بواكير الدعوة لتحرير المرأة في العراق

بواكير الدعوة لتحرير المرأة في العراق

د. فريال صالح عمر
ظل الأوضاع الجديدة التي فرضت نفسها بعد الانقلاب الدستوري العثماني عام 1908، وفي ظل المرحلة الجديدة من اهتمام النخبة العراقية بنشر الثقافة والتعليم، كان لابد من الالتفات أيضاً إلى وضع المرأة المتخلف في المجتمع العراقي آنذاك، لكن هذا الاهتمام ظل يتطور بتردد وحذر وذلك لتفادي أي صدام فكري مع القوى المحافظة التي تُعد أوضاع المرأة في المجتمع الإسلامي من الأمور القائمة والثابتة التي لاتقبل المناقشة.

أدركت النخبة المثقفة في هذا السياق أهمية تعليم المرأة كونه حاجة تخص عموم أبناء العراق، ومن منطلق أنه قد آن الأوان لتعليم البنات لأنهن أمهات رجال المستقبل، ولأن من أكبر دواعي الارتقاء وأسباب العمران تعليم المرأة، وقد كتب أحد المثقفين بهذا الصدد:
"ان الوطن لايترقى مادامت المرأة جاهلة منحطة في الآداب".
وبالإضافة لهذه الفكرة التي تربط تعليم المرأة بمصلحة تقدم ونهضة البلاد، فإن هنالك عدداً من المثقفين الذين ربطوا مابين تعليم المرأة وأدائها لوظيفتها النسائية، ففي رأي محمد باقر الشبيبي أن "المرأة أدرى من الرجل في التفكر في المستقبل، وليس المراد بها المرأة العديمة التربية والعلم التي يكون منها دثور البيت لا تعميره، ومنبع التعاسة والشقاء للأولاد لا سعادتهم، بل نريد بها المرأة الأديبة صاحبة التربية الحسنة ذات الأخلاق الفاضلة.. أما إذا كانت عديمة الآداب والمعرفة منحطة عن مكانة الشرف والإنسانية فليست هي متمة وظيفتها النسائية… وعليه كل امرأة أرادت ان تحفظ وظيفتها النسائية يجب عليها درس العلوم والآداب. ويشير الكاتب في هذا الموضع إلى قول الرسول (ص) (العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة). كما أكد الشبيبي على "ان تعليم المرأة أمر ضروري أكثر من تعليم الرجل" لأنه يربط مابين التعليم وإعداد الأم الصالحة، فيقول: "المرأة العاقلة هي الحارس الأمين على الأولاد، ومن الواجب اعتبارها كثيراً لأن على ركبتها تربية العالم".
ورغم أهمية تعليم البنات بالنسبة للشبيبي، فهو يعتقد بأنه يجب أن يحدد تعليم البنات، لأن الكلمة مطلقة المعنى، فينبغي أن لا ترسل إرسالاً بل تحدد تحديداً، فهو القائل ان "بناتنا يجب أن يتعلمن تدبير المنزل، يجب أن يتعلمن القواعد العربية والتاريخ، يجب أن يكّن ضليعات في اللغات الأجنبية، فإنها تساعد على التربية الصحيحة والأخلاق الفاضلة، وتعين على التبصر في الحقيقة".
ورغم ان الشبيبي يشير إلى تحديد تعليم المرأة، فإنه في الوقت نفسه يقدم في هذه السطور وجهة نظر تقدمية، وإنفتاحاً واضحاً على الثقافة الأجنبية، خاصة الفرنسية، فقد كان الشبيبي نفسه قد اجتهد في تعلم الفرنسية، وقد حاول نقل ماتعلمه من اللغة والثقافة الفرنسية إلى الجمهور العراقي، مؤكداً على الجوانب الإيجابية من تلك الثقافة وبما يتناسب مع وضع المجتمع العراقي المحافظ آنذاك. وقد أشار الشبيبي إلى إعجابه بوضع المرأة الفرنسية حين قال: "الذي يجلب الأنظار تعاطي النساء الفرنساويات الأعمال الشاقة، ومزاولتهن أنواع الصنائع والفنون لتكون لحياتهن غاية يرمين إليها، فتراهن يتهافتن في تأسيس الجمعيات، ويخدمن المصلحة العامة أحسن خدمة، ويعملن أعمالاً قلما يأتيها الرجال.
