يهود العراق في العهد العثماني

يهود العراق في العهد العثماني

■ نور محمود عبد المجيد
بعد الاحتلال المغولي لبغداد عام ( 656 هـ 1258 م ) أصاب اليهود ما أصاب العراقيين، وتناقص عدد اليهود على أثر سوء أحوالهم الاجتماعية، والمادية، والأدبية . بعدها جاء الاحتلال العثماني لبغداد في عهد السلطان العثماني سليمان الأول القانوني( 1520ـ 1566 م )، الذي أحتل بغداد عام 1534 م ليمثل مرحلة جديدة في حياة العراقيين،

ومنهم اليهود الذين شغلوا في أثناء القرن الثامن عشر ميلادي مناصب مهمة في الإدارة كمستشارين ومصرفيين للولايات العراقية . تحسنت أوضاعهم تحسناً ملحوظاً في نهاية النصف الأول من القرن التاسع عشر الذي شهد تطورات سياسية . متمثلة بالتنظيمات العثمانية التي عملت على تغيير موقف الدولة العثمانية وإصلاحه تجاه غير المسلمين .فقد أصدر السلطان عبد المجيد الأول ( 1839 ـ 1861 ) مرسومه الإصلاحي خط شريف كولخانة في الثالث من تشرين الثاني عام 1839، قدم بموجبة ضمانات بأحترام حريات وحياة الأفراد وأملاكهم وتبعه أصدار مرسوم ثانٍ عرف بـ( خط شريف همايون ) في الثامن عشر من شباط عام 1856 الذي جدد فيه السلطان عبد المجيد الأول رغبته في تحقيق المساواة بين رعاياه جميعاً بغض النظر عن ديانتهم ومذاهبهم ، فمنحوا حقوقاً متساوية مع المواطنين الآخرين وتوقفوا عن دفع ضريبة الجزية، وطلب منهم أن يدفعوا ضريبة جماعية تعفيهم من الخدمة العسكرية وعرفت هذه الضريبة بـ ( البدل العسكري ) .
وفي عهد مدحت باشا ( 1869 ـ 1872 ) عاش يهود العراق عيشاً رغيداً، فقد بدأ مدحت باشا حكمه بأصلاح أمور الدولة)، وباشر فرض النظام والسلطة، ونجح إلى حد كبير في أن يطبق شعار ( حرية ، مساواة ، عدالة) على كل المواطنين.ونال اليهود نصيبهم من هذه السياسة العثمانية التي أنتهجها مدحت باشا كونهم من رعايا الدولة العثمانية .
وشهدت أوضاع يهود العراق تطوراً آخر في عهد السلطان عبد الحميد الثاني(1876 ـ 1909) بإعلانه الدستور العثماني في كانون الأول 1876نصت المادة السبعة عشرة منه على " أن العثمانين جميعهم متساوون أمام القانون كما أنهم متساوون كذلك في حقوق ووظائف الدولة ما عدا الأحوال الدينية والمذهبية". ومن الجدير بالذكر أن الدستور قد أحتوى على (119) مادة تضمنت المواد من (8ـ 26) أموراً تتعلق بحقوق رعايا الدولة العثمانية العامة. وفي شكل النظام السياسي للدولة ، الذي يقوم على اساس التمثيل النيابي ويتكون البرلمان العثماني (الجمعية العمومية) من مجلسين : المبعوثان ( النواب) والأعيان ( الشيوخ ) الذي أفتتح في (19 أذار 1877 ) وقد منح التمثيل لأصحاب الثروات في المجالس المحلية والإقليمية والتشريعية . وأنتخب مناحييم صالح دانيالم مثلآ عن يهود العراق. ولم تمر سوى مدة حتى عطل السلطان عبد الحميد الثاني البرلمان في( 13 شباط 1878) وعلق العمل بالدستور، وبعد الانقلاب الذي قادته جمعية الاتحاد والترقي 23 تموز 1908،أجبر الانقلابيون السلطان عبد الحميد الثاني على أصدار أمر بأعادة العمل بدستور 1876، والسير بموجب شعارات الحرية، والعدالة، والمساواة في الحقوق والواجبات لكل رعايا الدولة العثمانية بلا تمييز من الناحيتين الدينية والقومية ، وصدر الأمر بعد ذلك بأنتخاب النواب لمجلس المبعوثان، الذي أعيد تشكيله من جديد، وأصبح ليهود العراق أربعة ممثلين: أثنان في بغداد وواحد لكل من الموصل والبصرة .وانتخب ساسون حسقيل نائبا عن بغداد وأعيد أنتخابه في دورات المجلس حتى نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918 .
