إعداد: عراقيون
ولد الشهيد في 10/7/1918وهو من عشيرة البياتي، والده طاهر وجده محمد عارف من مؤسسي جيش البلاد أوائل القرن الماضي، وتدرج والده في صفوف الجيش الى أن وصل رتبة عقيد، وأخر وظيفة له كانت (رئيس المحكمة العسكرية في بغداد)، تقاعد في 1944 وتوفي عام 1967.
لوصفي ثلاث أخوة(لطفي ووليد وأسامة، وأخت واحدة زهرة زوجة العلامة المعروف جواد علي).
أكمل وصفي الابتدائية في مدرسة المأمون، أما المتوسطة والإعدادية ففي الثانوية العرابية. في سن 16-17 سنة رغب في التطوع في الفيلق الأممي لمحاربة الفاشية الأسبانية، لكن العائلة ضغطت عليه فمنعته من تحقيق ذلك الحلم.
تخرج برتبة ملازم في الكلية العسكرية ببغداد عام 1939،وتدرج الى أن أصبح عقيداً قبل قيام ثورة 14 تموز 1958، رفض أن يتمتع بأي قِدم أضافي في ترقياته وأستشهد في 9/شباط/1963 وهو برتبة زعيم (عميد).
بناءً على طلبه (وكان برتبة رئيس/نقيب)، تم نقله الى أحدى الوحدات الفاعلة في فلسطين ابتداءً من 12/7/1948، ثم شغل منصب أمر حامية “طوباس”، وبعدها، أمر سرية فوج “الشعراوية”، ثم مسؤولية السرية الثالثة لفوج خالد بن الوليد، ليتولى بعد ذلك آمرية حراسة مقر القيادة العسكرية العراقية في الحرب العربية – الإسرائيلية.
شارك في تشكيل أول فصيل للمقاتلين خلف خطوط العدو، وشارك في معركة “الأشرفية” و “فرونة” في 1/8/1948.
حصل الشهيد على العديد من الأوسمة ومنها، وسام الكوكب الأردني عام 1954،ووسام الهمايوني الإيراني عام 1956، ووسام الاستحقاق المدني الأسباني عام 1956.
في عام 1953 وكان برتبة رئيس أول(رائد)، أوكلت إليه مهمة المعاون الميداني ومرافقة وحماية رئيس الوزراء، وفي تلك الأثناء بدأت تتشكل النواة الأولى لتنظيم الضباط الأحرار.
في 8/3/1956 نقل الى معمل تصليح المعدات في معسكر الرشيد بعد أن وصلت معلومات عنه الى نوري السعيد تفيد بتحركاته غير المطمئنة.
وانظم ضباط كثيرون الى تنظيم الضباط الاحرار وكان وصفي طاهر من بين هؤلاء الضباط وهو الذي قدّم في نيسان 1956 عبد الكريم قاسم لينظم الى التنظيم، حيث تشير الوثائق الى أن الشهيد كان من بين اعضاء اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار والتي تشكلت في كانون ثان 1956في اجتماع عقد في بيت (محمد سبع)، وكانت اللجنة قد تألفت من عشرة ضباط.
وتذكر زوجة الشهيد السيدة بلقيس عبد الرحمن في مذكراتها ـ غير المطبوعة ـ، “أن قيادات الضباط الأحرار كانت تجتمع بدارنا في منطقة الصليخ ببغداد عامي 1957و1958.”
اتصل بعض أعضاء اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار ببعض الأحزاب قبل قيام ثورة 14 تموز، كلٍ على حدة ومن دون علم الآخرين، كما أن اللجنة العليا لم تبقَ كما هي، “فقد توسعت الحركة وشملت عدداً كبيراً من الضباط وأنضم بعضهم الى اللجنة العليا كعبد الكريم قاسم وطاهر يحيى وعبد السلام محمد عارف وغيرهم.
