نبذة تأريخية عن العمليات الإنتخابية في العراق

صبحي مبارك مال الله
أعلن الملك فيصل الأول في يوم تتويجه 23/آب/1923م ملكاً على العراق، بأن أول عمل سيقوم به إجراء إنتخابات تهدف إلى قيام المجلس التأسيسي، والذي سيضع القانون الأساسي (الدستور).
1- العملية الإنتخابية الأولى :-تشكل المجلس التأسيسي بعد إنتخابات بدأت في 25/شباط – وأنتهت في آذار /1924، عدد أعضاء المجلس التأسيسي 100مائة عضو ، لقد كانت واجبات المجلس المطلوبة، البت في المعاهدة العراقية البريطانية، إصدار الدستور العراقي، إصدار قانون إنتخاب مجلس النواب وأهم ما يلاحظ على الإنتخابات بأنها أُجريت بدون إحصاء سكاني رسمي والإعتماد على التخمين . لقد كانت تركيبة المجلس 29% من المقاعد عسكريين ، محامين ، أطباء ، رجال دين 21% تجار ، 50% شيوخ وملاكي أراضي (أقطاع) .
القانون الأساسي:- تم وضع القانون الأساسي حسب المواد الواردة فيه يتكون مجلس الأمة من (مجلس الأعيان 20عضو يعينون من قبل الملك ، مجلس النواب مكون من 88عضو منتخبين من قبل الناخبين الثانويين) سن قانون إنتخاب مجلس النواب بموجب المادة 37من القانون الأساسي (الدستور) في 2آب /1924 تمّ التصويت على قانون إنتخاب مجلس النواب الذي يحتوي 52 مادة وحسب مبدأ الإنتخاب على درجتين. عند وضع قانون الإنتخابات والقانون الأساسي جرى الإعتماد على قانون مجلس المبعوثان والقانون الأساسي إعتمد على القوانين البريطانية .
2- العملية الإنتخابية الثانية (1924-1925م) : -بعد المصادقة على قانون إنتخاب مجلس النواب ونشره في الجريدة الرسمية، حدد يوم 15تشرين الثاني /1924 موعداً لبدء إنتخابات قوائم المنتخبين الأولين حسب الإرادة الملكية،إشتركت في هذه الإنتخابات ستة أحزاب (النهضة ، الأمة ، الأستقلال، الحزب الديمقراطي ، الحزب الوطني العراقي . كان حزب الأمة هو الناشط بإعتباره حزب الحكومة وبقية الأحزاب مُراقبين . من أهم الملاحظات بأنه لاتوجد أحصائيات للسكان وتخفيض عدد سكان بعض الألوية (المحافظات) مثل البصرة من 180ألف إلى 120ألف وتدخل دار الإعتماد البريطانية والحكومة لغرض وصول مرشحيها، أُعلنت النتائج في 23حزيران 1925 ، فاز فيها 88 ثمانية وثمانون نائباً دخول 55نائباً مجلس النواب لأول مرة.
3- العمليةالإنتخابية الثالثة :- جرت في 9آيار 1928 م حصلت الحكومة على 66 مقعد من أصل 88 مقعد، نوري السعيد يشكل وزارته الأولى، الهدف عقد معاهدة جديدة مع بريطانيا أُنجزت المعاهدة وقعتها الحكومة وتعرض على بريطانيا ثم تعرض على البرلمان وكان هناك خوف من البرلمان العراقي حول تمشية المعاهدة ولذلك حُل مجلس النواب في الأول من تموز /1930م موعد الإنتخابات الجديدة ، في 10تموز م1930 شهدت الإنتخابات تدخل واسع من قبل الحكومة ونوري السعيد يدير الإنتخابات بنفسه .
4- العملية الإنتخابية الرابعة:- الحكومة تحصل على 74مقعداً من أصل 88 مقعداً نسبة الموافقين على معاهدة 1930 84.9% في الأول من تشرين الثاني ينعقد مجلس النواب الجديد.، أنتهت مهمة نوري السعيد ويدخل العراق عصبة الأمم 1932م.
5- العمليةالإنتخابية الخامسة :-ناجي شوكت يشكل الوزارة الجديدة، من مهامها حل مجلس النواب، إجراء إنتخابات جديدة ، إنعقاد المجلس الجديد في 8آذار 1933 .
