في محبة نجيب محيي الدين

سامي المظفر
تعرفت على اول نقيب للمعلمين منذ سنين خلت وهي شخصية رائدة وطنية احبببت فيها سلامة قلبه وصفاء سريرته وصدقه ووفاءه فقدكان دمثا غنيا بأكثر من حقل شعراوادبا وعلما وفقها وقضا وقضيضا وكان مفكرا واديبا بارعا يصبو بكلامه نحو الافضل فقد فقدت وفقد العراق خسارة كبيرة للوطنية العراقية وشخصية مميزة متواضعة لا مثيل لها فكلها دروس وعبر يستنار بها لوضع استراتيجيات وطنية تعتمد على التسامح ومواجهة تنامي التعصب والفتن والطوائفية والمذهبية والتعصب والغلو والاقصاء ورفض الاخر والعنف والاستبداد ومصادرة الراي والتمييز والتطرف .
يملا الجلسةحجة وموقفا وتاريخا ويشيع جو الاستنارة والسماحة وتشجيع الابداع والمبدعين لتعميق مبادىء المواطنة المتساوية واحترام الكرامة الانسانية من منظور سياسي وانساني واخلاقي وثقافي ومن خلال تعزيز المعرفة بالاخر يبهر السامع ويثير المستمع لا يصدر منه الا علما وفيرا وحجةموفورة وقد عقد الود بيني وبينه ولم ارى رقة وذكاء او رحمة اوحلم الا وجدتها فيه ثرا ايما ثراءفي المعلومات فكان يشرح المفاهيم ويفيض على سائله اما اعجابي بشخصيته فيعود الى وطنيته في ماضيه التربوي كاول نقيب للمعلمين في الخمسينات حيث ينبه السامع وبلطف بعدم الايمان بالخرافات وكنت اراه يناقش الفكر المجتمعي داحضا البدع والخرافات التي سادت بين افراد المجتمع.
. . كان الفقيد نمطا فريدا في حسن المعشر والخلق الرفيع رقيقا شفافا منطقيا فالمنطق صنوه و فكره وصالح رايه فكان السامع الطروب لكل نغمة والمستفيد من كل رأي لاغلو عنده ولا علو فتعلمت منه القدرة التحليلية المجتمعية بالحان جديدة فطربت لطربه فكان كلامه رحمه الله منهلا عذبا يريح النفس ويحفز العقل وكان تفوقه على الجالسين واضحا حيث يختار ماذا يقول ويعرف كيف يقول بروح العالم والعارف
كان عف اللسان طاهر النفس لا يذكر سواه الا بالخير والحسنى فهو كالاحجار الكريمة ولا يبخل بعلم عندما يسال ولا يتوانى عن القول عندما يرى ضرورة فهو رمز الاصاله صادقا في مشاعره واضحا في كلامه فهو اصفى من الماء الزلال واغلى من عقود اللالىء.
كان جادا حريصا يحتجن معجمه الحياتي كل معاني النبل والفاظ الاصالة جسدها سلوكيا في رحله وترحاله وكان مع من عرفه دالة فقد كان كبير القلب,عزيز النفس صلب العود قوي الشكيمة يقف كالطودالاشم,ذلق اللسان قوي الحجة حسن المنطق صريحا الى ابعدحدود الصراحة لا تاخذة في اللوم لومة لائم متواضعا دون ضعف اذا سكت سلم , فضلا عن ذلك فبعده عن بغداداوقدت في صدره حبها وغلت عروقه بدمها فما اسرع ما يستجيب من صارخة العراق.

اقرأ ايضا

نجيب محيي الدين داعية الوطنية

علي حسينلم أكن من المقربين من الشخصية الوطنية نجيب محيي الدين، وكانت معرفتي به متواضعة، …