منحت الإصلاحات التي جرت في الدولة العثمانية في أثناء القرن التاسع عشر يهود العراق الكثير من الحقوق التي أسهمت في تطور الأقلية اليهودية وتقدمها في مختلف المجالات، ولاسيما المجال الاقتصادي ،فقد كانت لهم في الجانب التجاري سيطرة شبه مطلقة على السوق المحلية في العراق ، وأصبحت لهم علاقات تجارية واسعة مع الدول الأجنبية، لدرجة أن تجارتهم أمتدت لتصل إلى بريطانيا والهند والشرق الأقصى . وكانت المواد الرئيسة في التجارة اليهودية هي سلع مانشستر (الصوف) ويعاد تصديرها إلى إيران، وقد درت عليهم أرباحاً طائلة ،وحينما أفتتحت قناة السويس عام 1869 تحول مجرى التجارة العراقية من الشرق إلى الغرب، وربطت ميناء البصرة مباشرة بالدول
الأوربية ، مما أدى إلى زيادة عدد اليهود المشتغلين بالتجارة في بغداد والبصرة بشكل ملحوظ .
كانت لمهارتهم التجارية ، وأتقانهم اللغات الأجنبية ، ووجود قسم من الأسر اليهودية في الهند والشرق الأقصى وأوربا ولاسيما مانشستر ،عوامل ساعدت على تطور تجارتهم وازدهارها، وقد وجدت المؤسسات البريطانية أنه من الصعوبة منافسة اليهود في هذا المضمار، وقد كانت الأقمشة المادة الرئيسة للتجارة اليهودية في مانشستر،إذ بلغ عدد الشركات اليهودية في مانشستر ولندن أكثر من عشرين شركة، وكان هناك عدد مماثل في (كرمنشاه وهمدان ) في إيران.
أما في مجال الوظائف في غضون الحكم العثماني فان نسبة اليهود في الوظائف الكتابية كانت قليلة وربما يعود ذلك إلى عدم استطاعة معظم اليهود يستطيعوا القراءة والكتابة باللغة التركية ، ولم يكن بأمكانهم كذلك أن يشغلوا وظائف عسكرية ولا أدارية ولا أستراتيجية معينة، لأسباب أمنية لذلك تركزوا في وظائف أقتصادية ومالية. وفضلاً عن ممارسة التجارة والصيرفة أتجه اليهود إلى تملك الأراضي فقد ظهرت طبقة من الملاكين اليهود أمتلكوا البساتين والحقول الزراعية المنتشرة في مدن عراقية متعددة مثل بغداد ،و الحلة ، والديوانية وعانة.
إن سيطرة التجار اليهود على أغلب الحلقات التجارية كان لابد أن يصاحبه وجود كبير لهؤلاء التجار في الغرف التجارية ، وقد شارك اليهود في غرفة تجارة بغداد . التي أسست عام 1910 فكانت أول غرفة تجارية بالمعنى
الصحيح . وكان من اليهود المشاركين فيها شاؤول معلم حسقيل رئيس ثان للرئيس ويهودا زلوف مستشارا ثانٍ.
