دور الشيخ جلال الحنفي في إلغاء المبغى العام .. وثائق وحقائق

زين احمد النقشبندي
من خلال دراسة مسيرة حياة العلامة الشيخ الحنفي اطلعنا وتوقفنا على الكثير من الاحداث والمواقف والتحديات والمبادرات والاعمال والمشاركات التي تستحق الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها ولكننا ومن خلال اجتهادنا الشخصي نعتقد ان التوقف عند مسألة دور الشيخ الحنفي في الغاء المبغى العام في بغداد والمحافظات من خلال ترأسه لجمعية الخدمات الدينية والاجتماعية في بداية الخمسينيات وحتى الغائها في عام 1958 اضافة الى تصدي هذه الجمعية الى الكثير من العلل والمشاكل والقضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع العراقي منها قضية المشردين والايتام وما يتعرضون له وما يعانون منه من مشاكل اضافة الى مشاكل اجتماعية اخرى مثل العزوبية وتشجيع الزواج ومساعدة الاسر الفقيرة وغيرها من الامور اذ عملت هذه الجمعية على القيام بالدراسات الميدانية وتقديم الحلول والمقترحات الى الجهات الحكومية والمؤسسات والجمعيات والشخصيات لغرض الاسهام في حل هذه القضايا واستصدار التعليمات والقوانيين لاجل تسهيل وتنظيم لايجاد الحلول وتهيئة الاجواء لغرض القضاء على هذه المشاكل الاجتماعية المهمة وقد قامت هذه الجمعية خلال سنوات عملها العديد من الندوات والاحتفالات واصدرت المنشورات والكتب التي توثق وتسلط الضوء على العديد من فعالياتها موجهة الى الرأي العام في العراق منها:

