حكاية شارع الرشيد

حكاية شارع الرشيد

باسم عبد الحميد حمودي
شارع الرشيد او الجادة العمومية او خليل باشا جاده سي مسميات لكيان معماري واحد هو الشارع الأساس الذي يربط الباب المعظم بالباب الشرقي في مدينة بغداد وقد يرتفع صوت واحد ممن بلغ الثلاثين من العمر اليوم ليقول: ولكن بغداد اليوم لم تعد محددة بشارع الرشيد ولم يعد هذا الشارع هو الأساس في رصفاتها الممتدة الشاسعة وان شوارع عدة

(شارع الجمهورية، شارع غازي ـ الكفاح ـ شارع الشيخ عمر ـ شارع محمد القاسم السريع) تربط بين ما يقابل الباب المعظم وما يقابل الباب الشرقي،
فنقول: نعم، ذلك أن التطور العمراني والحضاري الذي جرى خلال الثلاثين عاما المنصرمة قد دفع بشارع الرشيد لان يكون في مرتبة التاريخ العمراني والسياسي والاجتماعي رغم ان هذا الشارع كان لسنوات مركز الثقل الحضاري والسياسي لمدينة بغداد ففيه وقعت مختلف المصادمات بين الجماهير وسلطات القمع الانكليزي أيام ثورة العشرين ومنه اندفعت مختلف التظاهرات الوطنية وفيه ظهرت مكاتب الصحافة الوطنية ولقاءات المثقفين ومجالس الساسة والمحامين (في مقاهيه العديدة) وكان للفن حصته فيه حيث المسارح ودور السينما.

الجادة الجديدة
أول من حاول فتح (الجادة الجديدة) سليمان باشا الكبير والي بغداد عام 1780 غير انه لم يستطع التنفيذ لظروف الولاية آنذاك ولمرضه الذي سبب وفاته عام 1802 وعندما كان مدحت باشا واليا (1868) جدد فكرة شق هذا الشارع فرسم له المهندسون عدة رسوم اختار احدها وهو الذي يمر بين كنيستي اللاتين والسريان فتردد في التنفيذ ثم استدعاه السلطان ونقل إلى الأستانة فأسدل الستار على المشروع.
في عام 1910 وعندما كان حسين ناظم باشا واليا على بغداد أراد تنفيذ جادة جديدة في بغداد فأحضر مهندسي الولاية الذين قدموا له مخططات الشارع المقترح زمن مدحت باشا فرآها ملائمة للتنفيذ شرط عدم هدم جامع أو كنيسة فتم رسم المخطط على هذا الأساس، لكن عزل الوالي وتعيين جمال باشا السفاح بدله عام 1911 أنهى فكرة فتح الشارع مجددا.
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عين القائد الألماني درغولج قائدا للجبهة العراقية فوجد أن شوارع بغداد ضيقة لا تساعد على نقل المتطلبات العسكرية. فاجتمع مع محمد رؤوف الجادرجي رئيس بلدية بغداد ومهندس بغداد المدنيين والعسكريين وتم رسم مخطط جديد للشارع بدأوا بتنفيذه نهار الاثنين 1916 المصادف 16 جمادى الأولى 1334هـ فهدموا جدران القنصلية الانكليزية وبدأوا بهدم الدور في سوق باب الأغا لتطل دار رئيس البلدية على الشارع الجديد مما احدث اعوجاجا في الشارع.

جادة خليل باشا
استخدمت السلطات المدنية والعسكرية السجناء يومها في تكسير أحجار الدور التي ينبغي هدمها حسب مخطط الشارع وفي تسوية ارضه ومن هنا نشأ المثل الشعبي"يدك احجار بالجادة"وكانت شكايات بعض المتنفذين قد اوقفت او حرفت الهدم عن امكنته المقررة ثم أوقف الهدم جوار جامع السيد سلطان علي وكاد مشروع الشارع الجديد أن يتوقف، إلا أن عودة خليل باشا والي بغداد وجهود رئيس البلدية في حينها الذي أقام عمودا خط عليه لوحا مكتوبا عليه (خليل باشا جاده سي) أي (شارع خليل باشا) نجحت في إعادة العمل ثانية من قبل العمال نهار الخميس 11 أيار 1916 وفي الساعة التاسعة صباحا من نهار الأحد 20 آب 1916 جرت مراسم افتتاح الشارع ونقش اسم خليل باشا على قاعدة الشارع ونقش اسم خليل باشا على قاعدة منارة جامع السيد سلطان علي يوم الخميس 19 تشرين الأول واستمر هدم البيوت والحوانيت حتى انتهى العمل في الشارع بعد بدء الاحتلال الانكليزي بأيام أي في أواخر آذار 1917.