أما الأعضاء فهم : إبراهيم معلم إسحاق، وشاؤول شعشوع. وقد ترتب على سيطرة اليهود على الغرف التجاريةالعراقية أن فرضوا هيمنتهم على السوق ، من طريق منح الوكالات لليهود العراقيين أو فتح فروع للشركات الأجنبية بالعراق، وتحديد أسعار البضائع المصدرة إلى الخارج ولاسيما الحبوب والتبغ ، إذ شكلوا الأغلبية العظمى في لجان تحديد التسعيرة.
أما من الناحية التعليمية فإن ( مدارش تلمود توراة ) تعد أول مدرسة أسست في بغداد عام 1832 احتوت على (27) صفاُ و (2049) طالباً ، وتعد هذه المدرسة هي الأساس في تعليم اللغة العبرية، و الأرشادات الدينية)، والمحافظة على الديانة اليهودية .
وفي العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر بدات الجماعات اليهودية في العراق تستفيد من المساعدات الأجنبية ليس من الجماعات اليهودية الغنية في الشرق الأقصى فقط بل من التأسيس المباشر للمدارس أسستها جمعية الأتحاد الأسرائيلي وكانت جمعية الاتحاد الإسرائيلي ترمي من وراء تأسيس المدارس اليهودية تعليم أبناء الطائفة اليهودية، ونشر اللغة العبرية، وبث الثقافة الغربية بين أبنائها. ولتحقيق هذه الأهداف أسست جمعية الاتحاد الإسرائيلي مدارس متعددة في بغداد، وخارجها، وفي حقبة العهد الدستوري سارت حركة نشر التعليم في أوساط اليهود بخطوات سريعة وعلى أثر ذلك تأسست جمعية التعاون .
1ـ مدرسة الأتحاد الإسرائيلي : أسست في بغداد عام 1864 وتعد ثالث مدرسة يهودية بعد باريس، وفلسطين أسستها جمعية الأتحاد الإسرائيلي. وكان أول مدير لها يهودي فرنسي ( المسيوماكس )الخبير بفن التدريس، ويعاونه ( أسحق لوريون الساعاتي ) ولقد نظمت الدراسة فيها على غرار المدارس الإبتدائية الأوروبية ، وأدخل فيها تعليم اللغة الفرنسية والإنكليزية والعبرية والعربية والتركيةفضلاً عن الحساب، والطبيعيات، وعلم الأشياء، والكيمياء، والجغرافية، والتاريخ. وبلغ عدد طلابها حين أفتتاحها في (10/كانون الأول / 1864 ) (43) تلميذاً في الربع الأول من العام الدراسي ( 1864 ـ 1865 ) ثم أصبح العدد في منتصف العام المذكور إلى (75) تلميذاً.
أما نفقات المدرسة فكانت خطة جمعية الأتحاد الإسرائيلي أن تتولى نفقات المدرسة في البداية، ثم تلقي بعد ذلك تبعه الانفاق على عاتق الطائفة بصورة تدريجية ثم تزداد مساهمة الطائفة في تمويل هذه المدارس عام بعد آخرالى أن تشكل القسم الأعظم من نفقات المدرسة. وعليه أهدى الثري( البرت ساسون )(7)عام 1874 م بناية للمدرسة أطلق عليها أسمه وضمت كنيساً عٌرف بأسمه أيضاً(8) ونجد في الوثائق البريطانية رسائل متعددة من مدراء المدارس اليهودية إلى حكومة الهند الشرقية تطلب منها المساعدة لغرض تحسين التعليم الإنكليزي الذي قدمته هذه المدرسة موضحة بذلك الدور الذي أسهمت فيه مدارس الإليانس في نشر اللغة الإنكليزية ،الذي يعود بالفائدة للتجارة الإنكليزية ولاسيما أن الكثير من تجارة بغداد كانت بيد اليهود.
