اقبال نعيم تتنفس الحرية في ألمانيا

هاني غانم
في الدورة الرابعة للقاء المسرح العراقي والمسرح الألماني، الذي استمرت فعالياته في الفترة بين الخامس والثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2010 قدّم المسرح العراقي عروضاً في برلين أثبتت أن المسرح في العراق هو الملاذ الأخير والمتنفس الوحيد للتعبير عن أحلام العراقيين وآلامهم.
افتتحت الدورة الرابعة للقاء بالشكل المسرحي المعروف باسم “المونودراما”، أي مسرح الممثل الواحد. وحمل عرض الافتتاح عنوان: “إنها سوف تأتي أو…”، وفيه قدمت الممثلة إقبال نعيم سلمان نصاً باللغة العربية للكاتبة عواطف نعيم من بغداد. ويطرح هذا العمل تجربة سيدة عاشت فترة صدام حسين وما بعدها، وفيه يرى المشاهد بطلة العرض وهي تقوم بغسيل ملابس لوثتها الدماء. لكن عملية الغسيل لا تنتهي، حيث أن نهر الدماء لا يتوقف. حول ذلك قالت الممثلة إقبال نعيم في حديث لدويتشه فيله: “لقد عشت زمن صدام، وأعيش الآن زمن ما بعد صدام، ومازالت الصراعات لم تتوقف، وما زال الدم يسيل.” ولكن هل اختلف حال المسرح العراقي في عهد صدام حسين عنه الآن؟ على هذا السؤال تجيب الممثلة إقبال نعيم بقولها: “في أيام صدام كنا نعرف أن هناك خطاً أحمر واحداً، هو صدام، هذا الخط لا يجب أن نتخطاه، أما الآن فنحن كفنانين نعيش وسط شبكة من الخطوط الحمراء”.
يعكس المسرح الواقع ولا يجمله، ولهذا فإن هذه المنودراما تفصح عن حالة الانشقاق بين أبناء العراق. إقبال نعيم تؤكد ذلك، وتضيف: ‘‘نعم هناك انشقاق، ذلك الانشقاق الذي نحاول من خلال الفن تجاوزه”. هذه الرؤية يؤكدها المخرج هيثم الجداح بقوله: “الفن يعطينا فرص لمناقشة الخلافات، وأيضا التدرب على تجاوزها في العمل الفني، وبإمكاننا جميعا أن نلتقي على خشبة المسرح”. ويضيف المخرج قائلاً: “إن الساسة لدينا مازالوا يتدربون على ممارسة الديمقراطية، فقراراتهم تزيد في أغلب الأحيان من الانشقاق والفرقة.” ويرى كفاح الأمين، أحد العراقيين الذين حضروا فعاليات اللقاء، أن العراق مجتمع يتكون من عدة مكونات، و”لكن يوجد مكونان أساسيان، وهما المكون العربي والمكون الكردي، بالإضافة إلى المكونات الأخرى مثل المكون المسيحي والتركماني وغيرهما…”. ويضيف الأمين أن هذه المكونات “إما أن تكون إثراء للمجتمع العراقي، أو مبعث على الانشقاق، وهذا يتوقف على الأداء السياسي في المستقبل.”
تأسس هذا اللقاء الألماني العراقي على يد المسرحي العراقي الراحل عوني كرومي، وبدعم من وزارة الخارجية الألمانية والهيئة العالمية للمسرح ببرلين ومعهد غوته ومسرح الرور. وانعقد اللقاء الأول في عام 2005 تحت عنوان “لقاء بغداد برلين المسرحي”. عن ذلك يقول الدكتور توماس إنغل، مدير الهيئة العالمية للمسرح في برلين: “حمل عوني كرومي على أكتافه تأسيس أول لقاء قبل رحيله، ونحن بفضله نجتمع هنا للمرة الرابعة”.
وعلى مدار سنوات اللقاء بين المسرح العراقي المسرح الألماني استطاع المسرح العراقي أن يخرج من عزلته، والتي جاءت نتيجة الحروب الأخيرة. واكتسب المسرح العراقي خبرات حديثة من نظيرة الألماني والغربي، كما قدم صورة عن المجتمع العراقي للجمهور الألماني. ويؤكد كريستوف بلايد، مدير مسرح “وسط المدينة” في برلين أن التبادل بين مسرح البلدين “أضاف للطرفين إضافة إيجابية”.

اقرأ ايضا

الفنانة إقبال نعيم:لدينا مؤسسات فنية بيد عناصر لا يؤمنون أصلا بالفن

حوار: جمال الشرقيعرفت الفنانة الدكتورة اقبال نعيم من عائلة فنية، فهي اخت الفنانة د. عواطف …