الشيخ الماشطة ومجلة (العدل)

الشيخ الماشطة ومجلة (العدل)

في الثالث من ايلول عام 1959 فقدت الحركة الوطنية والتقدمية وحركة السلم اجد الرجال الذين نذروا حياتهم لخدمة الوطن ولنشر الحقيقة، والوقوف بوجه الظلم والاستبداد، وضد الحرب ففي ذلك اليوم توفي الشيخ عبد الكريم الماشطة بعد عرض طويل وكان قد بلغ الثانية والثمانين من العمر، ساهم في العديد من النشاطات الوطنية من بينها العمل في الصحافة والكتابة فيها.


فقد أصدر عام 1938 «مجلة العدل» ، وكتب في مجلة الرابطة عدة مقالات عام 1943، وفي مجلة الوطن والسياسة عام 1946، وفي صوت الاحرار عام 1958م كانت «مجلة العدل» قد صدرت عام 1938 في شهر آذار، صدر منها عدد واحد فقط، كان الشيخ عبد الكريم عبد الرضا الماشطة صاحب الامتياز والمدير المسؤول، وعدد صفحاتها 62 صفحة، وطبعت بالمطبعة العصرية في الحلة.
تضمن العدد مقدمة وثمان مقالات متنوعة، لم يذكر اسم كاتب لاي منها، ذلك لان العدد كله – على ما يقال – هو بقلم صاحبها ومديرها المسؤول عبد الكريم عبد الرضا الماشطة.
الموضوع الاول بعنوان «العدل» يهاجم فيه «ظلم العباد والاستبداد بهم واضطهادهم واخلالهم وتبذير الضرائب التي تؤخذ منهم وتستنزف دماءهم ووضعها في غير مواضعها واستهلاك الكثير او الاكثر منها في الموارد التي لا تستفيد منها الامة».
ودعا فيه الى تطهير دوائر الدولة من العناصر الفاسدة.
والموضوع الثاني، وهو ذو علاقة كبيرة بالاول بعنوان «الحرية» يبدأه بقول الامام الصادق «كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي» ويتحدث فيه عن الحرية الشخصية للمواطنين باعتبارها اساس الحقوق السياسية، وبدافع عنها ويندد باساليب الضغط على حرية الشعب، ويتناول في هذا المثال بشكل صاحب حرية المطبوعات وحرية الصحافة، ويذكر مثلا بعض الدول العربية التي يجري تلقي الانتقادات في الصحف برحابة صدر. وفي موضوع ثالث يتناول قضية الاصلاح الديني والدفاع عما قدمته الحضارة الاسلامية العربية في تطوير الفكر الانساني من خلال مناقشته مناقشة ما كتبه الدكتور زكي مبارك عن الغزالي.
ويندد باولئك الذين «يتخذون رسوم والصوفية شعاراً لهم وهم من اهل المكر والخداع والدجل» ويؤد اهمية استيعاب الفكرة لا تقليدها، مستشهداً بقول الامام علي (عليه السلام).
«المتعبد على غير فقه كحكمار الطاحونة يدور فلا يبرح وتاتيه الفتنة وتنسفه نسفاً. وفي مقالٍ آخر، من خلال مناقشة كتاب «النظريات العامة في الحقوق الجزائية» للسيد رشيد عالي الكيلاني، يستعرض موقف التراث الاسلامي من العقوبات على الجرائم وطبيعتها.
ويستعرض في مقال آخر تلون بعض الساسة من محترفيها، وقيامهم بمحاربة العناصر الوطنية باسم الوطنية.
ويكشف عن التفريط بثروة النفط وبيعه بثمن بخس «هو الذي كان مدخراً لنا منذ الاف السنين. وكنا نامل بواسطته ان نعيش نحن وذرارينا في بحبوحة العز والهنا، والسعادة، ولكان العالم المتمرن محتاجاً الينا وبخطب ودنا وتطلب رضانا».
وفي المقال الاخير «حول كتابة الاستاذ ساطع الحصري بين الوطنية والاممية» بين الشيخ الماشطة الرابطة الوثيقة بين الوطنية والاممية، وان لا تعارض بينهما وان احداهما تكمل الاخرى، هذا عرض سريع الذي يكشف عن عمل الرجل الطيب الذكر الشيخ عبد الكريم الماشطة الذي جعل في عداد المستحقين.
«تخليد الذكر الجميل».
مستل من عدد خاص من مجلة الجندول
عن العلامة الماشطة