لميعة توفيق وذكريات أغانيها

حيدر شاكر الحيدر
حينما نتذكر لميعه نتذكر أغانيها التي جذبت من خلالها جمهور واسع امتد على مساحة الأرض العراقية على اختلاف إشكالها فأغاني نيشان الخطوبه اليوم جابولي وشفته بالعجل حبيته والله إضافة الى يالماشيه بليل الهلج ويمه هنا يمه / وجينا نشوفكم يايمه انطيني الدربيل / هذا الحلو كاتلني ياعمه / اما أغنية لاخير التي قدمتها بصوتها بمنتصف العقد الستيني فهي الأخرى لاقت شهرة واسعة وتم تسجيل هذه الأغنية كاسطوانة لأحدى شركات التسجيل بالكويت اي قبل ان تشتهر بصوت الفنان فاضل عواد ‏وهي قصيدة للشاعر طارق ياسين لحن بعض من مقاطعها الملحن حسين السعدي.
لميعه توفيق قدمت ألوان السويحلي وطور الابوذيه نستطيع ان نطلق على هذه الفنانة بمطربة الهجع اضافة كونها بغدادية وريفية.
مثلت العراق بالعديد من المهرجانات الغنائية خارج العراق فكانت سفيرة هي الأخرى لأغانينا الرصينة مازلت أتذكر إن هذه الفنانة كانت تدير ملهى الاوبرج بمنطقة السعدون قرب سينما النصر ومن خلال الملهى كانت تقدم حفلاتها الغنائية وأيضا توطدت علاقاتها مع الكثير من الفنانين والفنانات العرب والعراقيين من كلا الجنسين كان تعامل الملحنين العراقيين مع صوتها وشعراء الأغاني عاملاً مهماً من عوامل نجاح مسيرة هذه الفنانة ومن الأسماء التي كانت تحضر بمسيرتها كل من الملحن محمد نوشي بأغاني شفته وبالعجل حبيته والله واغنية هذا الحلو كاتلني ياعمه اما الملحن خزعل فاضل فقدم لصوتها ومن الحانه مساء الخير ياأهل المحبة وللملحن محمد عبد المحسن أغنية صوره غريبه ولمحمد نوشي اضافة لما ذكرته اغنية همه جم دوب العتاب ومريت.
ومرة أخرى يقدم لصوتها الملحن خزعل فاضل أغنية انظر طلوعك ياكَمر وللملحن ناظم نعيم قدمت أغنية ياسميره من كلمات ابو عادل وفي الحان وكلمات سالم حسين اغنية شوي شوي.
هكذا كانت تكلم الأغاني ذكريات لا يمكن ان تمر مرور الكرام بذاكرة الأجيال التي عاصرت هذه الفنانة والتي غابت عن الساحة الغنائية العراقية في العقد الثمانيني لتعيش بقية سنوات عمرها بين المرض والحنين لماضي مبدع هي من اسست له لتغادر الى العالم الآخر عام 1992 تاركة قصصها الغنائية لتقرأ بين الحين ولآخر.
أتذكر في ليلة من ليالي بغداد وتحديداً عام 1969 كنت قد حضرت مع عائلتي حفلاً بإحدى البيوت في مدينة بغداد بمنطقة القناة والمناسبة حفل ختان الأولاد حيث كانت العائلة على صلة بوالدي رحمه الله واستغرقت الحفلة تلك وقتاً طويلاً أمتد إلى الصباح وقد حضر الكثير من نجوم الغناء العراقي من مطربين ومطربات بذلك المنزل أتذكر منهم الراحلون عباس جميل / عبد الجبار الدراجي /عبد الصاحب شراد ومن المطربات أحلام وهبي ولميعه توفيق كان من أيام الجمال وانأ مازلت في ريعان حياتي لم أتجاوز عمر ثلاثة عشر عاماً.
كانت لميعه توفيق رحمها الله وأسمها الثلاثي لميعه توفيق رؤوف تغني الغناء المتعدد الموال والريفي والبغدادي منه, أتذكر أغنية الهجع بإيقاعها المتميز مع تفاعل الحاضرين مع صوتها نساء ورجال.
وتمر السنون ومعها المتغيرات الحياتية الكثيرة وإذا بي أكتب عن هذه الفنانة بدراستي هذه المخصصة عن مبدعات العراق من الأصوات النسائية الرعيل الثاني, لأجد نفسي أمام لميعه توفيق صاحبة الصوت المميز ببحته التي لا تخلو من رائعة الأرض العراقية الآتية من الريف والمدينة.
لميعه توفيق التي تمتلك الثقافة الغنائية والعلمية حيث تشير المصادر ان الفنانة لميعه ولدت في العام 1937 بجانب الكرخ منطقة علاوي الحله لها شقيقة هي الفنانة غاده سالم تخرجت وهي تحمل الدراسة الإعدادية ودرست الموسيقى بمعهد الموسيقى عام 1950 (معهد الفنون الجميلة) قسم الموسيقى الذي تخرجت منه 1959 كان دخولها الإذاعة والتلفزيون عام 1953 إلا أن 1956 شهد التميز لهذه الفنانة حيث اعتلت مسارح بغداد والمحافظات وأدت مجموعة كثيرة بلونها وأسلوبها الغنائي المعروف بريفيته وبغداديته لذلك فضلت لميعه توفيق الغناء على خشبة المسرح حيث كانت مقلة من تسجيل أغانيها وتصويرها من خلال التلفزيون فاكتفت بمجموعة من الأغاني لا يتجاوز الأربعين عمل.
وهي تجد المسرح عالم ذا شهرة واسعة بين الجمهور على حساب التلفزيون, الحديث عن مبدعتنا هو حديث عن صوت أطربت كل من استمع إليه كونه يجمع بين روح الريف العراقي وبين النكهة البغدادية المعروفة بجمال مدرستها الغنائية.
عن كتاب (الاصوات النسائية في الغناء العراقي) المعد للنشر.

اقرأ ايضا

من تاريخ الحركة الديمقراطية في العراق..رأي في مسيرة محمد حديد الديمقراطية

نجدة فتحي صفوةسجل كامل الجادرجي في مذكراته رأيه في محمد حديد الذي زامله في العمل …