مشاهد ومواقف من العهد الملكي

مشاهد ومواقف من العهد الملكي

د. قاسم جبر السوداني
حاولَ المدعو عبد الله أفندي حلمي اغتيال رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون، وفي اليوم العاشر من شهر آب 1926 طعنه بموس في صدغه بينما كان الرئيس يصعد السلم الى ديوان رئاسة الوزراء فنقل السعدون الى المستشفى للمعالجة،

وقبض على المعتدي الذي اعترف اعترافاً صريحاً بأنه ملّ المراجعة من اجل قضية تعيينه، فاضطر إلى الإقدام على ما أقدم عليه، انتقاماً من سياسة المحسوبية والمنسوبية المتبعة في التعيينات وفي الترفيعات وقد حكمت المحكمة على المذكور بالحبس لمدة ثلاثين شهرا على الرغم من تنازل الرئيس عن شكواه.

* في يوم 1927/4/5 قصد جلالة الملك فيصل مدينة كركوك لافتتاح البئر النفطية الأولى التي حفرت في حقولها النفطية، وهي بئر التجارب رقم (1) وكان في معية جلالته في هذه السفرة وزير الداخلية والأشغال وجمهور من الأعيان والنواب والصحفيين ورؤساء الدوائر والمحلات التجارية الكبرى من وطنيين وأجانب وبعد انتهاء مراسيم الافتتاح عاد الجميع الى بغداد يقلهم قطار خاص.
* منح الملك جورج الخامس ملك بريطانيا الملك فيصل الأول ملك العراق، وسام القديسين جورج وميخائيل وهو ارفع الأوسمة في بريطانيا وقد أقيمت حفلة تقليد الوسام في البلاد الملكي يوم 1927/5/10 حضرها زهاء (200) شخصية وألقيت فيها خطب المجاملة بالمناسبة.
* وصل إلى بغداد في 4 كانون الثاني 1929 صديق العرب الثري الامريكي (المستر كراين) فأقيمت له المآدب التكريمية والحفلات السياسية، وقصد بعض المدن العراقية الكبرى فكان الاحتفال به عظيماً وفي 21 من هذا الشهر توجه الى (الكويت) فانهال الوهابيون على سيارته بوابلٍ من الرصاص أصاب احد أفراد حاشيته ونجا هو بأعجوبة.
* كان الملك (أمان الله خان) قد فقد عرشه في الأفغان اثر محاولته إدخال بعض النظم الأوروبية في مملكته لم يقره البعض عليها وهم الرجعيون كما يسميهم الحسني- فجاء إلى بغداد يوم 13 تموز 1929 بصحبة أميرات وأمراء البيت المالك واستقبل من قبل الملك فيصل استقبالاً فخماً وبعد أن زار وأسرته المراقد المقدسة في العراق غادر البلاد إلى إيران في 21 من الشهر المذكور.
* في يوم 24 أيلول 1929 نظر مجلس الوزراء في كتاب مدير التشريفات ممثل الملك فيصل في لجنة المتحف العراقي وسكرتيرها ويتضمن الكتاب أن بعض الأمريكان الشوفنين بالآثار العتيقة قد أعرب عن رغبته في جمع مبلغ من المال يتراوح بين مائة ومائتي ألف دولار أمريكي لإنشاء متحف الآثار ببغداد بشرط أن تقدم العرصة من قبل الحكومة العراقية مجاناً وان اللجنة التي تألفت حسب اقتراح المتبرع :
1. انتقاء عرصة للمتحف.
2. إحضار خارطة للبناء.
3. إحضار بيان تقريبي عن النفقات المقتضية.
والمقترح فيه موافقة الحكومة على منح العرصة الواقعة في القلعة! لبناء المتحف المذكور عليها، وضم عرصة ذات مساحة كافية إلى عرصة المتحف، ومنح الأذن لأمناء مدرسة تحرّي الآثار الشرقية الأمريكية لتشييد مدرسة للآثار العتيقة عليها.
وهذه من مقررات مجلس الوزراء للأشهر تموز وآب وأيلول 1929. ولكن للأسف لم تتحقق الهبة ولم يشيد المتحف المقرر في الموضع المحدد ولم تؤسس المدرسة المقترحة للآثار العتيقة..

