لنتذكر الفنان الموسيقي حسين عبد الله

لنتذكر الفنان الموسيقي حسين عبد الله

شكرمرزوك العبيدي

ولد الفنان حسين عبدالله سنة 1905 في مدينة الموصل محلة السراي ويقول حسين عبدالله عن نفسه (حين كان عمري (11سنة) كانت تأتي الى مدينة الموصل بعض الفرق الموسيقية والغنائية من سوريا ومصر, وفي سنة 1916 جاءت فرقة مصرية الى مدينة الموصل مكونة من رئاسة(حسني العواد) على الة العود و(الياس جلال) على الة الكمان وكان ضارب الطبلة مع الفرقة رجلا اسمه (حبيب الشوة), وهو عم الموسيقار المعروف سامي الشوة.

اما مطربة الفرقة فقد كانت من اصل روماني تدعى(كاميليا). وقد كان هذا اول عمل اشاهده في حياتي. ويضيف:- الفنان حسين عبدالله انه اعجب بالضربات التي كان يستعملها حبيب الشوة على الطبلة ومن هذه اللحظة ذهبت لشراء طبلة عادية واخذ يتعلم الضرب على الطبلة بينه وبين نفسه. ويشير الى انه في سنة 1917 توفي والدي وكنت في ذلك الوقت طالبا في مدرسة الصنايع بالموصل لاتعلم مهنة التكمجي. وعانيت من عدم مواصلة دراستي, لان عائلتي بحاجة الى من يعيلها بعد وفاة والدي. وفي تلك الاثناء جاءت الى الموصل فرقة جديدة لتقدم فعالياتها فرحت اتمرن معها على الطبلة. ومن حسن الصدف ان هذه الفرقة كان ينقصها ضابط ايقاع, فكلفوني ان اعمل معهم فعملت ونجحت وكذلك عملت مع عدة فرق اخرى. وعندما جاء الى بغداد كان حسين عبدالله يسكن في احد ازقة منطقة الحيدر خانة. وذلك عندما قررت (فرقة ابراهيم السواس) المجيء الى بغداد سنة 1920 وجئت معها, وكان اول عمل لهذه الفرقة هو في كهوة عزاوي. وكان من بين المطربين والمطربات الذين يغنون في كهوة عزاوي في تلك الفترة هي المطربة العراقية (خزنة). وكذلك المطربة العراقية (عطية) ومطربة مصرية اسمها (بهية). ومن المطربين كان هناك المطرب رشيد القندرجي.

درس عبدالله انغام الايقاعات والاوزان على يد الاساتذة (فتح الله الطرابلسي والشيخ علي الدرويش الحلبي وعمر بطش وعبدو). وحين جاءت ام كلثوم الى بغداد سنة 1932 في زيارتها الاولى, يذكر عبدالله انها احبت ان تغني اغنية عراقية لتقدمها على مسرح الهلال الذي كان يقع في منطقة الميدان في بغداد. وقمت انا والمطربة سليمة مراد وبأشراف الموسيقار صالح كويتي بتدريبها على اغنية عراقية كانت شائعة في ذلك الوقت هي اغنية (كلبك صخر جلمود ماحن عليه). وكان يرافقنا على العود الفنان محمد القصبجي! فاعجبت ام كلثوم بأدائي على الايقاع, وحدثت ضابط الايقاع الذي يعمل معها في الفرقة ان يقنعني بالعمل في فرقتها كضارب رق لكني لم اوافق لاسباب عائلية.

و يبين انه حين كنت في القاهرة سنة 1940 فاتحني نفس الشخص لنفس الغرض فأعتذرت ايضا لنفس الاسباب. و قبلهافي سنة 1936 عند افتتاح الاذاعة عينت كأول ضابط ايقاع في الاذاعة وكانت اول مادة تقدمها الاذاعة هي غناء للمطرب حضيري ابو عزيز ومحمد الكبنجي والمطربة سليمة مراد والمطربة زكية جورج ونجم الشيخلي ورشيد القندرجي ولقد كنت اعزف على الة العود ايضا, حيث درست اصول العزف على هذه الالة عند فنان تركي كان في بغداد اسمه (سرساك). كما لحنت بعض الاغاني لعدة مطربين ومطربات ومنهم منيرة الهوزوز حيث غنت اغنية (داء الهوى ياناس مالة دوة). وكذلك لحنت للمطربة سلطانة يوسف والمطربة خالدة والمطربة لميعة توفيق والمطرب قارئ المقام (عبد الرحمن خضر) وغيرهم الكثير. كما عمل حسين عبدالله مع فرقة جميل بشير الموسيقية وكذلك فرقة روحي الخماش كما عمل مع فرقة التلفزيون عند افتتاحه في عام 1956.في عام 1970 احيل الى التقاعد وحج بيت الله الحرام. وتوفى في اواخر اب من عام1981.