي
هو لا يشعر بالبرد ولا بالحرّ
سجينه فرّ لكي ينام
أنه لم يمت أنه ينام..


المرحلة السريالية

تعلم إيلوار من تلك التجارب التي سبقت الرصانة واستخدام الكلمات البسيطة المفهومة وسعى إلى روح الابتكار والغنائية في الشعر حيث كان الشعراء الأولون يحملون الكلام في قصائدهم معنى عميقاً، إيلوار الذي أطلع على كل كتبهم وأشعارهم إضافة إلى ذلك كان يقرأ للروائيين الإنجليز والألمان والفلاسفة الماديين، أصدقاؤه يعرفون حرصه على قراءة جملة كراريس الشعر وفي محاضرته التي ألقاها عام 1937 على خشبة المسرح الكوميدي أعلن أن أندريه بروتون كان وما يزال أحد أبرز الناس الذين ساهموا في تعليمه كيف يفكر، ومنذ ذلك الوقت فرقت الخصومات السياسية والحرب بينه وبين العديد من خيرة أصدقائه، في تلك الفترة كان الرسامون السرياليون يواصلون جميعاً نظم الشعر معتمدين مبدأ تحرير الرؤية وربط المخيلة بالطبيعة واعتبار كل ما يحاكي الطبيعة مهماً وإثبات أن الازدواجية بين الخيال والواقع وأن كل أثر فني يبدعه فكر الإنسان يبقى داخل هالة من الاهتمام ويخضع للدراسة والتحليل، وهكذا أعطت السريالية جواً شاعرياً من خلال أعمال ثلاثة رسامين كبار كانوا مهيمنين على عالم إيلوار الإبداعي وهم "أرنست وبيكاسو وشيركو" كان إيلوار يعجب بالذكاء النفاذ الذي يطور كل شيء حوله ويستخدم على التوالي الكلمة واللون ويعبر عما يعجز عنه التعبير ويدخلنا بسهولة عالماً ليس فيه ما يستعصي على الفهم ويقول عن أعمال "أرنست": من خلال ملصقاته وتصويره وتشميعاته في الفن السريالي تظهر إرادة دمج الأشكال بالحوادث والألوان والأحاسيس. وعن "بيكاسو" يقول: أنه أثار الدهشة أكثر من أي أحد سواه وظهرت جرأته في الأعمال المرسومة بريشته العجيبة، وكان يسعى للوصول إلى أهدافه باستخدام أسلوب فني لم يعرف أي مدى لنهايته ويندفع ليقول كل ما في وسعه أن يقوله، ظهر هذا جلياً في العديد من أعماله المتميزة، وربما كان لتلك الأعمال السريالية صداها في قصائده. الباحث في نتاج بول إيلوار يجده يتحدث عن فضاء مفتوح وخاصة في تلك القصائد الرشيقة التي حملت ذكرياته مع زوجته "غالا" حيث كتب أولى قصائده وكانت بعنوان "سمكة قابلة للذوبان" وعندما عاش بعيداً عن وطنه استولت على يوميات حياته أجواء الهزيمة والفشل والوحدة، أحس بشعور مرير وبالعجز فحاول الهروب من حياته ونسيان كل شيء وذلك عندما أتخذ قراره في 1/ مارس/1924 بركوب متن أول سفينة مغادرة إلى فرنسا دون أن يخبر أحداً بقراره وقد ظن الجميع أنه قد اختفى أو رحل إلى جهة مجهولة، كانت رحلته طويلة طاف خلالها حول العالم وهي كما يذكرها في مذكراته على أنها بدأت وانتهت كرحلة دون هدف معين، قادته إلى دول لم يعرفها سابقاً مثل أندونيسيا وماليزيا والهند، لم يجد في تفاصيل تلك الرحلة ما يحرك أعماقه وبعد سبعة أشهر من رحلة بلا هدف أختتم حالة الهروب وعاد على متن سفينة هولندية مع أفراد عائلته:

الجدول الذي تحت لساني
الماء الذي لا يمكن أن نتصوره
مركبي الصغير
والستائر المسدولة
تعالوا الآن نتكلم..


