سطور من أوراق الذكريات مع الأستاذ الدكتور علي عباس علوان

كريم المسعودي
حين تريد الحديث عن شخصية تمتلك من الثراء الإنساني، والأصالة الفكرية ما يشهد به كل من عرف صاحبها، وحين يكون المجال لذلك الحديث محدوداً, فإنك ستُحار- ولا شك- فماذا تذكر، وأي شيء تدع؟!
ولأن هذه المقالة هي محاولة لرسم ملامح صورة إنسانية لأستاذي الدكتور علي عباس علوان, فسأركز على ما يؤكد أنه تجسيد رائع لمعنى الأستاذ الجامعي, وشرف الإنسان, وموقف المثقف.
ولن أتكلف رسم صورة مثالية تنطلق من خيال تلميذ مازجته المحبة, ولوّنه الوفاء، بل سأحرص على أن أسجل مواقف حية عشتها مع أستاذي, وكنت شاهداً عليها, وهي جزء حميم من ذكرياتي الشخصية,ولهذا؛ فلن أحرص على جمال التعبير, بل سأتوخى التقاط الموقف الجميل الذي تسعى المقالة إلى تثبيته، فإن لم يهز الموقف أريحية القارئ , أو لم يحقق له المتعة الجمالية، فلأني عجزت عن اختيار الموقف البليغ: تعبيرًا، وتأثيرًا!
في بدء السنة الأخيرة من مرحلة البكالوريوس, كنا ننتظر في القاعة الدراسية, نترقب دخول أستاذ النقد الأدبي الحديث, وقد سبقته شهرته أستاذًا قديرًا لا يمكن إرضاءه بسهولة, ولا تنطوي عليه( ألاعيب) الطلاب, وفي شخصيته ما يدفع الطلبة إلى الرهبة ولا سيما من يحرص على (الدرجات) هي جلُُّ همِّه، ومَن يريد نجاحاً سهلا هو كل مبتغاه!
وهو أستاذ معروف لأغلب الطلبة- مذ كنا في المرحلة الثانوية- بكونه شخصية لها حضورها شبه الدائم( في التلفاز) ضمن برامجه الثقافية: ضيفــًا على تلك البرامج, أو مشاركــًا في ندوة حوار حول الأدب، والفن، وبمقالاته المقروءة في المجلات، والصحف المتداولة حينذاك، وغير قليل مَن يعرف كتابه ( تطور الشعر العربي الحديث في العرق/ مجالات الرؤية وجمالات النسيج)، وهو من أكثر الكتب في مجاله أهمية: منهجـًا، وأفكارًا، وإثارة لأسئلة كبيرة.
دخل القاعة, فنهض الطلاب, وألقى تحيته متعجلا ليشير إليهم بالجلوس, وقبل أن يصل المنصة توقف ليسأل ( منو… كريم مهدي؟) فتطلع الطلبة إلى حيث أجلس, وأجبتُ مستغرباً: « نعم…. دكتور»

  • هل لديك امتياز في العام الماضي؟
  • لا..
  • جيد جداً عال؟
    وخشيت أن يستمر الأمر ليصل إلى إعلان تقدير هو( جيد) في حدوده الدنيا.. ولم أكن أعنى بالدرجات, ولا يهمني أن يكون تقديري جيدًا، أو مقبولا, بل لم أكن أهتم بحضور قاعات الدراسة إلا لدى قلة من أساتذة أدين لهم حتى الآن بأنهم علموني, وعند هؤلاء الصفوة لا أتنازل عن( الامتياز)!
    فقلت: عفوًا أستاذي, ولماذا السؤال؟!
    فرَدَ بشيء من حدة: لأني أبحث عن الطالب المتميز, وقد مرت أكثر من دورة, وأنا أدير رأسي فلا أرى أحدًا!.. وفي هذه المرة جاءني أكثر من زميل ممن أثق بهم, وأحترم تقييمهم, ليقولوا لي: ستجد في هذه الدورة طالباً ممن تبحث عنهم, وذكروا اسمك!..وما دام الأمر كذلك، فلا بد من أن تكون درجاتك عالية!