الشوارع الفرعية
في عام 1932 سمت أمانة بغداد الشارع الجديد بشارع الرشيد وأطلقت على الشارع العرضاني الممتد من جامع مرجان الى نهر دجلة اسم شارع السمؤل بعد ان كان مجلس الامانة قد رفض مقترحا بتسميته شارع الصيرفة، وسمي الشارع الممتد بين رأس الجسر الجديد (جسر مود ـ الملك فيصل ـ جسر الاحرار) المنتهي بشارع السموأل بشارع المستنصر والشارع الممتد بين رأس الجسر القديم (جسر المأمون ـ جسر الشهداء) بشارع المأمون والشارع الممتد بين شارع الرشيد والعباخانة بشارع مدحت باشا والشارع الممتد بين شارع الرشيد ـ أمام السيد سلطان علي حتى العوينة بشارع النعمان بن المنذر والشارع الممتد بين الباب الشرقي إلى كرد الباشا سمي بشارع ابي نؤاس والشارع الممتد من شارع الرشيد مارا امام دائرة البريد (مقابل الإعدادية المركزية الآن) إلى سوق السراي سمي بشارع خالد بن الوليد، والشارع الممتد بين شارع حسن باشا الى شارع الرشيد سمي بشارع المتنبي (الذي كان اسمه شارع الاكمدخانه) والشارع الممتد بين شارع الرشيد وجامع الفضل سمي بشارع الفضل والشارع الممتد بين نهاية شارع الرشيد مارا من إمام الشيخ عمر سمي بشارع الشيخ عمر ثم تغيرت أسماء بعض هذه الشوارع بتغير الظروف السياسية ولكن شارع الرشيد ظل محتفظا باسمه العتيد.

شارع الرشيد
غير فتح شارع الرشيد الكثير من معالم محلات بغداد وعمرانها القديم فهو يبدأ من منطقة باب المعظم وهي موضع باب السلطان او باب سوق السلطان التي كانت مجاورة لجامع الازبك وقد هدم هاذ الباب عام 1925، وعند اتجاه الشارع إلى منطقة الميدان نجد جامع المرادية المجاور لبناية المكتبة الوطنية ودار الكتب والوثائق حاليا والمقابل لمبنى وزارة الدفع الذي يحتوي الآن جامع الازبك، وقد شيد جامع المرادية الوالي مراد باشا سنة 1566 وجددت عمارته فيما بعد.
ويطل على ساحة الميدان جامع الاحمدية الذي ينسب النقشبندي عمارته إلى أيام سليمان باشا سنة 1796.
وقبيل وصول سوق الهرج الحالي كان مكان (اويل الهلال) الذي غنت فيه ام كلثوم اولى حفلاتها التي افتتحت مساء يوم 9 تشرين الثاني 1932 وكان ثمن بطاقة الصالة 500 فلس والموقع الاول 735 فلسا والموقع الثاني 250فلسا عدا قيمة الطابع وبعد غلق (اوتيل الهلال) اتخذته الدولة دائرة لانحصار التبغ وهو الان متصدع الجدران يستخدم كفندق، وفي الجهة اليسرى من الشارع عند ساحة الميدان كان موقع اوتيل الجواهري وكانت محلة الميدان جزءا تاريخيا من محلة سوق السلطان وعرفت بالميدان"نسبة إلى الميدان الذي تطل منه قلعة بغداد ـ وزارة الدفاع فيما بعد وقت ظهر هذا الميدان في القرن التاسع للهجرة كساحة عرضات مخصصة للاغراض العسكرية".
وعند مغادرتنا منطقة الميدان على الجهة اليمنى تطالعنا مقهى الزهاوي التي كانت مقرا للشاعر وسميت باسمه فيما بعد وقبل ان نصل الى موقع جامع الحيدرخانه وباتجاه اليمين أيضا نشاهد مقهى (حسن العجمي) التي كانت (ولا تزال) مكانا للقاءات الصحفيين والبرلمانيين والمثقفين الآخرين.
كما تشاهد كذلك مقهى البرلمان التي تحول اسمها الى مقهى الرشيد ثم أغلقت في الثمانينيات وهي تقع مقابل الشارع الضيق الذي ينتهي عنده جامع الحيدرخانة وكان هذا الشارع موئلا لعدد من الصحف المعروفة أيامها والتي منها جريدة الحرية لقاسم حمودي.

