ثروة المفرجي البهيجة

ثروة المفرجي البهيجة

يكرس الراحل المفرجي مفهوما اخلاقيا في مهمته التي دأب على الاهتمام المولع بها وهي الحفاظ على المنجز المتحقق من مسيرة المسرح العراقي التي تمتد لغاية رحيله – الى قرن ونيف.. مسيرة فيها الكثير من التجاذب بين اجيال متعددة من حيث الاساليب والاتجاهات والرؤى عبر مهرجانات ومواسم سنوية والراحل كان عبر اهمتماه هذا انما يؤشر

تفاني الذات ودفاعها عن هموم المجمع الثقافي وهي مهمة ثقافية محض لم يجن منها ربحا ما بل انها سببت له الكثير من الصداع وربما انتكاسات نفسية كان يعاني بسببها ولاسباب اخرى حياتية اوجاعا يعرفها المقربون منه. ادرك المفرجي ومنذ وقت طويل ان المسرح العراقي ليس ماركة مسجلة لاحد وليس هو نشاط شخصي محض بل هو معطى مسرحي يخص الثقافة المنتجة داخل وخارج البلاد.
رحل المفرجي قبل رحيل الفاشية وقبل ان يشهد احتراق ثروته التي جمعها ورقة ورقة وقصاصة قصاصة يوم التاسع من نيسان ثروته التي لا يمتلك من الحياة غيرها ربما كان سينتحر او سيموت كمدا..
لم اتعرف على المفرج الا بكونه زاهدا يؤرخ ويؤرشف ويكتب ويقرأ ليس غير منزويا في غرفته في دائرة السينما والمسرح يتابع الانشطة بامعان وصبر ومحبة لاشك ان اعادة التذكير بالمفرجي يتم بفتح مركزا للبحوث والدراسات في دائرة السينما والمسرح مكمل مسيرة حافظة على المنجز وتجدده وسيكون حينئذ وفي مثواه الاخير حاضرا وحيا ومبتهجا.