تمثيلية سياسية في ثلاثة فصول

تمثيلية سياسية في ثلاثة فصول

الفصل الاول
(ترفع الستار عن صلاح الدين باشا، وسير رالف ستيفنسن في وزارة الخارجية المصرية..!
صلاح الدين: ما الاخبار يا سير رالف؟
ستيفنسن: لا اعلم يا سيدي، فقد جئت لاسألك من من عليه الدور ليرد؟
صلاح الدين: اظن نحن!

ستيفنسن: لا ياسيدي الباشا.. نحن الذين سنرد.. ففي آخر لقاء بيننا تسلمت ردا منك.
صلاح الدين: لنرجع الى الصحف فهي حكم بيننا.. وهي ادرى منا بنظام التسليم والتسلم.. واكثر منا تتبعا لهذا الامر!
ستيفنسن: ها هي جرائد اليوم، وكلها تؤكد انني انا الذي ساسلمكم الرد!
صلاح الدين: ولكن اللجنة الوزارية عندنا اجتمعت واعدت ردا...
ستيفنسن: لا مانع.. ابقه في الدرج حتى اعود بالمقترحات المقبلة. واظن ان الرد لن يختلف كثيرا!
الفصل الثاني
(ترفع الستار عن صلاح الدين باشا وعبد الفتاح عمرو باشا سفيرنا في لندن، في مكتب وزير الخارجية).
صلاح الدين: كيف ترى الجو في لندن؟
عمرو باشا: خير.. كل خير.. انهم مهتمون جدا بالقضية ومسترموريسون يقرأ ردودكم بكثير من العناية والاهتمام.. بل اعلم انهم يوقظونه في منتصف الليل ليقرأها.
صلاح الدين: اننا نكتبها بلهجة شديدة!
عمرو باشا: والفضل لهذه اللهجة في اننا اصبحنا الشغل الشاغل لوزير خارجية بريطانيا.
صلاح الدين: لابد ان نصل معهم الى حل يا عمرو.. فان البلد كلها تنتظر انباءنا في لهفة!
عمرو باشا: وستصل يا معالي الوزير.. هل اعددت ردا جديداً!!
صلاح الدين: ساعده الليلة، واراجعه مع اللجنة الوزارية المشكلة.. فقد ترى ان نغير لون الحبر، او صنف الورق، او شكل المظروف.!
الفصل الثالث
(في وزارة الخارجية البريطانية.. سير رالف ستيفنسن ووزير خارجيتهم مستر موريسون!
ستيفنسن: ها هو رد الحكومة المصرية.. الا تريد ان تقرأه؟
موريسون: لا، ليس عندي وقت لهذا.. ضعه في هذا الدوسيه وخذ مقترحات جديدة من هذا الدرج!...
ستيفنسن: اي مقترحات هذه؟
موريسون: انت لا تعرف كيف تدور هذه المحادثات.. لقد اعددنا عشرة ردود، وكل رد اخف قليلا من الذي قبله.. ونحن نسلم الحكومة المصرية هذه الردود بالترتيب، الى ان تقبل واحدا منها فنوقع المعاهدة!!
ستيفنسون: فهمت الان لماذا لا تقرأ الردود المصرية.. ولكنهم في مصر يهتمون جدا بردودنا ويقرأونها بشغف عجيب!!
موريسون: انهم في مصر يحبون ان يقرأوا اي شيء.. دعهم ما دام في هذا سعادتهم!!.