أحلام وهبي في مصر

أحلام وهبي في مصر

فلاح الخياط

باحث موسيقي

ولدت الفنانة احلام وهبي في مدينة البصرة سنة 1938 واسمها الحقيقي (سهام) وترعرعت في بغداد وان أمها المطربة الكبيرة منيرة عبدالرحمن المعروفة بـ منيرة الهوزوز والتي تركت الساحة وسلمتها الى أبنتها (أحلام وهبي)

والتي امتازت بصوت مميز وكانت احلام وهبي عاشقة للفن والغناء على وجه الخصوص وتأثرت بالفنانين والفنانات العرب وتحاول تقليدهم عندما تشاهدهم في أفلامهم السينمائية لقد كانت تحب السينما كثيراً وتتردد الى صالاتها لمشاهدة الافلام وكانت افلام أم كلثوم وليلى مراد وفريد الأطرش هي المفضلة لما يقدمه هؤلاء الفنانين من أغاني رائعة وجميلة في افلامهم ولمّا تعود الى البيت تقوم بتقليد ما شاهدته على الشاشة وتغني بعض أغانيهم الشائعة وقد كان تقليدها وتمثيلها بارعاً فجذبت انتباه أمها (منيرة) فلما وجدت عندها الرغبة واعطتها محاضرات في أصول الغناء والرقص وصقلت موهبتها صقلاً جيداً ويمكن القول ان أمها هي المعلم الأول لها وأوصلتها الى القمة بعد ان تركت (أي منيرة) الغناء لتكملهُ (أحلام وهبي) وهكذا عاشت أحلام وهي تحت أشراف وتشجيع امها لقد كانت الفنانة منيرة الهوزوز جميلة ورائعة ولا يزال الجمهور العراقي يتذكر اغنيتها الشهيرة(يا عيني عالهوزوز) وقد خص الشاعر معروف الرصافي بقصيدة مطلعها:

هل سمعتم منيره قد أفاضت

ببديع الغناء وفي كل فن

خلق الله صوتها العذب

كيما يعرف كيف حسن التغني

وقد تركت العمل بالملاهي قبل بلوغها الخمسين من العمر ورحلت عن الدنيا من غير أن يحس بها أحد ان حب أحلام وهبي للغناء ونجاحها في تقليد الفنانين دفعتها هذه المؤهلات ان تجرب حظها في الغناء فتقدمت للاختبار في الإذاعة بداية الخمسينيات ففشلت أول الأمر إلا أنها لم تستسلم للفشل وبعد فترة تقدمت بأغنية ثانية فنجحت نجاحاً ساحقاً في أغنية عشاگ العيون وكان ذلك سنة 1958،التي لحنها الفنان خليل مختار وقد اخذت أجرة قدرها 4 دنانير بعد هذه الأغنية اشتهرت المطربة أحلام وهبي اشتهاراً واسعاً وأخذت أغنيتها مساحة واسعة من أعجاب الجمهور العراقي وكثرت عليها الطلبات فـــي برنامج (ما يطلبه المستمعون) وأخذت الإذاعة تبث هذه الأغنية عدة مرات في اليوم الواحد فأنهالت عليها الألحان من قبل عدة ملحنين مشهورين منهم: رضا علي وأحمد الخليل وكريم بدر وعباس جميل وخزعل مهدي وياسين الراوي وناظم نعيم.

وكانت في مصر مع عبد الحليم حافظ في برنامج اضواء المدينة كما غنت مع عبدالحليم مجاناً في بلدته(الزقازيق) أما في مجال العمل السينمائي أشتركت في فيلم (بصره ساعة 11) وقدمت فيه منلوج (انا شقاوه) من كلمات والحان الفنان خزعل مهدي سنة1960 واشتركت بفيلم آخر مع الممثل سليم الوكيل اسمه (ليالي العذاب) سنة 1961،واشتركت بفيلم آخر لبناني مع محمد سلمان (بأمر الحب) وعرض في بيروت سنة 1963 أما فيلم (ليالي العذاب) تم تصويره في بيتها وعام 1975 عادت وسجلت عدة أغاني منها (كلبك صخر جلمود) و(يا عيني عيني الهوزوز) وكانت كثيرة السفر بسبب معاناتها من أمراض مزمنة الضغط وعدم التوازن والقلب وتقيم مع أبنتها (ابتسام) في باريس أعتزلت الغناء في بداية التسعينيات وقد أختفت عن الأضواء واتخذت لها شقة متواضعة في الكرادة والآن تعيش خارج العراق بدون أي نشاط فني لقد اعتزلت الغناء لأنها وجدت الساحة الغنائية لا تتلاءم مع ما كانوا يقدموه سابقاً بالإضافة الى ذلك أن المطربين الشباب لا يحترمون الفنان السابق الذي سبقهم في التجربة وكذلك الاعلام فأنه مقصر تجاه الجيل السابق ولا سيما العنصر النسائي وقد جرت محاولات لأجل اعادتها للغناء من قبل الملحن ياسين الراوي لكنها باءت بالفشل.