إيلوار مترجماً

لا يخفي في قصائده ومذكراته أنه كان يهوى الجداول والحدائق والغابات الفسيحة المغطاة ببخار الأرض والينابيع والعشب، كانت خطواته تتحرك مثل كلمات قصائده، في عام 1936 قرأ للمرة الأولى شعراً حاراً فيه الجرأة وحرارة الشرق، كانت تلك رياح قادمة من أسبانيا هي قصائد للشاعر "فدريكو غارسيا لوركا" وجد فيها ما يبحث عنه وأراد أن يضعها في متناول الجميع فترجمها، أن جميع نصوص إيلوار النثرية من بحوث علمية وحكايات مألوفة ودراسات وتعليقات كتبها لتذييل لوحة لرسام صديق، تقدم لنا الآن تفاصيل مهمة عن حياة الشاعر.. أصدر في العام 1934 ديوانه المسمى "الوردة المشاع" وفيه يسترجع معظم المواضيع التي كانت موزعة في تفاصيل الماضي وتعد من أشد الأبيات تحريكا للعاطفة وهي رصينة تدل على جهد كبير بذله الشاعر في استحضار كل الصور التي تتباعد عنه يقول في إحدى قصائد الديوان:

من كل ما قلته عن ذاتي، ماذا بقي..؟

لقد حفظت كنوزا مزيفة في خزائن فارغة

سفينة لا لزوم لها تصل طفولتي بسأمي

انطلاقاً بأوهامي،

ألعابي تتبعني،

والعاصفة بطلة الليالي حيث أنا وحيد، وحيد..

وفي مقطع آخر من قصيدة ثانية يحاور بول إيلوار الطيف الذي تعود أن يحاوره، يقول:

إذا أرهقتها بسؤالي باحت لي بالحقيقة،
الحقيقة التي كنت أعلمها إياها،
المحزنة، الحلوة،
أن الحب يشبه الجوع والظمأ،
لكنه لا يعرف الشبع أبداً..

في عام 1936 أصدر إيلوار ديوان "السعادة"، ثم ديوان آخر بعنوان "اتخذت في الموت شعاراً" وهو آخر كتاب صدر في تلك الحقبة التي وضع لها نهاية في ذاك العام حيث اتخذت فيه أعماله اتجاهاً جديداً وازدهرت عمقاً وغنى، في نفس العام توجه إيلوار إلى أسبانيا لإلقاء سلسلة من المحاضرات الأدبية بمناسبة إقامة معرض استذكاري لأعمال الرسام بيكاسو..

أفكار إيلوار عن العملية الإبداعية في الشعر، هو يعتقد أن الوقت قد حان لكي يدعي الشعراء أنهم غائصون عميقاً في حياة الناس الآخرين ويصف ذلك بالحياة المشتركة، أن الشاعر هو الذي يبث الإلهام أكثر مما هو يتلقى الإلهام، وللقصائد دوماً هوامش كبيرة بيضاء من صمت حيث تحترق الذاكرة المتوهجة لتعيد خلق الهياج الذي لا ماضي له، أن الميزة الأساسية في ذلك ليس الإحضار وإنما الإيحاء.. في عام 1938 أصدر بول إيلوار ديوان "المجرى الطبيعي" وقدم فيه قصائد عديدة، أصر فيها على جعل الكلمة شعاعا يكشف هموم الإنسان وتشكل صور أحاسيسه، فهو يرى صورة الإنسان في المستقبل هكذا كما رسمها في إحدى قصائد الديوان:

سوف تتسع السماء
جميعاً سنبلغ ذاكرة جديدة
سنتكلم لغة واحدة
ويتزود العقل بأجنحة طائرة..