    فقلت- وفي داخلي يتصارع إحساس بالزهو, وشعور بالندم لأني لم اصطبر على أساتذة (ابتُليت) بهم العربية, فصاروا أساتذة في أقسامها, فكنت وأمثالي (مشكلتهم) الكبرى, وكانوا لي ولأمثالي(عثرة) في طريق النجاح الكبير- :» حتى أنت يا سيدي ترى التميز بالدرجات، وتحكم على أساسها؟».
    فقال- وقد تفاجأ بصوت ينطوي على جرأة ربما لم يعهدها لدى الطلبة-: « ولكن الطالب المتميز يسعى إلى الدراسات العليا, ولا تكون هذه بغير الدرجات العالية»..فقلت بنبرة تشي بالألم:» الدراسات العليا ليست لي» ]وأقولها الآن وأنا أستحضر الموقف: إنني لم أكن أنطلق من جرأة أو شجاعة, بل هو الشعور بالإحباط تفجر في لحظة صدق مع الذات، فأنساني الالتفات إلى ما يصح وما لا يصح من القول.. فقد دخلت الحرب عامها الثاني, ولا تخلو قاعة دراسية من عميل للأمن, أو وكيل للمخابرات، أو رفيق حزبي موكل بكتابة (التقارير), وهو يتصيد هذا القول وأمثاله… ولو كنت أركن إلى وعيي بهذا لأحجمت عن قولي, فلست أسعى وراء بطولات زائفة ثمنها باهظ قد يكلفني حياتي, أو حرماني من الحصول على الشهادة في أبسط تقدير… ولكن الله سلـَّم!![.. وكانت الشجاعة تتجلى رائعة في ردِّ أستاذي- وهو يعي حقيقة الزمن المّر الذي نعيشه- ولم يكن(بعثيًّا), وقد كسر قلمه منذ بداية الحرب, ولم يعد يظهر في البرامج التلفزيونية كما كان سابقاً.. وهو يعلم أنه مُراقب- وقد علمت ذلك فيما بعد- كانت الشجاعة الحقّة, والجرأة التي تؤكد صلابة الأستاذ الذي لا يريد أن يبدو ضعيفاً أمام تلميذه, بل يحيِّي شجاعته( المفترضة), ويقوي عزيمته، وهو يقول: « قد يكون ما قلته صحيحاً، فالدراسات العليا ليست للجميع, ولكن…لا تنس أننا في بلد (قرارات), وقد يأتي وزير إلى المدرسة التي ستتعين فيها-إن تعيّنت!- زائرًا, وربما يجمع المدرسين ليتحدث عن رعاية الثورة للإبداع, وتوفير الفرص للمبدعين!! فلو كنت ممن يتخرجون بامتياز، أو جيد جداً لأمكن أن تقول له: إنني- يا سيادة الوزير- تخرجت بهذا التقدير, ولكني لم أجد فرصةً لإكمال دراستي للحصول على( الماجستير)، ويمكن أن يسجل اسمك, ويطلب منك مقابلته, وقد تحصل على( فرصتك) في زمن المصادفات العجيبة!!.. ولكن هل ينفعك أن تكون ذكيًا،ً ومثقفاً في مثل هذا الموقف, وتقديرك( مقبول، أو متوسط)؟!.. ثمّ- وهنا علت نبرة صوته محتدّاً- دعك من الدراسات العليا.. ألا تبحث عن مجدٍ شخصي لتقول: إنني تخرجت بتقدير امتياز, أو أنني من الأوائل!
    فقلت له بثقة غريبة: سأحصل على الامتياز في هذا العام, وسأكون من الأوائل إن شاء الله!.. فقال: سنرى!…ثمَّ أكمل طريقه إلى المنصة ليجلس، ويبدأ محاضرته.
    ] في تلك السنة حصلت على الامتياز في حدوده العليا ليصبح تقديري( جيد جداً) وأصبحت بذلك من العشرة الأوائل: وهو ما أهلني- فيما بعد- للقبول في الدراسات العليا.. ويقيني أنْ لولا موقف أستاذي ذاك لما أكملت دراستي، ولم أكتب هذه.. مقالتي![.
