كلنا عادل إمام

كلنا عادل إمام


سمير فريد
أصدرت محكمة جنح الهرم يوم الخميس الماضى 20 فبراير حكماً بحبس الفنان عادل إمام ثلاثة أشهر وتغريمه ألف جنيه بتهمة «ازدراء الدين الإسلامى» فى أعماله الفنية والسخرية من الجلباب واللحية.كم كانت جريدة «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن على حق عندما نشرت الخبر

فى رأس الصفحة الأولى على ثمانية أعمدة، وكم كانت «دايلى نيوز إيجبت»، ملحق مصر من «هيرالد تريبيون» الدولية التى تصدر بالإنكليزية، على حق عندما نشرت الخبر فى صفحتها الأولى، وذلك فى اليوم التالى، نقلاً عن الخبر الذى بثته وكالة الأنباء الفرنسية بعد ساعات من صدور الحكم. إنه أول حكم من نوعه يصدر ضد فنان فى مصر.
من الناحية القانونية استأنف عادل إمام الحكم، وتحددت جلسة 3 نيسان المقبل لنظر الاستئناف، ولكن من اللافت صدور الحكم بعد فوز الإسلام السياسى بالأغلبية فى البرلمان، بعد سنوات من القضية التى رفعها محام سلفي، وبعد أسابيع من إنشاء جبهة الدفاع عن الإبداع المصرى التى أسسها عدد كبير من الأدباء والفنانين ضد تقييم الأعمال الفنية بالمعايير الدينية، وليس بمعايير نقد الفنون، وهذا لا يعنى بالطبع أن تكون الفنون ضد الدين كما يروج الإسلاميون، وهم مرة أخرى غير المسلمين، فالإسلامي من يريد أن يحكم سياسياً باسم الدين، والمسلم هو من يؤمن بالدين الإسلامي. ومن الناحية الموضوعية لا تعد السخرية من الجلباب واللحية ازدراء للدين الإسلامى، أو بعبارة أخرى التهمة أكبر من أن يكون موضوعها الأزياء وحلاقة الشعر أو عدم حلاقته. والجلباب واللحية لا يرتبطان بالإسلام، فالفلاح المسيحي يرتدي الجلباب، وكثير من الفنانين يفضلون إطلاق لحاهم فى كل الدنيا، وكل رجال الدين المسيحي يرتدون الجلابيب ويطلقون لحاهم، وكثير من علماء الدين الإسلامى لا يرتدون الجلاليب ولا يطلقون لحاهم، وبعضهم يطلق اللحية من دون الجلباب أو العكس. ومن السخف في جميع الأحوال الربط بين الإيمان الديني الذي هو شأن روحى خالص وبين الأشياء الدنيوية المتعلقة بالحلاقة والأزياء.
وبغض النظر عن تعليق عادل إمام في برقية وكالة الأنباء الفرنسية بأن كل أعماله «موافق عليها من الرقابة» وهو تعليق غير موفق فى تقديري، فإن عادل إمام ليس مجرد ممثل ناجح ونجم كبير، وإنما هو رمز من رموز الإبداع المصري وعلم من أعلام مصر الخفاقة، وقضيته قضية حرية تعبير بامتياز، ولذلك «كلنا عادل إمام.
جريدة المصري اليوم