كيف تأسس معمل الغزل والنسيج؟

كيف تأسس معمل الغزل والنسيج؟

عبد الكريم الوائلي
فيْ زمن الحكومة العثمانية كان مدير المعمل (صالح افندي) موظفا في معمل العنجانة برتبة (بينباش) رئيسا للمعمل وعند سقوط بغداد ذهب مع الاتراك الى الاستانه وكان يشغل الوظيفة عينها هناك فكاتبه عمه فتاح باشا بالمجيء الى بغداد فرفض بزعم منه انه لا يتمكن من الرجوع لعدم تهيأة عمل كهذا في
بغداد.

وانه يرغب الخدمة في الدولة نفسها وفي الوقت نفسه حبذ لعمه (فتاح باشا) تأسيس معمل نسيج فلقيت هذه الفكرة عند الباشا محلها من الترحيب والرجحان فشاور كثير من التجار في الشروع بجلب مكائن للنسيج والغزل فلم ير منهم الا الجبن والتثبيط ولكن عزمه لم يثنه عن القيام بهذا العمل الجليل متفردا ولما لم تكن امواله كافية للقيام به.
اضطر الى رهن وبيع املاكه حتى احضر العدة اللازمة فاخبر صالح افندي وهو في الاستانه بصحة عزمه ورغبته في ان يقوم بهذا المشروع وعلى اثر هذا الطلب ذهب صالح افندي الى برلين لاحضار ما يلزم لهذا المشروع وجاء بماكنة واحدة للغزل على سبيل التجربة وكان تأسيس هذا المعمل في الكاظمية قرب الجسر وكان يدير هذا المعمل رجل الماني جيء به من المانيا لهذه الغاية فتجمع المعمل في اخراج الغزل الموافق للنسيج العراقي (العباءة) وكان بنسجه العمال على الصورة القديمة (الجومه) باليد وبعد سنتين من تاريخ وجوده كر صالح افندي راجعا الى برلين لجلب ماكنة اخرى للغزل وماكنة للنسيج وكانت هذه الخطوة الثانية في سبيل ترقية الصناعة واحيائها فعاد بها بعدما لاقى عناء لا وصف له وفي هذه الايام الاخيرة بدأ نجم النسيج الوطني الجديد يتألق في الاسواق الوطنية فاخرج المعمل النسيج الذي قد يفوق النسيج الاوربي في المتانة والقوة كانت هذه الجهود المبذولة من قبل فتاح باشا الذي لسعيه وجهوده دخل كبير في احياء هذا المشروع والمعمل الآن الذي كان يديره فتاح باشا ونوري فتاح باشا وصالح افندي وهو جاهز للعمل حيث ينتج هذا المعمل انواع الغزل الثابت والملون الذي تستمد منه مديرية السجون لعمل الزوالي وقد استغنت الادارة عن المدير الالماني وجعلت مكانه من العراقيين وقد قضى على جزء من العطالة المنتشرة في البلاد في تشغيل هؤلاء العمال الذين تضمهم المقاهي صباحا وما على الحكومة وهي الحكومة الفتية التي يهمها ترقية صناعة واعلاء سمعة البلاد داخلا وخارجا الا ان تقوم بالرعاية لهذا النسيج وجعله ما تحتاج اليه من الاقمشة للتلاميذ وسائر الموظفين.