فهو يقدم في هذه السطور فكرة جديدة تماماً، فكرة الحرية التي تتمتع بها المرأة الفرنسية في ممارسة نوع العمل الذي تؤديه سواء كان ذلك عملاً خاصاً، أو عملاً في خدمة المصلحة العامة، وحالة المساواة مع الرجال في أداء الأعمال، لكن الشبيبي عندما عرض إعجابه بحرية المرأة الفرنسية وعملها في المجتمع الفرنسي، فإنه لم يكن يأمل في طلب المساواة، أو طلب حرية العمل للمرأة العراقية بقدر سعيه إلى تقديم نظرة جديدة، منفتحة إيجابية وبنّاءة لوضع المرأة الفرنسية، لعلها تساعد في تغيير النظرة السائدة عن المرأة في المجتمع العراقي آنذاك.
وعند الحديث عن إسهامات النخبة العراقية في الدعوة لتحسين أوضاع المرأة في المجتمع، ينبغي الإشارة إلى موقف الشاعر والمفكر جميل صدقي الزهاوي الذي انفرد بموقف جرئ جداً في هذا المضمار عندما نشر عام 1907 قصيدة انتقد فيها الحجاب الذي رأى فيه أحد عوامل تأخر المسلمين وتبعاً لما ذكره الزهاوي فإنه قد حذا في ذلك "حذو قاسم أمين(في مصر".
وكان قاسم أمين قد نشر في العام 1899 كتاباً صغيراً حول تحرير المرأة، وقد انطلق فيه من المسألة المألوفة: "إنحطاط الإسلام"، لكن ماهي أسباب الإنحطاط أو الفساد؟ وجواباً على هذا السؤال لايقبل قاسم أمين بأي من الأجوبة المألوفة، فهو يرى أن الفساد لم ينجم عن البيئة الطبيعية، إذ قامت في بعض العهود مدنيات مزدهرة في هذه البلدان نفسها، كما انه لم ينجم عن الإسلام، إذ أن تدهور الإسلام هو نفسه نتيجة لا سبب لتدهور القوة الاجتماعية. ان السبب الحقيقي للفساد إنما هو، في نظره، زوال الفضائل الاجتماعية، أي زوال "القوة المعنوية"، وما سبب ذلك إلا الجهل، جهل العلوم الحقيقية التي منها وحدها يمكن استنباط قوانين السعادة البشرية، ويعتقد قاسم أمين أن هذا الجهل يبدأ في العائلة، فالعلاقة بين الرجل والمرأة، وبين الأم والولد، إنما هي أساس المجتمع، والفضائل القائمة في العائلة هي ذاتها الفضائل التي تستمر في المجتمع، ولذلك يؤكد قاسم أمين على تحرير المرأة، ويرى أن "دور المرأة في المجتمع هو إصلاح أخلاق الأمة"، وفي البلدان الإسلامية لم يُربّ الرجال ولا النساء التربية اللازمة لإنشاء حياة عائلية حقيقية، والمرأة لاتتمتع بالحرية والمكانة اللازمين للقيام بدورها. وكان قاسم أمين قد تعرض للتأثيرات الفرنسية، خاصة فلسفة كونت اليقينية، وعلى غرار الفلاسفة الوضعيين في القرن التاسع عشر. كان أمين مقتنعاً بأن مفتاح الخلاص للمجتمع الإسلامي كامن في التغلب على الجهل ونشر المعرفة والتنوير.