* العملة في العراق
كانتِ العملة المتداولة في العراق قبل الاحتلال البريطاني الليرة العثمانية وأجزاءها فلما دخل الجيش البريطاني بغداد يوم 11/آذار 1917 انتشرت الربية الهندية وتوابعها، وما لبثت أن أصبحت (عملة العراق الرسمية) إلى أواخر عام 1931 ولما كان من الضروري إيجاد عملة خاصة بالعراق ولاسيما هو مقبل على الانضمام إلى عصبة الأمم وكان (القانون الأساسي العراقي) قد نصّ على وجوب سك عملة وطنية للدولة العراقية سعت بعض الوزارات إلى تحقيق هذه الغاية واستطاعت وزارة نوري السعيد أن تحقق هذه الأمنية فوضعت قانون العملة العراقية وسكّت العملة بقطعها الفضية، والنيكلية والنحاسية وطبعت الأوراق النقدية ووضع كل ذلك موضع التداول في أول نيسان 1932 فتلاشت (العملة الهندية) من الأسواق بالتدريج وحل محلها الدينار ونصفه وربعه والريال والدرهم والفلس من القطع النقدية الوطنية وترتكز هذه العملة على وجه الإجمال إلى الباون الانكليزي وهي من المتانة والثبات بمنزلة تفوق ما كان مقدراً لها لأنها احتفظت بقوتها على الرغم من الكوارث والعواصف السياسية التي اجتاحت العراق.
* توفيت والدة الملك غازي في يوم الأربعاء 27/آذار 1935 بالسكتة القلبية وشيعت إلى مرقدها باحتفال رسمي ونكست الأعلام خلال ايام الحداد من الدوائر الرسمية.
* هبّت على العراق رياح شديدة جداً، وبسرعة 75 ميلاً في الساعة في يوم السبت الموافق 30/آذار 1935 فشملت أضرارها أنحاء العراق كافة ومات بسببها زهاء 150 فرداً وضربت بيوتا وقلاعا كثيرة وغرق جسر بغداد من تأثيرها.
* رزق الملك غازي مولوداً ذكراً في صباح اليوم الثاني من أيار 1935 فسجل مجلس الوزراء تاريخ ولادته واقترح تسميته فيصلاً تيمناً باسم جده (الملك فيصل) وقد عطلت بهذه المناسبة دوائر الحكومة واقيمت ولائم الافراح في البلاط الملكي وخفضت محكوميات بعض السجناء وتبودلت برقيات التهاني.
* ابرم مجلس النواب يوم 13 نيسان 1936 قانوناً ألغيت بموجبه الالقاب في العراق من باشا وبك وافندي وجعل ابناء البلاد كلهم سواسية في ذكر اسمائهم مجردة.
* شرع في البث من (الإذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية) يوم أول تموز 1936 وهي أول محطة للبث اللاسلكي تقام في العراق.
* وجد علي رضا بك العسكري شقيق جعفر باشا العسكري وزير الدفاع ذبيحاً في داره يوم 22 آذار 1937 وقيل انه مات منتحراً.
* عقدت خطبة رئيس أركان الجيش العراقي الفريق (بكر صدقي) على احدى السيدات الألمانيات في يوم 28/ آذار 1937 فتلقى العريس بهذه المناسبة ولا سيما من اليهود هدايا لا حدّ لوصفها وكان الزواج شؤماً كبيراً على الزوج لأسباب لا تخفى.
الأعظمية خارج حدود العاصمة
بعد مجيئه من زيارة إلى فرنسا وانكلترا وألمانيا وايطاليا عاد الملك فيصل الأول في 1/تشرين الأول 1930 واستقبل استقبالاً رسميا كبيراً.
في اليوم الثاني كان موعد افتتاح المجلس النيابي في اجتماعه الاعتيادي فقررت الوزارة نقل المجلس من بنايتة القديمة في جانب الكرخ الى بناية جامعة آل البيت في الاعظمية ولما كانت الاعظمية خارج حدود العاصمة وكان القانون الاساسي العراقي ينص على ان يعقد المجلس النيابي جلساته في عاصمة العراق بغداد فقد عدلت حدود العاصمة من قبل وزارة الداخلية بحيث جعلت الاعظمية من ضمنها.