نص نادر.. حالة التجارة في بغداد في سنة 1913

ألبرت كسبرخان
١ – مدخل البحث
عرفت تجارة بغداد في سنة ١٩١٣ بكساد لا مثيل له في سابق العهد وما ذلك إلا من تراجع صدى حرب البلقان في هذه الديار فكان منها ما كان ولاسيما الأطعمة ومن بينها الخبز فقد تضاعفت أثمانه المثل مثلين عما يباع قبل نحو ثلاث سنوات.
الجلب : ظهر من الجلب في سنة ١٩١٣ أن التجارة ارتقت قليلا لكن البيع والشراء وأنواع المعاملات كانت في غاية السوء فلقد شاهدنا عسراً ماليا غربياً سبب انكسار (إفلاس) عدة تجار ولا سيما بين اليهود.
٢ – سعر التحويل
كان سعر التحويل على هذا الوجه: ١٠٩ ليرات عثمانية تحويلاً على لندن بعد الاطلاع إلى ١١١ عن ١٠٠ ليرة إنكليزية.
التحويل على بمبي من نول سنة ١٩١٢ وكذلك نول النهر فأنه كان أدنى من السنة الماضية بكثير. وكان النول يتردد هكذا:
بين البصرة ولندن من ٢٥ شيلنا إلى ٣٠ عن كل طن بين البصرة ومرسيلية بعد الاطلاع عن ٧٢ ليرة إلى ٧٤ لكل ألف ربية.
٣ – سعر النول (الجعل)
نول البحر كان أدنى من ٣٠ شيلنا إلى ٣٥ عن كل طنبين بغداد والبصرة من ٣ إلى ١٧ شيلنا عن كل طن أو ٨٠٠ حقة
٤ – القطنيات
لما ارتفعت أثمان النقل من بغداد إلى ديار العجم هبطت أسعار القطنيات بالنسبة إلى ما كانت عليه في السابق. وهذا ما سبب خسائر كثيرة واضطر التجار إلى تقليل مبعوثاتهم إلى تلك الأقطار.
٥ – السكر
اصبح السكر بلجكة أهم سكر يجلب إلى ديارنا العراقية ويتلوه في النجاح سكر النمسة وكان سكر القوالب دون مقدار ما جلب منه في السنة المنصرمة وكان بيعه أيضاً اقل مما بيع في سائر الأعوام.
٦ – السكر البلوري
يأتينا من بمبي
٧ – الثقاب (الشخاط)
الثقاب تأتينا من اسوج وقد أخذت تجارتها تزداد ويباع الصندوق الكبير عندنا من ثلاث ليرات إنكليزية و٣ شلينات وأربع بنسات إلى ٣ ليرات و٧ شيلنات.
٨ – الشاي
جميع ما يردنا من الشاي أو الشاهي هو من الهند وتختلف أثمانه على الوجه الآتي: من ٢ ليرتين إنكليزيتين و٣ شلينات قيمة الحقة التي هي عبارة عن ليرتين إنكليزيتين.
الإصدار
١ – الحبوب
كان حاصل الحبوب في السنة الماضية سيئاً لقلة أمطارها إذ جاءت في آخر الموسم.
٢ – أفيون
كان ثمن الأفيون فاحشاً واصدر منه نحو ١٥٠ صندوقاً إلى لندن و٢٨٠ صندوقا إلى هنكن و ٤٠ إلى سنغابور. – وأثمانه في بغداد تتراوح بين ١١٠ ليرات عثمانية إلى ١٥٠ ليرة لكل صندوق وزنه ١٤٠ ليرة
٣ – صوف أعرابي
كان موسم الصوف في هذه السنة المنقضية دون موسم السنة التي قبلها بالمقدار والجودة.
وقد اختلف ثمنه بين ١٥ إلى ٢٠ شليناً عن المر الواحد الذي وزنه ٣٤ ليرة إنكليزية و٣٧٥ جزءاً من الليرة وفي أول الموسم كان الثمن عاليا لكثرة ما طلب منه في مرسيلية ولندن. ثم هبط لقلته وسوء صنفه.
٤ – صوف مواسي وكرادي
كان قدر هذين الصوفين وصفتهما على جانبهما وكان ثمن المن يتراوح بين ١٤ شلينا و٦ بنسات وبين ١٦ شلينا للمن الواحد الذي وزنه ٣٤ ليرة و٣٨٥ جزءاً من الليرة.
٥ – الكثيراء
كان موسم الصموغ دون صموغ السنة التي سبقتها ولم يصدر منها إلا شيئاً قليلا. وكان ثمنها يتردد بين ليرة إنكليزية و٥ شلينات وبين ٣ ليرات و١٠ شلينات عن المن الواحد الذي وزنه ليرة إنكليزية و٣٧٥ بموجب الصنف وحسنه. وقد رغب الناس كثيراً في الصنف الفاخر لكن لم يلتفتوا إلى الصنف السافل.
٦ – العفص
كان حاصل هذه البياعة قليلا جدا وكانت أسعاره تتراوح بين ١٠ ليرات إنكليزية وبين عشر ليرات و١٦ شلينا بموجب صنفه
٧ – الفرش
طلب الناس كثيراً فرش العجم ونفقت تجارته نفاقاً عظيماً والأثمان كانت حسنة – واغلبه جديداً كان أو عتيقاً – اصدر إلى الأستانة وبيروت والسويس وأميركة وكانت أثمانه أعلى من أثمان السنة التي قبلها ١٥ في المائة.
٨ – الجلود والادم
كان هذا الحاصل قليلا هذه السنة. وقد جاء منه قليل من العجم فأرسل إلى ديار الإفرنج. وإثمان جلد المعز غير المدبوغ كانت هنا من شلين واحد و٦ بنسات إلى شلينين عن الحقة الواحدة حقة الأستانة. وأما إثمان الأديم الحسن الدباغ فكان من ٣ شلينات بني واحد إلى ٣ شلينات و٣ بنسات وإثمان أديم الخروف المدبوغ دباغاً حسنا شلين واحد وبني عن الجلد الواحد.
سرقة من جنيبة راسية في مرفا البصرة
البصرة مشهورة بلصوصها وسراقها دون غيرها من مدن العراق لسهولة فرار السارقين إلى ديار العرب أو ديار العجم ولا تمضي سنة إلا ويجري فيها من النهب والسلب والسرقة ما يذهل القارئ. فقد سرق من إحدى الجنائب الراسية في مرفاها خمسة صناديق مملوءة منسوجات حرير قيمتها ٧٠٠ ليرة عثمانية. ولما سئل القيم عنها قال: أنها كانت على حافة الجنيبة مما يلي نهر دجلة فجاءت في الساعة ٧ من الليل عصابة لصوص حملت الصناديق وذهبت بها. ولما أردنا أن نمانعهم تهددتنا بالقتل. والجنيبة راجعة إلى الإدارة النهرية العثمانية والسرقة كانت في شهر آذار.
هذه نظرة عامة في حالة التجارة في سنة ١٩١٣ وسوف أوافي القراء بالبيان السنوي في عدد قادم والله الموفق.

اقرأ ايضا

في الكاظمية .. علي الوردي في نشأته الاولى

علي طاهر تركينشأ علي الوردي وترعرع في بيت صبا ، طلت اعتابه عند زقاق «محلة …