د.صلاح القصب
كنت متشوقاً لرؤية كل شيء لارتفاعات البحر وحتى عنان السماء، طائراً بين الغيوم الكثيفة وأطباق الضباب والضوء المبهر، يرتفع بك إلى مدارات الفضاء الصافي وكنت تسمع كل الأصوات، تدعوها للإسراع كي تملأ الأرض فرحاً، كنت تدعونا إلى الأفق لتطوف حول أكاليل مزدحمة بالحب… أستاذي يا قصائد كل الشعراء.. عناد الكبرياء وموج البحر.. زرعت في نفسي لهيب العاطفة وكنت أنت بالنسبة لنا اكبر من ألف شعلة، كنت تبرق كأناشيد ترشد الروح إلى هناك إلى قمم جبال أزاهير شجية للحب وللأنهار الطيبة وكنت ترشدنا لأشجار مثمرة بأجمل الثمار.. مررت بين الماء وكان الرذاذ المتطاير على الأوراق يحدثنا عنك والأشجار ذات الحكمة تبحث عن مدارات كي تصل إليك.. أستاذي العزيز عناد.. لقد تألقت بجوهر مشرق وكنت فضاءً جديداً من أي طرف تنظر إلينا وعشق النور في عينيك كأشعة نجوم تشعل فينا حب ابدي.. رايتك في حلمي تغني وتتجول عند ضفاف النهر العذب السخي نلتقط الأزاهير.. كنت تشدو شعاعاً عبر الغابات، كنت تركض إلى مهد النهار وفجأة اندلع ضوء في الهواء عذب.. مباهج لا حد لها… ركضت إلى النهر كي نستحم بأشعة اللون والماء يرتفع فوقك ليرسم تاجاً باهراً بين الماء والأزاهير.. أعطيتنا شعا شمس وأزاهير وحرارة حب ابدي وأمواج انهار صافية… أما أنا فأعطيك ضفاف بحور عذبة تغني وتلقط الأزاهير من رياحين تملأ ذكراك العطرة.