2ـ مدرسة الأليانس الإسرائيلي للبنات : أسست في عام 1893 م وهي أول مدرسة لتعليم بنات الطائفة، وكان منهج الدراسة مشابهاً لمنهج المدرسة الأتحاد الإسرائيلي للبنين وقد أزدهرت هذه المدرسة على مر السنين وأصبح عدد طالبتها (788) عام 1913
3ـ رفقة نورائيل الإبتدائية : أسست عام 1902، بلغ عدد طلابها عام 1911 ( 255 ) طالباً.
4ـ مدراش منداني : أسست عام 1907 ، أسسها ( إبراهيم عبد الله ) على روح أخته ( منداني ) ،والمنهج المتبع فيها هو تعليم الدين اليهودي واللغة العبرية والحساب .
5- مدرسة التعاون : أسستها جمعية التعاون عام 1909 وكانت تسمى كذلك مدرسة ( راحيل شحمون ) على أسم الذي تبرع ببناء دار لها وهو الخواجة ( أليا شحمون) وسميت باسم زوجته ( راحيل ) تخليداً لها . كان عدد طلابها عام 1913 ( 180) طالباً .
6- مدرسة هارون صالح المختلطة :أسستها جمعية
الأتحاد الإسرائيلي عام 1909، بلغ عدد طلابها سنة 1911 ( 236 ) طالباً بينهم (120) طالبة .
7- مدرسة الغاوون مناحيم دانيال : أسسها مناحيم صالح دانيال عام 1909 وأوقف قسماً من أملاكه ، بلغ عدد طلابها عام 1910 ( 248) طالباً.
8- مدرسة البالديم الإسرائيلية : أسستها جمعية الأتحاد الإسرائيلي عام 1910
9- مدرسة الوطن : وهي مدرسة مسائية لتدريس العلوم واللغات فتحت في (21 ، أذار / 1912 ) .
وبعد أن أثبتت الدراسة في المدارس المذكورة آنفآ ببغداد نجاحها أسست جمعية الأتحاد الإسرائيلي مجموعة من المدارس في خارج الولاية ففتحت مدرسة في البصرة عام 1903 ومدرسة في الحلة 1907 وأخرى في الموصل عام 1907 وكان عدد طلابها عام 1910 (204) طالباً ، ومدرسة في العمارة عام 1910 . ومدرسة في خانقين تأسست في أواخر عام 1911 وكان عدد طلابها عام 1913 (70) طالباً .
لم يقتصر نشاط اليهود في مجال التعليم فحسب بل نشطوا في مجالات أخرى ، فعملوا على تأسيس المطابع فأسسوا أول مطبعة عبرية في بغداد عام 1863 على يد ( موسى باروخ مزراحي ) ومطبعة ( رحمايم ) عام 1868 والتي طبع فيها ما يقارب (245) كتاباً، وكانت مطبوعاتها تلقي رواجاً بين الطوائف اليهودية في الهند و الصين . وقد أسس اليهود أيضآ مطبعتين ( بيخور ) عام 1884 ودنكور .
وفي عام 1863 صدرت أول صحيفة عبرية في العراق أسمها ( همجيد ) ( الواعظ ) وشهد عام 1909 صدور صحف كثيرة منها ( الشرق )،و ( الزهور ) و( بين النهرين ) ، وفي عام 1912 صدرت صحيفة ( تفكر )، وكانت تصدر باللغتين العبرية والتركية ،
أما من الناحية الاجتماعية فقد بدأ يهود العراق منذ عام 1870 بالزحف نحو الجنوب ويعود سبب ذلك إلى أفتتاح قناة السويس 1869م وتحويل طرق المواصلات التجارية من الشمال العراقي إلى الجنوب فضلاً عن التغييرات التي حدثت في أثناء حكم الوالي العثماني ( مدحت باشا ) ( 1869 ـ 1872 )، التي شملت أصلاح الأراضي، وتأسيس مدارس حديثة وتهدئه العشائر في وسط العراق وجنوبه وحماية المدن من الهجوم البدوي .