  1. كراس كيف عالجنا مشكلة البغاء المطبوع عام 1952، ويقع في 62 صفحة .
  2. كراس نداء في سبيل الغاء البغاء المطبوع عام 1953 ويقع في 14 صفحة .
  3. نداء في سبيل مشكلة البغاء المطبوع عام 1953
  4. البغاء تجارة الرقيق الابيض المطبوع سنة 1954
  5. بغايا يتكلمن المطبوع عام 1954، ويقع في 14 صفحة .
  6. المبغى العام في البصرة المطبوع عام 1956 ويقع في 29 صفحة.
  7. جولة في مباغي بغداد السرية المطبوع سنة 1956 بقلم سالم الجلبي تقديم الشيخ الحنفي ، ويقع في 72 صفحة .
  8. اضافة الى كتب كانت معدة للطبع لم نستطع العثور عليها مطبوعة منها :
  • كتاب البغاء على لسان مقارفيه ( يتضمن احاديث خطيرة يدلي بها فريق من مقارفي البغاء ومراجعيه).
  • البغاء مشكلة الجيل الجيل الحديث( مناقشة عامة حول مشكلة البغاء تتناول مختلف الآراء والنزعات الحديثة).
    ـ تطور البغاء بعد صدور قانون المكافحة
    بعض وثائق جمعية الخدمات
    (ضرة صاحب الفضيلة الشيخ جلال الحنفى المحترم)
    تحية واحتراما»
    باسم الاتحاد النسائي العراقي اشكركم على استعدادكم للتعاون معنا في سبيل انقاذ المرأة من بعض الشرور الاجتماعية التي تحط من كرامتها وتتنافى مع تعاليم الدين الحنيف .
    ان البغاء الذى تعترف به الدولة مع الاسف هو أحط انواع الرق ووضع (منكودات الحظ ) في العراق بلغ أفظع حد يتصوره البشر فياحبذا لواستطعنا ان نتعاون واياكم لهيأة المجتمع من الوجهة الصحية والادارية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية لنقع ذوى الشأن بوجوب منع هذه التجارة الدنيئة التي ياباها الدين وينفر منها الوجدان لقد سمعنا بأن جمعيتكم الموقرة وضعت تقريرأ شاملا” في هذا الموضوع ويهمنا ان نطلع على آرائكم القيمة فيها فنرجو من فضيلتكم تشريفنا في دار الاتحاد في الساعة الرابعة من مساء يوم الاربعاء الموافق 28 من الشهر الجاري لاطلاعنا على مضمون هذا التقرير وفقنا الله جميعا الى خدمة الدين والوطن.
    السكرتيرة: عصمت صباح السعيد
    تقرير حول الاجتماع في دار الاتحاد النسائي
    في 28- 3 – 1951 حضر في دار الاتحاد النسائي كل من رئيس جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية جلال الحنفي ومشاور الجمعية نور الدين داود وعضو الهيأة الادارية يوسف عبد الحق المحامي وذلك بدعوة من الاتحاد وقد كان في مقر النادي النسائي الرئيسة السيدة آسيا توفيق وهبي والسكرتيرة عصمت السعيد وامينة الصندوق بدرية محمد حسن وعضوات الاتحاد صبيحة الشيخ داود وأديبة ابراهيم رفعت وعلية يحي قاسم وبهيرة الخوجة والست ظفيرة وبهيجة وقد تداول الطرفان في الوسائل الضرورية لمكافحة البغاء في العراق كانت نتيجة هذا الاجتماع ان قررت هيأة الاتحاد النسائي تأييد المبادئ التي وضعتها جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية في معالجة هذه المشكلة.
    النسائي العراقي
    التاريخ 2-4-1951
    بغداد -الوزيرية
    الاتحاد النسائي العراقي
    التاريخ 16-6-1951
    بغداد – الوزيرية الرقم – 71
    صاحب المعالي نقيب المحامين فى العراق – المحترم بعد التحية : نرجو ان نؤيد وتؤكد طلب جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية بكتابها المرقم 428 والمؤرخ في 30-5-1951 نظرا لما في ذلك من نتيجة مرضية لمعالجة هذا الداء والضرب على ايدي السماسرة وتجار الاعراض انا وطيد الامل بعطف نظركم لهذه القضية الحيوية الاجتماعية باقرب فرصة ممكنة وتفضلوا بقبول الاحترام
    الرئيسة
    صورة الى : رئاسة جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية فى العراق –
    للتفضل بالعلم والاطلاع
    (استقصاءات في المبغى العام)