ورغم تأثر الزهاوي بأفكار قاسم أمين، إلا أن الزهاوي كان مثالاً للتحرر الفكري وكانت أفكاره جريئة وجديدة، وقد عدّه البعض من دعاة الإصلاح الذين
حاولوا إنتشال المرأة مما تكابد، ودعوا إلى ضرورة تزود المرأة من حياض العلم والمعرفة حتى تعالج أمورها على بصيرة من العلم والفهم، ودعوا كذلك إلى إشراك المرأة في سائر تكاليف الحياة لتنهض مع الرجل جنباً إلى جنب.
ومما لاريب فيه أن هذه الدعوات كانت جديدة على المجتمع الشرقي المحافظ، فتلقاها بكثير من الإنكار، وارتفعت صيحات مدوية ترمي هؤلاء الدعاة بالفسق والفجور والسفه والكفر، وهذا شأن كل جديد لا عهد للمجتمع به، فكان ذلك سبباً لإثارة حركة فكرية حقيقية تمثلت في الصراع مابين الجديد والقديم، مابين جماعة المجددين الذين دعوا إلى تحرير المرأة وجماعة المحافظين الذين رأوا الإبقاء على ماهي عليه من التأخر والهوان.
ويمكن القول أن مفكرنا العراقي الزهاوي كان سبباً في إثارة المعركة عندما طلعت جريدة "المؤيد" في اليوم السابع من أغسطس (آب) عام 1910 وبها مقالة للزهاوي تحت عنوان "المرأة والدفاع عنها- صوت إصلاحي من العراق"، تناول فيها قضية المرأة تناولاً منطقياً، فيرى أن سيادة الرجل ليس لها مايبررها، فإن كانت القوة البدنية فإن هناك من الحيوان من هو أشد منه ناباً وأوجع رفساً، وإن كانت القوة العقلية فإن الرجال أنفسهم يختلفون في المستوى العقلي ولم يهضم أحد منهم حق الآخر.
ثم يعدد الجوانب التي هضم فيها الرجل حق المرأة، ولقد استعرض مجموعة من الحقوق المهضومة (حسب رأيه) بجرأة لم يسبقه إليها أحد من قبل، فكان الزهاوي حراً تماماً في طرح مثل هذه الأفكار التي لم يجرؤ أحد على الخوض فيها بكل حرية وصراحة، وهكذا يرى أحد الباحثين ان الزهاوي قد انزلق إلى الهوة وأسرف على نفسه وعلى قرائه، ففي بداية هذه المعركة كان يتتبع خطى قاسم أمين في موضوع الطلاق، إلا أن قاسماً كان أكثر فهماً وأشد عمقاً في تحليله للموضوع، وإذا كان الزهاوي قد أدخل الدين سبباً فقد أخرجه قاسم أمين حين قرأ عن شهيدات النساء المسلمات، بل حين رجع إلى أصول الإسلام الأولى ورأى مكانة المرأة السامية كما رسمها الدين، وكان قاسم أمين يتبع في جميع المواضيع التي عالجها طريقة الشيخ محمد عبده، فيحدد العرف الإسلامي بحذر، عوضاً عن التخلي عنه، ولقد لقبه الجيل اللاحق بنصير المرأة، لكنه يكاد لايستحق هذا اللقب، فهو لم يقترح مثلاً أن تمنح المرأة حقوقاً سياسية، إلا أنه، مع إقراره بأن ما من سبب مبدئي يحول دون ذلك، فهو يرى أن المرأة المصرية بحاجة إلى وقت طويل من التثقيف الفكري قبل أن تصبح جديرة بالإشتراك في الحياة العامة.
وهو مثل الشيخ محمد عبده يخاطب الذين لايزالون يؤمنون بالإسلام، فيستند في كل موقف يتخذه إلى القرآن والشريعة بعد تفسيرهما التفسير الصحيح، أو مايعده التفسير الصحيح.