خلاصة المرحلة بين (1921-1933) إجراء خمسة عمليات إنتخابية، نتائجها ولادة مجلس تأسيسي + أربعة مجالس نيابية والتي كانت في عهد الملك فيصل الأول.
الإنتخابات في عهد الملك غازي الأول
1-العملية الإنتخابية الأولى- الملك غازي الأول ملك على العراق في 8أيلول /1933 ، علي جودت الأيوبي يشكل الوزارة في 27/آب /1934 ، حل مجلس النواب إجراء إنتخابات 1934، تدخل سافر من قبل الحكومة حيث أفسدت الحياة النيابية لسببين كما صرح جودت الأيوبي أ- قانون الإنتخابات ب-كثرة طالبي النيابات ج-مساهمة الوزارات في إفساد العملية الإنتخابية .
2-العملية الإنتخابية الثانية :-حل مجلس النواب، ياسين الهاشمي يشكل الوزارة، زيادة مقاعد مجلس النواب من 88مقعداً إلى 108 مقعداً، تمثيل القبائل في المجلس، تمثيل طبقي، أصحاب الصحف نواباً في المجلس.
3-العملية الإنتخابية الثالثة :-أصبح حكمت سليمان رئيس الوزراء، حل مجلس النواب في 10/كانون الأول 1936 م الإنتخابات تجري في 20شباط 1937 م.
4- العملية الإنتخابية الرابعة:-جميل المدفعي يشكل الوزارة ، حل مجلس النواب ، إنتخاب مجلس نواب جديد في 18كانون الأول 1937 الحكومة تتدخل لإبعاد العناصر السياسية اليسارية، لم يتمثل الجيش في المجلس، إنعقاد المجلس في 23/كانون الأول /1937 .
خلاصة مرحلة عهد الملك غازي (1933-1939) إجراء أربعة عمليات إنتخابية ، حل مجلس النواب عدة مرات وبعد كل حل تجري إنتخابات جديدة زيادة تدخل السلطة التنفيذية -الحكومة في الإنتخابات، عدم وجود إستقرار سياسي.
الإنتخابات في عهد الوصي :-
بعد وفاة الملك غازي الأول في الرابع من نيسان /1939 م أثر حادث سيارة مشكوك فيه، فيصل الثاني يتولى العرش لكنه لم يبلغ سن الرُشد القانونية فأصبح خال الملك الأمير عبد الآله وصياً على الملك .
1- العملية الإنتخابية الأولى :- نوري السعيد يقدم إستقالته في 6نيسان /1939م وإعادة تشكيلها في اليوم نفسه، حل مجلس النواب، إنتخاب مجلس نواب جديد، أكمل أربعة سنوات حسب المادة 38من القانون الأساس، حل مجلس النواب في 9/حزيران /1943 م .
2- العمليةالإنتخابيةالثانية:- إنتخاب مجلس النواب في 1943م في التاسع من تشرين الأول يعقد المجلس إجتماعه الأول، تشكيل الوزارة من قبل توفيق السويدي، تعديل قانون الإنتخابات الصادر في 1924م حيث أصبح بموجبه اللواء بدلاً من أن يكون دائرة إنتخابية واحدة يكون مقسم إلى عدة دوائر، وزيادة عدد المقاعد من 108إلى 138 مقعداً. حل المجلس والتحضير للإنتخابات .
3- العملية الإنتخابية الثالثة :- مقاطعة حزب الأحرار، إنسحاب ومقاطعة (حزب الأتحاد الوطني ، حزب الأستقلال، حزب الوطني الديمقراطي، حزب الشعب )إحتجاجاً على تدخل الحكومة السافر، في 17 /آذار /1947 م تجري الإنتخابات ، حل مجلس النواب في 20/شباط /194م
4- العمليةالإنتخابية الرابعة:-دخول المتنافسين في معارك راح ضحيتها عشرات القتلى، تمّت الإنتخابات عدد النواب 138نائباً، 71 نائباً يدخل المجلس لأول مرة .
