حسين الكرخي
اسكة ﭼﻲ:
من التركية (ايسكي) بمعنى عتيق،و(ﭼﻲ) اداة النسب ويطلق على الذي يتعامل بالأشياء القديمة المستعملة بيعاً وشراءً. وفي ازقة بغداد سابقاً كان (ابو عتيق البيع) يمشطها وهو يصيح أيسكي بمد الياء،وبلغة البغادّة تعني ايضاً رقاّع الاحذية (إسكافي) وفي رصافة بغداد يوجد سوق بإسم سوق الاﺳﻜﭽﻴﺔ،وفي شمال العراق منطقة باسم(اسكي كلك) وفي بلغراد عاصمة يوغوسلافيا شارع يحمل اسم (ايسكي جادّة سي) وهو مايزال قائماً بطابعه العثماني القديم ينتابه السياح الأجانب والمواطنون اليوغوسلاف قرأت في موسوعة المرحوم الشاﻟﭽﻲ: كما روى لي ايضاً استاذنا الشاعر محمد حسبن الشبيبي هذين البيتين على لسان صديقه المصور ارشاك مطالباً بتسديد قيمة صور له تأخر تسديدها ولم يكن ارشاك يعلم بمضمون الورقة التي حملها الى ابي علي لانه كان امياً، ومن المعلوم ان ثلاثتهم من اوفى الاصدقاء،ولكنها المداعبة البريئة:
ايا ابن الشبيبي يا حيلباز
ويا حنقباز ويا ﺳﺨﺘﭽﻲ
اذا لم تبادر بدفع الحساب
بعثنا بجلدك للـ (اﺳﻜﭽﻲ)
اورطمة، اورتمة:
كلمة تركية بمعنى مسقف،و(خان مرجان) ببغداد الذي انشيء عام 1358 م كان يسمى خان الاورتمة، بناه امين الدين مرجان جاء في اعلى بابه منقوشاً بالآجر:(بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بانشاء هذا التيم (الخان) المبارك والدكاكين المولى المخدوم الآمر الصاحب الاعظم الأعدل ملك ملوك الامراء في العالم..) وكان سابقاً بناية ملحقة بالمدرسة المرجانية وهو الان مطعم سياحي تقام فيه حفلات غنائية تراثية وغيرها.
الأبيض وبيض:
أكله شعبية تباع في عربات يد في الاماكن العامة كالاسواق والشوارع المزدحمة والمقاهي وتتكون من رغيف خبز في داخله بيض مسلوق وخضروات ومخللات ثم يبرم بشكل لفة،يتناولها الناس (على الماشي). الأبيض كناية عن رغيف الخبز، اشتهر خبز باب الاغا بكونه(ابيض، حار، ﻣﮕسّب، رخيص).والعوام يكنون بالالوان عن صنوف المآكل فالابيض الخبز،والاسود الباذنجان و الازرق صنف من تمور (مندلي) و الاحمر الرقي و الطماطة و الاصفر المشمش و هكذا، قال الكرخي:
واهل الابيض وبيض وأهل لفاّت
واﻟﮕﺎزوزة (سَوْده) وأهل ليمونات
اﻟﮕﺎزوزة: المشروبات الغازية،سَوْدة: صودة. ليمونات:والعوام يلفظونها (نيمونات) وهي الأشربة المستخلصة من الفواكه، او التي تحمل روائحها. ومن الاغاني المصرية الشائعة: (ما شربش الشاي اشرب أزّوزة انا).
آخ:
للتعبير عن الألم والاسف ومثلها (آه) والعراقي حين يدهمه أمر، او يصاب بسوء يتأوه مستنجداً بأخيه.ويقول الاستاذ عبد الحق فاضل في كتابه (العربية أم الالمانية) المطبوع في الدار البيضاء عام1988م: – ان هذه اللفظة العربية الباقية في الدارجات هي أصل تلك الألمانية،بنفس النطق (ACH)وبالانكليزية(ACHE)، ولا يعرفون لها صلة بالعربية،لكننا نظنها من (آخ) العربية.
ويقول الاستاذ الشاﻟﭽﻲ ان العرب يلفظونها(آح)بالحاء المهملة،كقول المؤمل بن جميل (الاغاني 18/147): – يا آح من حر الهوى انما يعرف حر الحب مَن جرّبا. والعربي اذا اخطأ قال (حِس) بالحاء،والبغدادي اذا اخطا قال(خِس) بالخاء. قلت لعلها من الفعل خسيء، والاعاجم يلفظون آخ (واخ، كقولهم في مقام ﺍﻟﭙﻨﺠﮕﺎﻩ (واخ ليلي، واخ ليلي) و البغداديات يقلن (اوي) بوزن (BOY)، ويحذرن اطفالهن بكلمة (أُوّا) من الفصحى (أُوّاه).