لكن الزهاوي مس الدين، فقد إنتقل من الحديث عن التقاليد إلى الحديث عن التشريع. صحيح أن الزهاوي تأثر بقاسم أمين حين عرض لمسألة الحجاب، لكن أمين كان متميزاً بأسلوبه المنطقي الذي يخاطب العقل والوجدان في وقت واحد، بل إنه راح يعتمد على الإحصائيات حين عرض لموضوع الطلاق ورسم الخط البياني المرتفع الذي سجلته الإحصائيات ليثبت بما لايدع مجالاً للشك أن الأسرة منهارة فاشلة في ظل الحجاب وعدم الثقة.
لقد تأثر الزهاوي بقراءته "لتحرير المرأة"، لكنه تجاوز آراء قاسم أمين، وإشتط في مطالبه، وخانه التوفيق في العرض ولاشك أنه كان ينظر في بعض زوايا المقالة إلى موقفه من أسرته والى موقف أسرته منه، كان ينظر إلى والدته وقد حُرمت من الحياة الأسرية، وكان ينظر إلى أخوته من أبيه فلا يحس بعاطفة الأخوة، وكان ينظر إلى شريكة حياته التي حاولت أسرته أن تزوجه من غيرها حتى يظفر بنعمة الأولاد
فأبى، فهو من هذه الناحية لم يناقض فيما كتب وفيما طبق في الحياة، وإذا كان البعض يأخذ عليه انه دعا للسفور ولم يسمح لزوجته بأن تخلع الحجاب، فقد فعل ذلك قاسم أمين من قبل، لأنه رأى ان للطفرة أسوأ العواقب، وان الدعوات الإصلاحية تأخذ طريقها تدريجياً إلى قلب المجتمع .
ومثلما تعرض قاسم أمين من قبل لضروب من المضايقات، تعرض الزهاوي، ولكن شتان بين الموقفين، فلم تكد تصدر المقالة في مصر حتى تتناقلها الأفواه في العراق المتمسك أشد التمسك بالتقاليد الموروثة وبوضع المرأة في ظل مجتمع محافظ، فالزهاوي لم يثر رجال الدين وحدهم، وإنما ثار العامة أيضاً، وعندما خشي عاقبة هذه الثورة كتب إلى ناظم باشا والي بغداد يومئذ يرجو من الحكومة الدستورية ان لاتقتص من الصابغين أكفهم بدمه إذا كان مايريده المحرضون، بل أن تعنى بتعليمهم وإنقاذهم من الجهل لئلا تمتد أيديهم في المستقبل إلى مفكر آخر مثله يتمنى في كتاباته إصلاحاً للأمة اجتماعياً.
وهكذا استخدم الزهاوي قضية تحرير المرأة لخدمة الإصلاح الاجتماعي، فجوهر القضية الاجتماعية هو مركز المرأة ومكانتها ووضعها في المجتمع. وهكذا أصبحت أيضاً مقاييس الحكم على الأشياء مبادئ القرن التاسع عشر الكبرى: الحرية والتقدم والمدنية، فالحرية حسب رأي قاسم أمين تعني استقلال الإنسان في التفكير وفي الإرادة وفي الفعل، شرط بقائه ضمن حدود القوانين واحترامه للمبادئ الخلقية، وعدم خضوعه، خارج هذه الحدود، لإرادة سواه، فهي أساس التقدم البشري، لكن حرية المرأة، هي بدورها، أساس جميع الحريات الأخرى ومعيار لها، فعندما تكون المرأة حرة يكون المواطن حراً.
وقد ربط قاسم أمين مابين حرية المرأة والحريات الأخرى، فهو يرى بأن الحجج المستعملة ضد حرية المرأة ماهي سوى الحجج المستعملة ضد الحرية من أي نوع كانت، كحرية الصحافة مثلاً، كما انه قد ربط مابين وضع المرأة وحالة المجتمع الشرقي بشكل عام حيث المرأة في رق الرجل، والرجل في رق الحاكم، فهو ظالم في بيته، مظلوم إذا خرج منه، أما وضع المجتمعات الغربية فهي ذات حكومات مؤسسة على الحرية واحترام الحقوق الشخصية، ولذلك ارتفع شأن النساء فيها إلى درجة عالية من الاعتبار وحرية الفكر والعمل.