1952 م حل المجلس في 27/تشرين الثاني /1952 م، تقديم مذكرات لإجراء إصلاحات سياسية وإقتصادية وتعديل القانون الأساسي، إنتخابات مباشرة وحرة أي بدرجة واحدة، حكومة وطنية وإطلاق الحريات السياسية. الأحزاب تقررمقاطعة الإنتخابات ودعت الشعب على أحباطها ، قيام إنتفاضة 1952 م، طلاب كلية الصيدلة وبقية الطلبة إعلان الأضراب العام، المطالبة بالإنتخابات المباشرة. الحكومة تقدم إستقالتها، نور الدين محمود رئيس أركان الجيش يشكل الحكومة الجديدة ، إعلان الأحكام العرفية ، إلغاء إجازات الأحزاب، تعطيل الصحف، تشكيل لجنة لإعداد قانون الإنتخابات لمجلس النواب بصورة مباشرة بدل من الدرجتين.
5-العمليةالإنتخابية الخامسة:- وفق المرسوم الجديد رقم 6 لسنة 1952، الإنتخابات تجري في 17/كانون الثاني /1953م، إجتماع المجلس في 24/كانون الثاني /1953وإنتخاب فاضل الجمالي رئيس لمجلس النواب
الخلاصة :إجراء خمسة عمليات إنتخابية بين 1939-إلى 1953م حصلت في هذه الفترة العديد من الأحداث السياسية، وتنامي الشعور الوطني وظهور الأحزاب، ووثبة كانون 1948 ،وإنتفاضة 1952 وأصبح الإنتخاب بدرجة واحدة ودخول الأحزاب في معارك سياسية وصراع بين ممثلي سياسة الحكومة البريطانية وممثلي سياسة الحكومة الأمريكية. حل مجلس النواب، وإعلان الأحكام العرفية ومطاردة الوطنيين والديمقراطين والشيوعيين وفتح السجون على مصراعيها مع تطور وسائل التعذيب وسلب حقوق الإنسان .
الإنتخابات في عهد الملك فيصل الثاني:-
تولى الملك فيصل الثاني سلطاته الدستورية في 2/آيار-مايس/ 1953م لبلوغه سن الُرُشد
1-العملية الإنتخابية الأولى :- شهدت هذه الفترة صراع بين عبد الآله ونوري سعيد بين المصالح الأمريكية والمصالح البريطانية . إسناد الوزارة إلى أرشد العمري ولم تضم الوزارة أي شخص موالي لنوري السعيد، قامت الوزارة بحل مجلس النواب، إجراء إنتخابات جديدة الأكثرية من البلاط، تجمع المعارضة في جبهة وطنية، رُفعت مذكرة حول الأوضاع وعن تجاوزات الحكومة والتضييق على المرشحين ومنعهم من الإتصال بالجمهور، عقد مجلس النواب إجتماعه في 26/تموز-يليو/1954 إنتخاب عبد الوهاب مرجان رئيس للمجلس . السفارة البريطانية تتدخل وتضغط على عبدالآله بشدة لجلب نوري السعيد لرئاسة الوزارة. تسند الوزارة لنوري السعيد ، حل مجلس النواب .
2- العملية الإنتخابية الثانية :-إنتخابات جديدة في 12/أيلول /1954 ، إجتماع مجلس النواب في 16/أيلول /1954، إنتخاب عبد الوهاب مرجان رئيس للمجلس، 1958 قيام أتحاد بين العراق والأردن عُرف بالإتحاد العربي الهاشمي رداً على تشكيل الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، تعديل القانون الأساس العراقي، يتبعها أي تعديل بعد الموافقة يُحل المجلس حسب المادة 119 من القانون الأساس .
3- العملية الإنتخابيةالثالثة:- تم حل مجلس النواب في 27/آذار/1958م في 15آيار 1958إجراء إنتخابات جديدة، زيادة عدد االنواب في المجلس إلى 148 نائباً نتيجة لزيادة النفوس. فاز بالتزكية 118 نائباً من أصل 148 نائباً إفتتاح المجلس في 10/آيار -مايس/1958م إنتخاب عبد الوهاب مرجان رئيساً للمجلس .
عن ( الحوار المتمدن )

اقرأ ايضا

لنتذكر الشاعر جودت التميمي

حسين عبد الكاظمولد الشاعر جودت حسن التميمي عام 1930 في بغداد ، وهناك من يقول …