    (2)
    في المحاضرة الأولى أملى علينا عدداً كبيراً من المصادر العربية، والمترجمة في النقد الأدبي، وفلسفة الفن، وعلم الجمال و…لكي نقرأها, وحثنا على القراءة, طالباً أن نستثمر مرحلة الشباب، وخلونا من المسؤولية العائلية، وأعباء الوظيفة التي ستمنعنا من كثرة القراءة, وربما ستدفعنا إلى الانصراف عنها مستقبلاً!
    وأذكر أنه قال لنا : لا تأخذوا كل ما أقوله لكم مسلَّمات, فما أقوله في محاضراتي لا يعدو أن يكون آراء قابلة للمناقشة, وأحكاماً تحتمل الاختلاف, والكتاب الوحيد الذي لا يناقش في أحكامه هو( القرآن الكريم)، وكل ما عداه وجهات نظر يمكن أن تُقبل أو تُرد!.
    ومع المحاضرة الثانية, وما تلاها على امتداد العام الدراسي, كان يبتدئ محاضرته بقوله: إذا كان هناك سؤال، أو استفسار، أو تعليق, أو وجهة نظر حول المحاضرة السابقة, فأنا مستعد لأن أسمع لنتحاور! وكثيراً ما كان وقت المحاضرة ينتهي بمناقشة( قضية) نقدية يثيرها سؤال, أو( فكرة) تتضمنها ملاحظة طالب!. وبين مدة وأخرى في أثناء السنة الدراسية كان يتوقف ليتساءل: هل يُعقل أن يكون كل ما أقوله مقبولا عندكم, ولا يحتاج إلى المراجعة والمناقشة؟!
    كان يدعونا بل يحرضنا على ( الاختلاف), ويدفعنا إلى عدم الأخذ بكل رأي.. وأتذكر أنه قال لنا في أحدى محاضراته:» إن من يعيد علي ما أقوله في الامتحان، فأحسن ما يحصل عليه هو أدنى( درجة) للنجاح، فثار بين الطلاب (لغط) وعلت (همهمات) مستنكرة.. فقال: ليس في الأمر إجحاف, فإنكم تكتبون ما أقول, وقد تخطئون في الكتابة، وحين تجيبون عن السؤال سأجد الأغلاط اللغوية، والنحوية, و….، ومن هنا فأنتم تعيدون لي سلعتي مشوهة, وتريدون مني( درجات عالية)، وتلك إذن قسمة ضيزى! أمامكم المصادر, فأقرؤوا, وأثبتوا لي رأيا أخر, واختلفوا معي لتحصلوا على أعلى الدرجات!.. ومن أطرف ما حصل في الامتحان أن زميلا لنا لا يُعرف لشدة سمنته بغير( طارق السمين)- وكان فكهاً طريفاً- حفظ المحاضرات عن ظهر قلب, وأجاب عن السؤال بما حفظه نصاً, وفي نهاية الجواب كتب: هذا رأي أستاذنا الفاضل الدكتور علي وأنا أختلف معه!!!