آسايِش:
(تركية) بمعنى استقرار، هدوء، راحة، امان، وكانت بعض صحف اصطنبول في العهد العثماني،تكتب في مكان بارز على صدر صفحتها الأولى هذه العبارة:(آسايش بركمال)أي (الأمن مستتب)، ومن اسماء الاتراك(آسايش).
أﺷﮕﺢ:
بلغة البدو واهل الريف(اكرم) كقولهم (كرم فلان أﺷﮕﺢ من كرم حاتم الطائي)،ومن اسمائهم في ارياف العراق (أﺷﮕﺢ الفيحان) وهذه الكلمة على الاغلب من الفاظ عشيرة (المناصير، وهي تفيد معنى التكثير،كما ترد مورد (زادَ) و(شقح) في اللغة أزهى،ونهي عن بيع النخل قبل ان يشقح.
اكْرَد:
الرجل الذي لا ينبت الشعر في وجهه كقولهم (كرد شواربه ولحيته) أي حلقها،واللحية (الكردوانية) نسبة الى نوع من اللحى التي اختص بتربيتها بشكل متميز اخواننا الأكراد.وكلمة (يكردش) و(اكردش) منها، باضافة حرف الشين لاعطاء موسيقية للكلمة،وتعني: ينزع باسنانه المتبقي من ثمرة الرقي على القشور وغالباً ما يقوم بذلك الاطفال والفقراء ويرادفها في المعنى(أكُدّ) كقولهم (اكد ﮔﺸﻮﺭ)،او(اكد عظام) لانتزاع المتبقي من اللحم العالق بها،والكلمة من الفصيح: حكه حكاً بالحاح، وتعني ايضا اشتد في العمل وهي الاكثر شيوعاً.و(اﻟﭽﺪ) في العامية تعني- أضافة الى المعنى العام – المال الذي يحصل عليه المرء نتيجة كده وعمله. وقولهم (ﻳﭽﺪ،وﭼﺎدود) تعني ايضاً يقاوم الزمن فلا يبلى بسرعةكالبدلة والحذاء ومختلف الاشياء الأخرى بما فيها الاثاث والبناء والالات والسيارات وغير ذلك.
تتّو:
ذنب الخيل القصير، و هذا ليس من محامدها، و هي ايضا كنية الرجل قصير القامة و للكرخي صديق يحمل هذا اللقب، و كان من مؤيدي نوري السعيد، و له صديق اخر يحمل لقب ﭘَﺮْﺗَﻮ، و كان من مؤيدي ناجي شوكت، و من الطريف ان الاول يصبح نائبا في الوزارات السعيدية، و الثاني في الوزارات الشوكتية، فمرة لهذا، و اخرى لذاك، و قد أثارت هذه الصورة روح الدعابة في الشاعر الكرخي، و نظم قصيدة في غاية الطرافة، نشرها في جريدته في الثلاثينات، اولها:
يوم الى (مصطفى تتّو) و يوم الى (توفيق ﭘَﺮْﺗَﻮ)
بالوزارة السعـيدية نجح تتّو بــالقـضية
و بالوزارة الشوكتية فِشل لكنْ كثره نجحوا
ﺗﭙّﺔ:
تل، مرتفع، هضبة عالية، و في بغداد محلة باسم (ﺗﭙﺔ الكرد) و فدام القناني يسمى (ﺗﭙﺔ دور) و الذي اطلقه الناس على الفلين لأنه منها، و هناك معالم، و اسماء كثيرة اشتملت على هذه اللفظة، منها مدينة (قره ﺗﭙﺔ) المكناة بأم اللقالق و بمناسة الكلام على (قره) أي اللون الاسود بالتركية فهناك مثلا (قره قول) أي الحرس الاسود، و (قره قوينلو) الخروف الاسود، و (قره قوش) الباز الاسود و غيرها.
عفطة،وقد تلحق بها عبارة (كُرِّش حَوْ) بقصد السخرية والاستخفاف.حدثنا الاستاذ عباس بغدادي قائلاً:في العشرينات كان لنا في الاعظمية جارٌ كنيته (ابو طيط) من بيت اشتهر بعمل الطرشي.وحدثنا المرحوم الاستاذ عبود الشالجي،قال:كان(الجندرمة) العثمانيون في العراق لايحسنون العربية،وعندما كنت حاكماً(قاضياً) في ابي صخير عام 1935حدثوني عن واحدٍ منهم،كان قد تلقى امراً من مدير الناحية بان يصحب معه ثلاثة خياّلة (فرسان) وان ينزل على عشيرة توفي شيخها وتأخرت ارملته عن سداد بقايا الخراج،فيضطرها الى الأداء:وذهب الجندرمة واصحابه فقابلتهم المرأة مقابلة عنيفة،ولم يستطع الجندرمة ان يصنع معها شيئاً فعاد وقدّم الى مدير الناحية تقريراً جاء فيه: لما ركبنا على خديجة وطالبنا بمال البقايا رفعت ثوبها الى اعلى بطنها وقالت(طيط) قشمرة للداعي.