    الى مجلس ادارة الجمعية في الساعة الثامنة من مساء نهار الخميس 3-5-1371 الموافق 31-1-1952 ذهبت لجنتنا المؤلفة من رئيس الجمعية الشيخ جلال الحنفي و مدير الادارة السيد محمد حسين الجراح والسيد سالم الجلبى العضو الاقدم بحسب القرار المرقم 15 والمؤرخ في 31-1-1952 الى المبغى العام حيث كان بانتظارنا في مستوصف الزهري بعض موظفي مديرية البجل العامة وقد استغرق مكوثنا هناك ثلاث ساعات وكان اول عمل قمنا به اننا تجولنا في طرقات المبغى الضيقة المتعفنة ونحن نقلب النظر في تلك الوجوه التي يغمرها الشحوب وتطغى عليها التعاسة وبعد ان اكملنا الجولة عدنا الى دائرة موظفي المستوصف اذ تداولنا فيما بيننا باتخاذ خطة خاصة بشأن استجواب فريق من بنات السبيل كما يطلقن هن على انفسهن ذلك وقد قمنا باستجواب فريق من اولئك التعسات المنكودات الحظ وذلك في الدائرة نفسها وكانت الاسئلة التي القيناها على ذلك العدد من المستجوبات متنوعة ومختلفة وقد كنا متحفظين عند القاء الاسئلة من تعريض احد للانزعاج والاهانة ولم نستجوب من السمسيرات الائمات غير قليل وخلاصة ما تجمع لنا من المعلومات فيما يتعلق باسباب هوي هؤلاء التعسات الى هذا المصير السيء الذي يحط من كرامة الفرد الى درك فظيع للغاية الزواج بالاكراه ونتيجة ذلك الفرار من بيت الزوجية او الفرار قبل الدخول بها اليتم مع الاضطرار المعاشي.
    الترمل بسبب الوفاة او الطلاق غير الشرعي وعدم وجود المعيل
    الزواج الاصطناعي بقصد التخلص من الجندية فان هناك من الشباب من يتزوج فتاة ليس لها اهل من اجل ان يكون معيلا لها وبعد اعفائه من الجندية يطردها وجود طبقة من المومسات الصغيرات نشأن في المبغى نفسه باعتبارهن سقطن مع قريباتهن في هذه الهوة او باعتبارهن قد ربين فى المبغى من قبل بعض المومسات او السمسيرات
    الزلة الاولى وتكون بدافع من الحب غير الشريف او الاكراه او الاغراء بحيث تفر مع من تحبه او مع من يغريها وبعد ان يفارقها تضطر الى الدخول للمبغى خشية من الرجوع الى اهلها وهناك اسباب اضافية اخرى للوقوع في هذه الهوة منها وجود ما يشبه الشبكات السرية لاصطياد والاغراء بمختلف الطرق والاساليب نفوذ السمسيرات اللواتي يدرن هذه التشكيلات
    ان بعض هؤلاء المنكوبات يلتجئن الى الشرطة طلبأ الى الحماية من شر السمسيرات فلا يجدن الحماية التي ينشدنها ومن ثم يضطرون الى الرجوع الى السمسيرات
    ولا حظنا ان هناك طرقأ أحتيالية لادخال بنات صغيرات الى المبغى العام لاستخدامهن في البغاء ومن هذه الطرق تبديل الاشخاص والاسماء فالبت المغرر يقدم باسمها طلباً الى المرجع الرسمي لاجازتها بتعاطي الفحش وتعرض بدلا منها امراة اخرى اكبر منها سنا وبذلك يقحم عدد من الفتيات الصغيرات في هذا المبغى ومن افادات فريق من المومسات علينا ان هناك طرقأ اخرى لانزال البنات في هذه المنازل وحلمهن على تعاطي الفساد فالمتنفذات من السمسيرات يستعملن منتهى القسوة لغرض اكراههن على ذلك من ضرب وتجويع وتعرية واستعانة بعوامل اخرى وكثير من المومسات مغرقات بالديون الوهمية الموثقة بالكمبيالات التى تقبلها المحاكم وهذه الديون قائمة بين السمسيرات والمومسات وهى تضاعف من جراء نقل المومس من قيادة سمسيرة الى اخرى عن طريق البيع فاذا كانت المومس مثلا مدينة 100 دينار لسمسيرة فان السمسيرة المذكورة تبيعها الى سمسيرة اخرى بمئتي دينار وعلى هذا الحال تنتقل الى قيادة السمسيرة الثانية وان تخضع لسلطتها فاذا ارادت ان تتخلص منها فعليها ان تدفع 200 دينار لها وتغري المومسات دائما بتبذير ما يحصلن عليه ويبدو ذلك امرا مقصود من اجل ان تبقى المومس رازحة تحت ثقل الديون دائما وان لا تحصل لديهم رغبة في التخلص من وضعها الحاضر ان نظام العمل الجاري هناك ينقسم الى قسمين قسم يسمى القسامة وذلك ان تدفع البغي نصف محصولها اليومي الى السمسيرة والقسم الثاني ان تكون موارد المومس كلها ملكا للسمسيرة وقد اتضح لنا وجود أطفال فى المبغى وبنات صغيرات يعيشن هناك وشاهدنا ان المكان غير صحي بتاتأ فالروائح العفنة تنبعث من هنا وهناك ومجارى البول والنجاسة تنساب علانية والبيوت قديمة ومرطبة وضيقة ومشغولة بكتل يقال في وصفها انها كتل بشرية مما يدعو الى الرثاء مثل هذه الحياة الشقية ولا حظنا ان اكثر الداخلين في هذا المبغى هم من الشبان والاحداث من مختلف الاجناس والاعمار .
    من كتاب ( الحنفي الشاهد الاخير ) المعد للنشر ..

اقرأ ايضا

لنتذكر الشاعر جودت التميمي

حسين عبد الكاظمولد الشاعر جودت حسن التميمي عام 1930 في بغداد ، وهناك من يقول …