    (3)
    في منتصف السنة الدراسية مر بي أستاذي ,وكنت أسير باتجاه البوابة الرئيسة للكلية, فبادرني بالسلام، وسألني عن أحوالي، فشكرت له اهتمامه .. وقد قرأت دراسته( عن الرواية العربية ومشكلات الواقع) قبل أيام من هذا اللقاء, وبدا لي ( رأي) في بعض ما جاء فيها, فخطر في ذهني أن أستثمر هذه الفرصة لأذكر له رأيي, فاستحضرت كل ما أعرف من عبارات التهذيب، واللياقة كي أقول له:( إن في رأيه حول رواية( الوشم) شيئاً..أعني.. لو نظرنا إلى الرواية من زاوية… هل يمكن أن نقول..)ولم يدعني أكمل إذ توقف فجأة, وأمسك بذراعي ليوقفني: اسمع يا كريم!.. عليك أن تختلف معي, وأن يكون لك رأيك، بل عليك أن تتجاوزني فيما كتبت, وتضيف شيئاً جديداً!! فصُعِقْتُ, ولا يمكن أن يقدر ما أنا عليه في تلك اللحظة إلاّ من عرف الدكتور علي عباس علوان حقيقةً: حضور شخصية, وسعة علم, وعمق ثقافة, ودقة رأي, فقلت أستغفر الله.. أستاذي..فقال لي: لقد قرأتني ,ولم ابخل عليك بما عندي, وكنت أحرضك على السؤال، حتى بددت حرجك لتسأل دون خوف من أن يكون سؤالك مهما، ًأو ساذجاً, وقد قرأت مصادري، وأنت الآن تقرأ ما لا أجد متسعاً لقراءته؛ لأنك متفرغ للقراءة, فإن لم تتجاوزني فهذا يعني أنك تلميذ فاشل, وأني أستاذ لم أحسن القيام بدوري.. وإذ لم( تتفوق) علي, فإن في حياتنا خللاً.. الحياة تتقدم, فإذا لم يتقدم الطالب النابه ليبدأ من حيث انتهى أستاذه- مهما كان أستاذه قديراً- فتلك كارثة حقيقية.. والآن ما الرأي الذي تريد مناقشتي فيه؟!..
    ليلتها لم أنم, وأنا أفكر في ذلك الموقف العظيم الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن عالم بحق يحترم مهمته- ولا أقول مهنته- وناقد كبير يدرك بعمق صيرورة المعرفة، وتطورها! وكان السؤال الذي بقيت أردده مع نفسي حتى هذه اللحظة: هل استطعت- بل هل استطيع- أن أحقق مراده في التخطي والتجاوز بمعناه الإنساني الرائع؟ وسأعترف أننا نعيش (الكارثة الحقيقية) على الرغم من كوني أنتمي إلى (جيل) يتوسم فيه أساتذتنا الكبار خيراً, ويعدونه امتداد أصيلاً لهم!!
    (4)
    في تلك السنة طلب منا أستاذنا الدكتور رؤوف الواعظ أن يكتب كل طالب عرضاً لكتاب من الكتب التي درست الشعر العراقي الحديث, فاخترت كتاب الدكتور جلال الخياط – رحمه الله- ( الشعر العراقي الحديث: مرحلة وتطور), وفي أثناء قراءته خطر لي أن أناقش جملة من الآراء، والأفكار التي وردت في الكتاب, وصار العرض أقرب إلى المراجعة النقدية, فاحتفى الدكتور الواعظ بما كتبت, وطلب إلي أن أقرأه أمام زملائي, ثم حثني على نشره، وهكذا بعثته إلى مجلة (ألف باء) لينشر, وقد علمت أنه قُبل للنشر في تلك المجلة, وبعد أسابيع عدة طلب مني أستاذي الدكتور علي عباس علوان أن أوافيه إلى مكتبه بعد المحاضرة… وهناك قال لي: سينشر( مقالك) في العدد القادم من المجلة كما أعلمني محرر القسم الثقافي, ولكني سألته أن يتريث لأخبرك أن الدكتور جلال الخياط يعاني أزمة قلبية, وقد أدخِل المستشفى بسبب ذلك, وأعتقد أن المقالة ستتسبب في انزعاجه.. والآن.. لك أن تصر على نشر المقالة- وهذا حقك الأدبي والعلمي – وسأطلب إلى المحرر نشرها, ولك أن تترك النشر مراعاة لحالة الدكتور جلال الصحية, وهو موقف إنساني يحسب لك..فقلت: الأمر لك أستاذي.. فقال لا..لا المقال مقالك, وأنت صاحب الحق في أن تنشره, أو تتوقف عن نشره! فقلت: لا داعي لنشره إذن!..
    بعد تخرجي علمت بأن بين الدكتور علي، والدكتور جلال ( جفوة) في ذلك الحين, وأنهما كانا يتحاشيان حتى اللقاء!! ولم يعلم بذلك الموقف غيري, وبعد عشر سنوات من ذلك التاريخ, وكنت طالباً في مرحلة الدكتوراه, وكان الدكتور جلال الخيا ط –رحمة الله عليه- من أساتذتي الرائعين في هذه المرحلة, فأعلمته بالموقف، فأكبره، وربما صار الموقف جسراً للتواصل بينهما!
