كامل السعيدي
سيدة الغناء البغدادي في الثلث الثاني من القرن العشرين زهور التي انفرد صوتها( ببحة) والتي قتلها حبيبها يوم ذهبت لرووءيته في السماوه فانقلبت سيارتها وتوفيت في الحلة.
هي زهور اسم على مسمى ولكنها زهور فن وغناء شغلت الوسط الفني والغنائي في الثلث الثاني من القرن العشرين .لايوجد من لا يفضلها ومن لا يفبل على غنائها من شباب بغداد في تلك الفتره من الزمن ولا زالت هي زهور حسين التي لها التقدم على جميع المغنيات وموءديات البستة البغداديه والمقام والاغنية البغداديه في ذلك الزمن . فهي تفوق سليمة مراد ومنيرة الهوز هوز واحلام وهبي وهيفاء حسين وزكية جورج وعفيفة اسكندر وغيرها من المغنيات ومؤديات البستات والاغاني والمقامات. ويمكن ان تقترب منها الفنانة مائدة نزهت التي اجادت المقام وفي اعادة الاغاني البغدادية التراثية بأداء جديد ، ولكن زهور حسين تبقى مقدمة على مائده نزهت. وبأيجاز هي زهور حسين التي دخلت عالم الغناء البغدادي سنة 1936 في ملهى الفارابي في محلة الميدان ببغداد وانتهت في حادثة انقلاب سيارتها( الفولكس واكن) التي يسميها البغداديون( الخنفسانه او الركه) سنة 1964 في محافطة بابل وهي في طريقها الى محافظة المثنى حيث حبيبها على قول البعض وزوجها على قول البعض الاخر، البغدادي الذي تم ابعاده سنة 1964 لكثرة مشاكله في الملاهي ببغدا د ببغداد تطبيقاً لأحكام قانون السلامة الوطنية رقم 4 لسنة 1965 والقانون الذي يسبقه الذي كان يمنح صلاحية الابعاد من محافظة الى محافظة اخرى لكثير المشاكل بحيث لا يجوز للمبعد العودة الى محافظته ما لم يكمل مدة ابعاده ويلزم في المحافظة المبعد اليها التسجيل والتوقيع يومياً في مركز الشرطة. ووصفها البعص بأنها شادية العراق لكي تكون مماثلة للمطربة المصرية شاديه والتي كانت لها سمعة كبيرة.
واسمها الحقيقي زهره وليس زهور وتولت تبديل اسمها من زهره الى زهور بأقتراح من المغنيه منيرة الهوز وز التي سمعت صوتها واعجبها هذا الصوت والتي تولت تقديمها الى الفنان الكبير صالح الكويتي البغدادي اليهودي الذي اعجبته وقدم لها لحناً جميلاً عرفت به . وعرض عليها العمل في الملهى الذي يعمل به وهو ملهى الفارابي في محلة الميدان في بغداد ، فوافقت وكانت فترة عملها من الساعه الحادية عشرة ليلاً حتى منتصف الليل بأجر قدره مائتي دينار شهرياً لا سيما وانها من عائلة متوسطة وسبق وان عملت ( ملايه)في المناطق الشعبية.
الفناناتان وحيدة خليل ولميعة توفيق حاولتا اللحاق بها لكن استمر الفارق الفني بينهما وبين زهور حسين كون زهور حسين تتمتع بصوت يحمل( بحة) مما لم يتوفر لدى جميع المغنيات محببة للقلوب كانت تضيف الى اذن المستمع الحنان والعاطفة. وكانت التجربه الفنيه التاليه في مقام البنجكاه حيث اغنية (أني اللي أريد أحچي) من كلمات حارث سليم محمود وغنت اغاني اخرى منها(هله وكل الهله) وكانت اخر اغنية غنتها زهور حسين من تلحين عباس جميل وكلمات العلاف اغنية( وين ابن الحلال الشاف محبوبي يرد لي لهفتي وحظي ومطلوبي) وغناها بعد ذلك عباس جميل .
اما قصة وفاتها بعد عشرة ايام قضتها بالمستشفى على اثر انقلاب السيارة في محافظة بابل فلقد طلبت من الفنان عباس جميل مرافقتها الى محافظة المثنى لمشاهدة زوجها في مدينة السماوة ولكن الفنان عباس جميل اعتذر عن الذهاب فسافرت هي واختها فاطمه وشقيق زوجها الثاني الذي كان يحبها وتحبه كثيراً والذي تعرف عليها عندما واظب على الحضور في الملهى الذي تعمل به زهور حسين وبشكل مستمر تأكيداً لحبه لها ، وزهور عشقته فقد كان بمظهر انيق ووجه جميل وعيون زرقاء ولشدة غيرته عليها كان يدخل في شجار مع رواد الملهى وصاحب الملهى حولها وكان يظهر ذلك بشكل يفوق ما هو معروف من رواد الملاهي حيث يقوم بتكسير المناضد والكراسي ويعتدي بالسب والضرب المبرح على الحصور والملهى ومن فيه الامر الذي ادى بصاحب الملهى الى تقديم شكوى حول ذلك ، فصدر القرار بأبعاده من بغداد الى مدينة السماوه لفترة طبقاً للحكم الوارد في قانون السلامة الوطنية والقانون الذي يسبقه والذي اجاز ابعاد المشمولين به من اصحاب المشاكل وعند ذهابها لرؤيته ، وفي الطريق قريباً من مدينة الحل اصطدمت سيارتها بشاحنة نقل كبيره( لوري) و انقلبت سيارتها مرات عديدة ترتب على الحادث وفاة شقيقتها حالاً باصابات وكسور في جسمها لم تمهلها طويلا حيث ماتت في المستشفى في مدينة الحله سنة 1964 ، فغاب قمر فني بغدادي اسمه زهور حسين.
اقرأ ايضا
بريطانيا في العراق.. صناعة ملك ودولة
رفعة عبد الرزاق محمدلم يكن يوم 23 آب 1921 يوم تولى الامير فيصل بن الحسين …