حسين الكرخي
بشطمال
قطعة قماش مستطيلة الشكل يغلب عليها اللون الاحمر مقلمة بالوان زاهية طولياً وقد يلفظها البغادّة(ﭘﺸﻂﻤﺎﻝ) يتخذها الداخلون الى الحمامات العامة او النهر كمئزر واحسب انه في طريق الانقراض.واصل اللفظة اعجمي مركب من (ﭘﺸﺖ) وهو الظهر و(مال) التدليك والمعنى العام ﻟﻠﭙﺸﺘﻤﺎﻝحافظ الظهر او (الوزرة) بلغة البغادّة كقولهم مثلاً كناية عن الفقر والادقاع (بطرگ الوزرة) ويقال ان احدهم دخل الحمام وهو من المشهورين بالكذب فسرقت ملابسه فعلاً ولاجل
ان يثبت ما حصل له قال لصاحب الحمام:
-والان ماذا تقول؟ هل من المعقول انني دخلت الحمام بهذه الهيأة؟
اسكة ﭼﻲ
من التركية (ايسكي) بمعنى عتيق،و(ﭼﻲ) اداة النسب ويطلق على الذي يتعامل بالأشياء القديمة المستعملة بيعاً وشراءً. وفي ازقة بغداد سابقاً كان (ابو عتيق البيع) يمشطها وهو يصيح أيسكي بمد الياء،وبلغة البغادّة تعني ايضاً رقاّع الاحذية (إسكافي) وفي رصافة بغداد يوجد سوق بإسم سوق الاﺳﻜﭽﻴﺔ،وفي شمال العراق منطقة باسم(اسكي كلك) وفي بلغراد عاصمة يوغوسلافيا شارع يحمل اسم (ايسكي جادّة سي) وهو مايزال قائماً بطابعه العثماني القديم ينتابه السياح الأجانب والمواطنون اليوغوسلاف قرأت في موسوعة المرحوم الشاﻟﭽﻲ: كما روى لي ايضاً استاذنا الشاعر محمد حسبن الشبيبي هذين البيتين على لسان صديقه المصور ارشاك مطالباً بتسديد قيمة صور له تأخر تسديدها ولم يكن ارشاك يعلم بمضمون الورقة التي حملها الى ابي علي لانه كان امياً، ومن المعلوم ان ثلاثتهم من اوفى الاصدقاء،ولكنها المداعبة البريئة:
ايا ابن الشبيبي يا حيلباز
ويا حنقباز ويا ﺳﺨﺘﭽﻲ
اذا لم تبادر بدفع الحساب
بعثنا بجلدك للـ (اﺳﻜﭽﻲ)
حيلباز: محتال. حنقباز: لعوب(لعبي). ﺳﺨﺘﭽﻲ: نصّاب،صانع الحيلة.
بعدين
بعدين كأن يقال لك:متى نراكم؟ فتقول: بعدين أي في وقت اخر وهي جملة مركبة من كلمتين (بعد) عربية معروفة المعنى و (اين) اعجمية بمعنى هذا، أي بعد هذا.وبمناسبة متى نراكم تحضرني حكاية طريفة سمعتها ايام الصبا عن أرملة ظريفة وولدها الصغير دخل بيتها لص فأخذت تحدث ولدها عمداً بصوت عالٍ عن كنز اخفاه والده-قبل موته-في قعر البالوعة فسمع اللص وخرج ليعود بادوات التنظيف والحفر ثم عاد واكمل العمل ولكنه لم يعثر على الكنز الموهوم فأحس بالمقلب واخذ يشتم صاحبة البيت وهو يخرج وكانت الارملة في السطح تراقب الموقف فصاحت به وهي تضحك: متى نراكم؟فأجابها بغضب وخيبة:لما يكثر خر….!؟فكان ظريفاً هو الاخر.
ﭘﺎﭼﺔ، كوارع، أكارع
اﻟﭙﺎﭼﺔ /كلمة اعجمية بمعنى الأكارع وهي اكلة شعبية معروفة في العراق والبلدان العربية وبعض الدول الشرقية ففي سوريا تسمى (مقادم) وفي لبنان (غمي) تخفيف (غنمي) كما يذكر الاستاذ الشاﻟﭽﻲ في موسوعته، وفي مصر يسمى كل جزء منها باسمه، وفي تركيا تسمى (ﭘﺎﭼﺔ) بلغتهم والباﭼﭽﻲ في الفصحى الروّاس. واقترن حب هذه الاكلة بالكرخيين اكثر من غيرهم ولهذا فان الرصافيين يعيرونهم بانهم (اهل الكروش) وبالمقابل فان الكرخيين يعيرون الرصافيين بانهم (اهل اللقالق) لانها تبني اعشاشها في ابراج وسطوح المباني العالية الموجودة-عهد ذاك-في الرصافة دون الكرخ. ان الرواسين منتشرون في جانبي بغداد على حد سواء. وفي اغلب المدن العراقية فان كانت ﭘﺎﭼﺔ (سلمان ابن طوبان)مشهورة في محلة خضر الياس بالكرخ شهرة طرشي (حنانش) المجاور لها فان ﭘﺎﭼﺔ (الحاتي) وباﭼﭽﻴﺔ باب الشيخ والشيخ عمر معروفون ايضاً في الرصافة فضلاً عن ذلك فان بعض الاسر الرصافية العريقة حملت هذا اللقب واعتزت به الى الان فلماذا خّصوا الكرخيين وحدهم بحبها؟
ولا بد من القول ان اصل كلمة (طوبان) هو (طوبال) أي الاعرج في اللغة التركية، وتوثيقاً لذلك قال الكرخي: –
اذا فكرك اﻟﭙﺎﭼﺔ العال تاكل عند (ابن طوبال)
صُبْ يا ولد
و بعضهم يقولون (فرّغ) عندما يطلبون الطعام، أو الماء لغرض غسل اليد و الفم بعد الفراغ من الأكل، فالناس قبل شيوع الحنفيات يستعملون أبريق الماء لهذا الغرض، فيقولون لحامله (صُبٍ يا ولد) و يظهر أن موسيقية هذه العبارة أدت الى ظهور ﺃﻟﭙﺴﺘﺔ البغدادية الطريفة
(واي واي صب يا ولد واي واي سنـّه ذهب)
كما انها أستهوت المرحوم الزهاوي فأدخلها في شعره. قال مداعبا المرحوم عبد القادر المميز، صاحب جريدة (أبو حمد):
قد جاءنا (أبو حمد) يمشي كمشية الأسد
و يختمها بقوله:
قد طابت الخمرة لي (صب يا ولد صب يا ولد)
عن مخطوطة (الالفاظ الشعبية) المعدة للنشر
اقرأ ايضا
الناصرية في سنوات تأسيسها الأولى
حسن علي خلفليس من باب المصادفة ان تبتنى حاضرة على انقاض امارة المنتفق، أو نتيجة …