وينقل الباحث ليث الزبيدي في مقابلة شخصية مع العميد الركن جاسم العزاوي بتأريخ 5/6/1976، جاء فيها: “ومن الذين جرى أخبارهم بموعد تنفيذ الحركة الضباط التالية أسمائهم:
- واجب احتياط للقوة في المنصورية ـ الزعيم الركن عبد الكريم قاسم
- واجب مساعدة عبد الكريم قاسم – الزعيم الركن احمد صالح العبدي
- واجب التنفيذ في بغداد:
- العقيد الركن عبد السلام محمد عارف.
- العقيد عبد اللطيف الدراجي.
- العقيد عادل جلال.
- السيطرة على جسر بعقوبة ومقر الفرقة الثالثة فيها – النقيب قاسم الجنابي
- السيطرة على معسكر الرشيد:
- الرائد الركن جاسم العزاوي.
- الرائد الركن عبد الستار عبد اللطيف
- واجب الدلالة في خان بني سعد – المقدم وصفي طاهر.
- واجب الدلالة في بغداد:
- الرائد الركن إبراهيم جاسم التكريتي.
- الرائد الركن إبراهيم عباس اللامي.
- واجب ضابط الاتصال وتدعيم القوات في بغداد – العقيد عبد الرحمن محمد عارف.
تكتب السيدة بلقيس عبد الرحمن، “قبل 14 تموز1958 بحوالي شهرين، ودعني وصفي وأوصاني ان أكون شجاعة وأن افتح الراديو عند السادسة صباحاً وأسمع البيان الأول، حمل ملابسه العسكرية، ولكن في العاشرة مساءً عاد ليقول أن الموعد تأجل”. - وفي سيرة القيادي الشيوعي ثابت حبيب العاني، يقول “في 11/12 أيار 1958 جرت محاولة بقيادة عبد الوهاب الشواف، وأداة تلك المحاولة كان اللواء الخامس عشر(في البصرة) بقيادة ناجي طالب ومعه عبد الغني الراوي، على أن يجري التحرك باتجاه بغداد بعد الانتهاء من التمرينات العسكرية.”
- ويستمر العاني في قوله،”لم يقتصر نشاط الضباط المعارضين للحكم على الضباط الأحرار وإنما نشطت حركة أخرى من الضباط الشباب تدعى(حركة القسم أو جماعة القسم)، يقودها طه الدوري وشاركه أحمد محسن العلي وخليل إبراهيم العلي وخزعل علي السعدي وحسن النقيب.
- ويقول العاني، “أن الحزب قد حشد أنصاره في حركة الإطاحة بالحكم ومن بينهم الشهيد وصفي طاهر، الذي طلب منه الشواف أن يخبر عبد الكريم قاسم كي يلتحق بوحدته في منصورية الجبل لأنه كان في أجازة”.
وتحت عنوان: خلافات بين الضباط الأحرار
يوثق الباحث ليث الزبيدي في مقابلة مع العقيد نعمان ماهر الكنعاني بتأريخ 13/5/1976 ومع المقدم طه ياسين الدوري بتأريخ 11/9/1976، حول بداية التذمر بين صفوف الضباط الأحرار لتأخر اللجنة العليا في القيام بحركة فعالة ضد النظام الملكي وأن الخلافات الشخصية والمبدئية أخذت تعج بها، مما أدى الى قيام اللجنة الوسطية(هيأة الظل) بتشكيل هيأة جديدة تأخذ على عاتقها مهمة تفجير الثورة، وكان أسم الشهيد وصفي طاهر من بين أسماء هذه الهيأة.
كتبت السيدة بلقيس: “أن وصفي طاهر، فكر ذات مرة، وبسبب خلافات بين قيادات الضباط الأحرار، أن ينسحب من التنظيم ويطلب التقاعد، ويهاجر من العراق، احتجاجاً على تلك الخلافات وعدم الاتفاق على رأي واحد قبل الثورة، فكيف ستكون الأمور بعدها.. ولما علم المختلفون بما نوى عليه وصفي، راحوا يقنعونه بالعدول عن رأيه، لأنهم كانوا متأكدين من كونه داينمو التنظيم وقد نجحوا في مسعاهم”.
اعتمد في كتابة هذا العرض على كتاب (رجل من العراق) للاستاذ رواء الجصاني والسيدة نضال وصفي طاهر.