وقد عدت الطائفة اليهودية في العراق نفسها دائماً جزءاً متممآ للشعب العراقي يرتبط بعضهما ببعض بصلات قوية بالبلاد . ويعود سبب ذلك إلى قدم وجودهم في المنطقة ، فضلاًًًًً عن أن التأثيرات الغربية على يهود العراق لم تكن أقوى مما كانت عليه بين سائر سكان العراق إذ لم تعزلهم عن مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية من حولهم، فبقوا على عادتهم ومنازلهم ولغتهم مشابهين لأهل البلاد ، على الرغم من التسهيلات التعليمية التي قدمتها جمعية الأليانس التي جعلت معرفة اللغة الانكليزية والفرنسية عندهم أكثر شيوعاً من بقية المسلمين ، إلا أن اللغة العربية بقيت هي اللغة الأم بالنسبة لليهود ما عدا اليهود الأكراد الذين يتكلمون السريانية.وكان للطائفة عدد كبير من المؤسسات الخيرية والصحية فمنذ العهد العثماني وجد في بغداد جمعية أسمها ( Shamre Miswal ) تأسست 1868 لرفع مستوى التعليم ولاسيما بين الطبقة الفقيرة والأيتام والغرباء والمسافرين، وأنشئت مستوصفات ومستشفيات حكومية في عام 1910 وقد أنشىء مستشفى يهودي حمل أسم ( مير الياس )، وفي عام 1914 أنشىء مستشفى للمصابين بأمراض العيون حمل أسم ( ريما خضوري ) وكانت الأدوية والعلاج تعطى مجاناً للفقراء.
أما الناحية الدينية فقد تمتعت الأقليات الدينية في العهد العثماني الأخير باستقلال ذاتي في الأشراف على أمورها الدينية وإدارة مؤسساتها الخيرية والتعليمية. وكان على رأس الطائفة اليهودية جهازان، ديني، ومدني فكانت الأمور الروحية بيد رئيس الحاخامات ( حاخام باشي ). الذي يعينه الباب العالي ، ولم يكن(الحاخام باشي) زعيماً روحياً فقط بل كان في الدرجة الأولى رجل أعمال يمثل الطائفة أمام الحكومة وينقل أوامرها إلى الطائفة. وكان ( النسيء ) وهو من أرفع الأسر مكانه يتولى مهام رئيس الطائفة، وتصريف شؤون اليهود، ولكن بشكل غير رسمي ويقوم بمهام المستشار المالي للولاة في بغداد ، ومركزه في طائفته جعله مسؤولاً عن الضرائب التي يدفعها اليهود في المدينة أو المقاطعة. ويأتي بعد هذين الزعيمين مجلسان أحدهما يختص بالأمور المدنية يعرف بـ (المجلس الجسماني)، والثاني يتولى المهام الدينية (المجلس الروحاني) وثمة مجلس ثالث مؤلف من (60) عضواً يمثلون بغداد ومن (20 ـ 40) عضواً للمدن الأخرى، مهمته أنتخاب رئيس للطائفة كل أربع سنوات ويعرف هذا المجلس بـ ( المجلس العمومي).
ومع ذلك يبقى الأثرياء هم المتنفذون فعلاً في الطائفة مثلاً ( السيد الياس ، صاحب أسهم، مناحيم صالح دانيال - مالك أراضٍ ، وجوزيف شيمتوب ـ مصرفي ، وشاؤول حاخام حسقيل ـ تاجر ـ وحزقيال يهودا ـ تاجر ، ويهودا زلوف ـ تاجر ، وشاؤول شعشوع- مصرفي وتاجر ومالك أراضٍ ،وصهيون عبودي، مرابٍ) وهؤلاء هم الذين يبحثون عن الاحتياطات في حالات الطوارئ ، ويمثلون الوفود الذاهبة إلى الوالي ، ويقع الحاخام الكبير تحت نفوذ هؤلاءالأشخاض وإن جاز التعبير كان الحاخام مجرد دمية في أيديهم .