والهاتف لجعفر الخليلي وغيرهما.
اما جامع الحيدرخانة فقد شيد من قبل الوالي داود باشا عام 1827 وافتتحت فيه مدرسة سميت بالداودية لتدريس القرآن الكريم وكانت واجهته العريضة تعلوها كتيبة مصنوعة من القرميد بخط الملا صابر ثم جرى تعمير الجامع من جديد وجددت كتاباته القرآنية بفن الخطاط المعروف هاشم محمد البغدادي.
ويقول اسامة النقشبندي ان موضع جامع الحيدرخانة"يناسب الجامع الذي بنته بنفشة بنت عبد الله زوجة المستضيء بامر الله العباسي سنة 598هـ/1201 والذي كان موقعه يسمى في العصر العباسي بسوق الخبازين وهو قريب من درب الخبازين الذي كان من دروب بغداد العباسية ويعرف اليوم بدرب العاقولية المقابل لدرب دينار من جهة النهر الذي هو اليوم شارع المتنبي.
وفي مكان العمارة المطلة على تمثال الرصافي اليوم من جهة اليمين كانت (رويال سينما) التي عنيت بتقديم الافلام والعروض المسرحية التي قدمتها فرق حقي الشبلي وفاطمة رشدي وجورج ابيض وغيرها في نهاية الثلاثينيات وقد تغير اسم رويال سينما فيما بعد الى سينما الحمراء الصيفي التي عرضت في الخمسينيات اول فيلم عراقي صميم هو (فتنة وحسن) بطولة ياس علي الناصر واخراج حيدر العمر واذا تجاوزنا موضع السينما القديم بقليل نصل الى سوق (الصفافير) الصفارين الذي تصنع فيه الاواني النحاسية ومدخله يناسب موضع دار السكة، وهذا السوق واحد من اسواق محلة سوق الثلاثاء القديم.
وعند مدخل سوق الشورجة تقع المدرسة المرجانية التي شيدها امين الدين مرجان سنة 758هـ/ 1356م وهي اجمل مدارس بغاداد يومها تحكي بنايتها صورة البناء العباسي القديم المعتمد على الاروقة والفضاءات الفسيحة والعقود والاقواس المزينة بكتابات صنعت من الاجر والقرميد الملون وقد هدم هذا المبنى عام 1947 لتوسيع شارع الرشيد وجعله مستقيما رغم ان هذا الهدم الذي اطاح بهذا الاثر البغدادي لم يكن ضروريا.
مقابل المدرسة المرجانية وعند مدخل شارع المصارف الذي يؤدي الى شارع النهر او شارع المستنصر يقع خان مرجان الذي تطل بوابته الاصلية الموجودة حتى الآن على سوق البزازين ويقول النقشبندي"يعد بناء الخان من العجاب المعمارية المتميزة في العالم الإسلامي سواء بعقوده الشاهقة وزخارفه الاجرية الجميلة وغرفه المقسمة على أضلعه الأربعة بطابقيه، حيث يحتوي الطابق الأسفل على 22 غرفة والطابق الثاني على 23 غرفة تطل على باحته المستطيلة.. وموضع الخان يوافق موضع دار بدر وباب بدر هي من أبواب سور دار الخلافة العباسية الذي شيد في عهد المعتضد بالله العباسي والذي كان على شكل نصف دائرة تمتد من خان الدفتر دار عند النهر لتحيط بمباني وقصور دار الخلافة التي فيها قصر التاج وقصر الفردوس ودار الشجرة والدار المثمنة التي استخدمها هولاكو عند غزوه للعراق.
وتعد منطقة الشورجة رئة بغداد التجارية الخاصة بالأطعمة والافاويه والشموع ويسير شارعها في خط متعامد مع شارع الرشيد وصولا إلى شارع الجمهورية الذي كان الجزء الخاص فيه بالشورجة منطقة مسقفة تتصل بشورجة الجملة الخاصة بالدهون والرز والبقوليات وصولا إلى شارع الملك غازي ـ الكفاح سابقا وعند تجاوزنا الشورجة ـ تصادفنا محلة رأس القرية"وتقع على شاطئ دجلة ـ كامتداد ـ وتحيط بها محلات بابا الأغا والدهانة والسبع إبكار وكانت تعد ضمن محلات دار الخلافة العباسية بامتداد يصل إلى جامع السيد سلطان علي وقد تقلصت المحلة إلى حدودها الحالية في القرون التالية وتلفظ القرية بالتصغير".
وعندما نقطع محلة رأس القرية التي تزدان بتمثال الشهيد عبد الكريم قاسم نقطع بعدها شارع الوثبة وبعدها وعلى اليمين يقع جامع السيد سلطان علي وهو موضع المدرسة الثقنية والرباط الثقني اللذين انشأهما ثقة الدولة علي بن الانباري، المتوفى سنة 549هـ ـ 1154م وقد شيد جامع السيد سلطان علي سنة 1310هـ ـ 1892م وتم تجديد عمارته عددا من الممرات، ومقابل اورزدي (الاسواق المركزية) تقع بنايتا سينما الرشيد والوطني اللتان تحولتا الى معارض وحوانيت وعند مغادرتنا منطقة سيد سلطان علي نصل الى رأس محلة المربعة حيث تقع سينما الزوراء قديما والمربعة كانت تعرف في العصر العباسي بمحلة"باب المراتب لوقوع هذا الباب الذي هو الباب الجنوبي لدار الخلافة العباسية فيها وعرفت في وقت لاحق بالمربعة وهذه اللفظة عربية تعني اصطلاحا المنطقة المتكونة من تقاطع شارعين".
وفي منطقة المربعة وعلى الجهة اليمنى من الشارع وعلى يمين المقهى البرازيلية كان ملهى الفارابي وفرعه الصيفي في حديقة مجاورة، وإذا كانت البرازيلية مقرا للقاءات مثقفي وفناني الخمسينيات والستينيات فان ملهى الفارابي بإدارة صالح بيجه كان مكانا مفضلا للمطربات العربيات الزائرات امثال سعاد محمد وراوية ونهاوند وغيرهن، وقد قامت على بنايته سينما علاء الدين الشتوي التي احترقت وبنيت عمارة بدلها فيما تقع على الجهة اليسرى من الشارع سينما الزوراء التي تقابلها حتى اليوم مقهى المربعة.
وبعد ان نترك محلة المربعة نصل إلى فندق تايكرس بالاس وفندق السندباد (مود سابقا) وسمير اميس والفنادق المجاورة المقابلة للبريد المركزي اليوم والتي هدمت عند انشاء جسر السنك الحديث حيث يقع عندها مرقد ابن الجوزي مجاورا لدار عبد الرحمن النقيب اول رئيس لوزراء العراق الحديث، ويوافق هذه المنطقة موضع محلة باب الازج وقبيل نهاية شارع الرشيد تطالعنا على الجهة اليمنى مقابل سينما روكسي الدار التي سكنها الفريق دي غولتز قائد الجيش العثماني وسكنها الوالي خليل باشا ثم سكنها بعدهما الجنرال مود ثم اصبحت مكانا لوزارة الاقتصاد ثم انحسر عنها كل ذلك فيما بعد.
وينتهي شارع الرشيد عند ساحة التحرير حيث القسم الأكبر منها كان يسمى قديما باب البصلية نسبة إلى باب بغداد الجنوبي"والمسمى أيضا بباب كلواذي وهو الباب الشرقي فيما عرفت في العصر العثماني بالسنك وهي كلمة تركية معناها الذباب إشارة لكثرته فيها".

