عندما أصبح عمو زكي صحفيا

عندما أصبح عمو زكي صحفيا

رياض المحمداوي

عرف عمو زكي من خلال تلفزيون واذاعة بغداد وفي خمسينيات القرن الماضي عندما كان البث مباشرا علما ان تلفزيون بغداد كان اول تلفزيون يبث في الشرق الاوسط. كمقدم ومعد اول برنامج يهتم بالطفولة على اسمه (برنامج عمو زكي يااطفال) ومن من تلك الاجيال لايتذكر هذا البرنامج الذي كان يتابعه جميع اطفال العراق وكان عندما يحين موعده تكون الشوارع خالية من اطفال العراق. فقد اشتهر هذا البرنامج وبرامج اخرى تخص الطفولة الى ستينيات وبداية سبعينيات القرن المنصرم.

فقد كان دور هذا المربي العراقي الكبير ذا فضل كبير على مجتمعنا العراقي والعربي كما هو نور الشمس. انه المربي الكبير ومؤسس عالم الطفولة في العراق والوطن العربي.

ولد (زكي مكي قاسم الحسني) الشهير بـ (عمو) زكي في بغداد في منطقه الفضل محلة (القرةغول) عام 1912. من ابوين عراقيين وقد عرف منذ نشأته بحبه للاطفال حيث عرف معاناة الطفوله وصعوبتها من خلال المعاناة التي حصلت به في طفولته التي كانت قاسية نوع ما فقرر ان يفعل شيئأ جديداً يضمن للطفولة حقوقها المسلوبة في مجتمعاتنا العربية اناذاك والمحرومه من ابسط حقوق الطفولة.

فقد اصدر اول برنامج له في تاريخ العراق يخص الطفولة عرف بـبرنامج (جنة الاطفال) وكان في منتصف الثلاثينات، بعد ان بدأت اذاعة بغداد بثها المحدودوكان قد استقطب شريحة كبيرة من الاطفال والعوائل العراقية

مجلة دنيا الاطفال

وفي أيار 1945 اصدر عمو زكي مجلة دنيا الأطفال وهي كراسة تهذيبية تصدر بموافقة وزارة المعارف العراقية وتعتبر هي اولى مجلات الطفولة في العراق. وكانت عبارة عن غلاف عددها الأول يحمل صورة الملك فيصل الثاني وحوله فرقة أطفال (عمو) زكي.

وأفصح عمو زكي عن دنيا الأطفال في العدد الأول منها أنها "تحمل للأطفال الأعزاء القصص التي تربي في نفوسهم كثيرا من الوطنية والرحمة والخصال الحميدة " وفي الإذاعة قال عنها من خلال برنامجه الصباحي: انه راغب إن يوسع مجال عمله هذا بين الأطفال عن طريق إصداره هذه الكراسة" ودنيا الأطفال كان عمرها قصيرا حيث توقفت عن الصدورلعدم حصوله على التمويل الازم لاستمرار اصدارها.

مجلة روضة الأطفال

وبعد فترة من توقف مجلته الاولى صدرت مجلة اخرى اسماها مجلة روضة الاطفال. هذه المجلة كانت تخضع لحالات المد والجزر حسب ما يتوفر من إمكانيات صدورها ظرفيا وماديا كما يبدو حيث صدرت أعداد متفرقة منها في فترات متباعدة في الأربعينات وأوائل الخمسينات وكانت بتمويل من السيد توفيق علي ثروت الذي يجابه بالعثرات على مايبدو وينهض نشطا بعد كل كبوة مؤكدا عزمه على بذل أقصى الجهود لمواصلة الصدور وكان ماينشر فيها قصصا وحكايات ممتعة ومتابعات ونتاج الأطفال من خلال كتاباتهم وأسماء وصور هواة التعارف..وكانت مساهمة الطلبة فيها بنسبة عالية طباعتها كانت أنيقة وكان غلافها بأربعة ألوان وبعض صفحاتها بلونين ويبدو إن وزارة المعارف هي التي تتولى إصدارها وكانت تصدر بعشرين صفحة.وقد حظي العدد الأول بترحيب وزيرا المعارف ومتصرف لواء بغداد بها انذاك.

مجلة جنة الاطفال

في عام 1960 اصدر عمو زكي مجلة باسم (جنة الأطفال) واعتبر مشرفا عاما عليها وصاحبة الامتياز كانت السيدة سلمى محمد النائب ورئيس تحريرها المحامي ناصر كمال الدين. ماينشر فيها كان يقتبس من بعض الحكايات والطرائف في المجلات العربية وتحتوي على بعض الرسوم أحيانا (المنقولة) إما مايخصها من رسوم فقد كانت ضعيفة جداً بواقع الدعم المالي لمهمتها كانت تنتشر الإعلانات الرسمية والتجارية القصيرة ووصلت بها الأمور إلى أن تنتشر مسابقات تجارية وتوقفت هي الأخرى عن الصدور بعد فترة قصيرة ولكن يبدو أن السيد عمو زكي ظل مثابرا ومتحمسا في دعم صحافة الأطفال فأصدروا عام 1968. (مجلة الجيل الجديد) وهي لم تختلف عن سابقتها من حيث التبويب والهدف العام من كتاب (صحافة الأطفال في العراق)..