الشيخ آل ياسين مغفوراً له

الشيخ آل ياسين مغفوراً له

د. محمد حسين الاعرجي

كنت اريد مخالفة قول الجواهري مخاطباً الرصافي

اهز بك الجيل الذي لا تهزه

نوابغه حتى تزور المقابرا

اريد هذه المخالفة فاكتب عنه شخصية مرموقة فعارضني شيئان هما انتظام التيار الكهربائي في العراق!!. والقدر ، فقد فاجأنا هذا القدر بانتقاله الى رضوان الله تعالى يوم 23 تموز 2006.

اقول: كنت اريد مخالفة قول الجواهري الخالد. فاكتب عن خالد مثله، فلم يتهيأ لي ذلك، على ان نيتي في الكتابة قد هيأت لي كتابين عنه هما: "الشيخ محمد الحسن آل ياسين – حياته واثاره" من اعداد الاستاذ طارق الخالصي، و"الشيخ محمد حسن آل ياسين وجهوده في اللغة والتحقيق" رسالة ماجستير للاستاذة بتول ناجي الجنابي.

وذكرت الكتابين عامدا لأني اريد ان انص على افادتي منهما في سرد بعض ملامح حياته الشخصية.

ومن افادتي من هذين الكتابين انه ولد في النجف الاشرق سنة 1931 – وعلى التحديد في يوم 31/10/1931.

والشيخ من بين فقه وادب، وليس هنالك من داع لذكر اجداده العظام ولكن يحسبه انه جمع من علوم الدين والدنيا مالم يجمعه الا القلة النادرون ممن عاصرهم، فمن علوم دينه – فضلا عما الف – ان كان وكيل المرجع الأعلى آية الله العظمى – بحق وحقيق – السيد أبي القاسم الخوئي.

ولم يماري في قيمة هذه الوكالة اقول: "انه كانت محاضراته المسائية في احد مساجد الكاظمية مما يسحر الالباب علما وادباً وفقاهة".

ولولا خشيتي من مصطلح "الدعوة الى الاسلام" لقلت : إنه الداعية الاكبر لاسلامنا الحنيف.

كان داعية بابتسامته الهمس، وبتواضعه البتول، وبانصاته لمحدثه الحديث – وهو عالم به – انصات جاهل.

كان الشيخ آل ياسين كوناً كاملا متكاملاً.

وإذا استقام الشيء قام بنفسه

وصفات ضوء الشمس تذهب باطلاً

اما الآثار التي تركها فهي – كما احصاها الاستاذ الخالصي – اربعة واربعون كتاباً، ومائة بحث ومقالة.

هنيئاً لك ابا المحسنين هذه الحياة المبدعة الخالدة، وعزاؤنا عن وفاتك اننا كنا – كما يقول العوام العباسيون – على صيحة الحبلى.

وهنيئاً لك جنات الخلد، وثناء العرب الدائم على ما احييت من تراثهم المهمل الخالد، وما انت ونحن في فقدانيك إلا كما قال الشاعر:

وما كان قيس هلكه هلك واحد

ولكنه بيان قوم تهدما