رواق متسلسل
تميز شارع الرشيد بمعماره المميز المعتمد على ذلك الرواق المتسلسل المستند على أعمدة متشابهة التقنية والتيجان والتي تبدو وكأنه مبنية وفق قطر محدد، وقد سبق رواق الشارع العتيد الممتد على جانبيه إنشاء بناية بيت اللنج عام 1906 وقد استخدمت نظام الطلعة الخارجية للبناية (الرواق) كريازة معتمدة على البنية المحلية وملائمة لها ثم تلاها أصحاب العمارات الأخرى المطلة على الشارع فارتبط بوحدة معمارية مشخصة تكون منها هذا الرواق الممتد (الذي قطعته الآن التغييرات المعمارية الاخرى والساحات ورؤوس الجسور ومقترباتها) فيما ظهرت الطوابق الثانية لعمارات الشارع مزدانة بالشناشيل المعتمدة على اعمدة (دلكات) الشارع قبل ان تطول معظمها ايدي التغيير وتحول تلك الكتلة الخشبية المضفورة الشكل المعتمدة على تعشيق الخشب ببعضه الى كتل معمارية اخرى اخذ الاسمنت والطرز البنائية الحديثة دوره فيها في تغريب الشارع وهيبته الطرازية ووحدته المعمارية الجميلة الأخاذة المميزة.

نهاية الرحلة
مهما اختلف الناس في تقدير (هيبة) شارع الرشيد اليوم وناقشوا اهميته المعمارية كشارع حديث ـ قديم فسيظل الرشيد شارعا مرتبطا باحداث العراق الحديث حيث (عاش) برلمان العهد الملكي على مقربة منه عند شاطئ دجلة يسار الميدان وجلس الرصافي والزهاوي والكرملي واحمد الصافي والسياب وشاذل طاقة وشباب الستينيات في مقاهيه المتعددة وناقشوا مسألة (تغيير) العالم وزاره القرويون باحثين عن طبيب و تجار المحافظات ليتزودوا من الشورجة ووقف فيه نوري السعيد عند ابن كنو وعلا صوت مهدي البصير في جامع الحيدرخانة خلال ثورة العشرين وعلا فيه صوت ام كلثوم وعفيفة ولا أنسى مكتبة مكنزي وروادها كما عرض أول الأفلام العراقية في دور الخيالة وانتشرت مقرات الصحف القومية فيه ونهضت فيه ثلاثية الوجود العراقي العشق والولادة والموت ونتجت عنها محصلة أولى وأخيرة هي تأكيد الوجود العراقي الجميل والأخاذ المميز.


عن كتاب شارع الرشيد