    (5)
    بعد تخرجي مباشرةً توجهت إلى معسكر للتدريب في ( الموصل)، ثم بقيت مع آلاف الشباب سنةً كاملةً في أحد المعسكرات في ( بابل) بانتظار أن ( نُساق)- وآمل أن يلتفت القارئ إلى دلالة الفعل!- إلى (الجبهة) وقودًا لنيران حرب مستعرة، ولم أنقطع عن زيارة أستاذي أبداً, وفي إجازاتي كلها كنت أحرص على زيارته في الكلية، أو في بيته الذي صار (ملاذاً) للروح الملتاعة بحثًا عن وطن لا يسكنه الخوف….
    في إحدى إجازاتي اتصلت بأستاذي تلفونياً لأعلمه بوجودي في بغداد, ولأستأذنه في الزيارة, فقال لي سأكون غداً في الكلية, وهي فرصة لك لترى أساتذتك الآخرين ممن يسألون عنك, وأعرف محبتك لهم! وذهبت إلى الكلية فعلاً, وفي نهاية الدوام خرجت بصحبته, وتوجهنا إلى سيارته القديمة التي هي أقرب إلى (السكراب), فدعاني إلى الغداء قائلاً:وجبة الغداء اليوم( أكلة) هائلة, فإياك أن تعتذر( لأن تفوتك!) ]في أثناء الدراسة وعلى الرغم من رعايته الصادقة لي, ومودة لا يخفيها إلا أنني لم أصل معه إلى أبعد من سياج الكلية مرافقاً.. وهو حريص على أن تظل بينه وبين طلابه( مسافة) كافية لكي لا يطمع الطالب من جانب, ولكي لا يتنازل الأستاذ عن شرط الاحترام الذي قد تخل به( الميانة) الزائدة[، فشكرت له دعوته، ورافقته وأنا أعيش فرحة حقيقية, لأن ذلك سيوفر لي وقتاً أضافياً أمضيه برفقته التي لا تمل أبداً.. ولكن المفاجأة أن السيارة تعطلت بعد دقائق من المسير, فترجلنا منها لنركنها جانباً, ووقفنا بانتظار سيارة أجرة, وبعد لحظات توقفت سيارة حديثة على مقربة منا, وترجل منها(الدكتور…)، وهو شاعر لم يكف عن( الزعيق) ممجداً انتصاراتنا الحربية, وبطولات القائد الضرورة( !!) , وترجّل من السيارة ليهتف مع أول خطوة: أستاذنا الدكتور أبو زيد… لماذا تقف هنا, فقال له: بعد تبادل التحية: لقد تعطلت( المحروسة!), فقال: تفضل معي كي أوصلك, وألح كثيراً مصرًّاعلى طلبه.. وحال جلوسنا في سيارته الفارهة قال:»والله يا دكتور علي, أنا أستحي أن أركب هذه السيارة, وسيارتك بهذه الحال! أنت أستاذنا وخيرة النقاد في البلد ولكن- وهنا بدا متردداً يخشى أن يكمل كلامه- أرجوك يا دكتور( لا تزعل).. لماذا تصّر على موقفك.. فالأستاذ لطيف- وهو وزير الثقافة والإعلام حينها- يقول: سيارة د. علي عباس علوان حاضرة يستلمها بمجرد أن يكتب مقالة…! فقال له: اسمع ( دكتور…) أنا أدري بما قاله( لطيف نصيّف).. وأرجو أن تطمئن, ولا تحس بالحرج, و( لا تزعل أنت أيضاً), فهذه السيارة ( المجرقعة) هي عنوان شرفي!!
    عن ( الحوار المتمدن )

اقرأ ايضا

دكتور علي عباس علوان بعيدا عن التأبين.. قراءة إنتاجية في المقدمة

مقداد مسعود 1ــمايواجهنا في اول المطبوع،هو آخر ما ينتجه النص،قبل الذهاب الى المطبعة..ومقدمة اي كتاب، …