ومما زاد من أهمية ماطرحه الزهاوي من أفكار هو إمتداد أثرها من العراق إلى مصر بما أحدثته من ردود أفعال متنوعة، فشارك بعض أدباء مصر في المعركة التي بدأت أصلاً في بغداد، وشرعوا سيوفهم يتنازعون الموقف بين مؤيد ومعارض، نثراً وشعراً. وقد تردد صدى الأفكار المعارضة للزهاوي في كتاب "المرأة في الإسلام" لمحمد حمدي النشار الشاعر، وقد أسمى مقالة الزهاوي "العراقية" بعد أن حاول شاعرنا الزهاوي التنصل منها، وسمى صاحبها "الاستاذ العراقي"، وتتبع النشار مقالة الزهاوي فقرة فقرة، فرد عليها رداً قوياً مفحماً، مبنياً على أصول الشرع وأصول المنطق في المناظرة.
وقد تم إغناء العديد من هذه الأفكار المعارضة والمؤيدة، فيما بعد، في كتابات بعض المثقفين والأدباء المصريين، لصالح اتجاهاتهم الفكرية الرامية إلى تحقيق النضج القومي والاستقلال الحقيقي.
ولم يكن الزهاوي وحده في الدعوة إلى النهضة النسوية في العراق، فلقد شارك الشاعر معروف الرصافي في هذه الدعوة التحريرية، وانفرد ديوانه بباب خاص سماه (النسائيات)، وفي هذا الباب دعا الرصافي إلى رفع الحيف الذي نزل بالمرأة وندد بالعادات والتقاليد التي جرى عليها مالكو رقها، فأذاقوها ألوان العسف، وصنوف العذاب في الحجب والتضييق والحرمان.
وأولى قصائد هذا الباب قصيدة (المرأة في الشرق)، وفيها يرجع الرصافي ماأصاب أهل الشرق من التدهور إلى إغفال شأن المرأة، وسلبها حريتها مجاراة للعادات التي درج عليها الشرقيون، فأصبحت هذه العادات قيوداً واغلالاً لايستطيعون الانفكاك من إسارها، وهكذا فقد رأى الرصافي أن نهضة الشرق لن تكتمل إلا إذا ساهمت فيها المرأة بعلمها وأدبها لأنها نصف المجتمع، ولذا قال:
هل يعلم الشرقي أن حياته
وقضى لها بالحق دون تحكم
والشرق ليس بناهض إلا إذا
فإذا ادعيت تقدماً لرجاله
من أين ينهض قائماً من نصفه
كيف البقاء له بغير تناسب؟
تعلو إذا ربى البنات وهذبا؟
فيها وعلمها العلوم وأدبا؟
ادنى النساء من الرجال قربا
جاء التأخر في النساء مكذبا
يشكو السقام بفالج متوصبا؟
والدهر خصص بالبقاء الأنسبا؟
إلا أن الرصافي لم يكن بحدة الزهاوي وجرأته عندما طرح أفكاره حول وضع المرأة في المجتمع والدفاع عن حقوقها، فقد اتجه بطروحاته نحو الإصلاح الاجتماعي، متناولاً قضايا حقوق المرأة والعائلة ضمن المجتمع الشرقي، وبالتأكيد فإن الزهاوي والرصافي عندما تهيأت لهما هذه الحرية الفكرية في طرح أفكارهما حول قضية المرأة في المجتمع الشرقي، فإنهما كانا قد تأثرا بالأنموذج الغربي، وبما وصلت إليه المرأة الغربية من مكانة وكفاءة في الغرب وبشكل خاص في فرنسا التي كانت ثقافتها وأخبارها مهيمنة في العاصمة العثمانية وفي الأقاليم التابعة لها، وهي التي كانت تؤلف البيئة الثقافية والفكرية لكاتبينا (الزهاوي والرصافي) ولكثيرين غيرهما من أبناء النخبة العراقية المثقفة.

عن رسالة (تاثير الفكر الفرنسي على النخبة العراقية)