حرم قاسم امين تتحدث عن: بنات اليوم!زوجي طالب بالسفور وانا محجبة!

حرم قاسم امين تتحدث عن: بنات اليوم!زوجي طالب بالسفور وانا محجبة!

انصار قاسم امين وخصومه د يجدون فائدة او متعة في قراءة هذه المقابلة النادرة مع زوجته، والتي نشرت في العام 1941، ونحن نعيد نشرها هنا للتذكير بالمسافة القائمة، دائما، بين الفكرة والتطبيق:

انصار قاسم امين وخصومه د يجدون فائدة او متعة في قراءة هذه المقابلة النادرة مع زوجته، والتي نشرت في العام 1941، ونحن نعيد نشرها هنا للتذكير بالمسافة القائمة، دائما، بين الفكرة والتطبيق:
كان المغفور له قاسم امين بك اول من نادى بوجوب تحرير المرأة، ولقي من خصومه النقد والهجوم والاذى، ولو بعث اليوم قاسم امين ورأى المرأة المصرية في المجتمع الراهن فماذا كان يقول؟. وقد رأينا ان نسأل قرينته الجليلة عن رأيها فيما ترى عليه اليوم فتيات الامة وسيداتها.
-هل ترين ان فتيات اليوم حققن الغرض من دعوة المرحوم قاسم امين؟
-دعا قاسم امين الى تعليم المرأة وتهذيبها حتى تساهم مع الرجل في تكوين الاسرة الصالحة وتهيئ للاجيال القادمة ذرية نافعة ونسلا كريما، وقد دعا الى السفور ولكن بنات اليوم تجاوزن الحد من سفورهن الى مالايليق الصمت دونه.
سمعت ان بعض السيدات والفتيات من اسر كريمة يشربن الخمر ويقامرن ويرقصن مع الشبان الاجانب، فحز هذا في نفسي، لانني وجدتهن جاهلات لايفهمن معنى الحرية ولايقدرن حق الفضيلة والاحتشام.
واني لا اعتقد ان التعليم والسفور ليسا هما المسؤولين عن هذه النتائج السيئة، ولكن سبب ذلك في الغالب يرجع الى اختلاط فتيات الاسر الشريفة بمن هن اقل شأنا وتربية في المدارس، لذلك حرص زوجي قاسم امين على ان يتلقى بناتنا دروسهن في المنزل على ايدي اساتذة ومربيات، ولن يذهبن الى المدارس قط.
ولكي تدرك السيدات والفتيات مبلغ حرصا على الحشمة ورعاية الاخلاق- رغم دعوة قاسم امين الى السفور- اقول اننا تعودنا قضاء الصيف في رأس البر، وكنت احرم على فتياتنا الاستحمام الا في الساعات المخصصة للسيدات.
واذكر لك بهذه المناسبة انني وزوجي كنا نمضي سهرات سعيدة في بيت الامة مع المرحوم سعد زغلول والسيدة الجليلة حرمه صفية هانم، وفي هذه السهرات كنا نسمر في كثير من الشؤون العامة بعيدين عن التقول وذم الاخرين.
ذلك هو الاختلاط الذي دعا اليه قاسم امين، واشترط ان يقوم على اسس من الفضائل والاخلاق الكريمة، لا هذه المجتمعات التي يقضي الوقت فيها باجتراع الخمور والرقص ولعب القمار.
-لماذا احتفظت بالحجاب الى عهد قريب؟
-كان زوجي يقصد من الدعو الى الحجاب ان ينهض جيل جديد، يقاوم الحياة باخلاق وتقاليد مبنية على الكرامة والاعتداد بالنفس، ولم يكن يقصد ان تنزع سيدات عصره حجابهن، وخاصة ان اولئك السيدات ماكن على قسط من التعليم، وان من الجيل القديم وللعادة حكمها، وقد حرصت على بقاء الحجاب بعد زوجي الذي توفي في الخامسة والاربعين وكان يكبرني بخمس سنوات.
وفي الوقت الذي توفي فيه زوجي كان يكفي ان تسير السيدة سافرة حتى تتناولها السن السوء بالطعن والاذى وخاصة اذا كان ارملة فبقيت بالحجاب حتى وجدت الكثيرات قد رفعنه.
هذا رايي وارجو ان تكون (الاثنين) رسول خير لاسماع صوتي الى سيدات وفتيات هذا الجيل، اللواتي فهمن الحرية غلى غير حقيقتها، واني لارجو منهن ان يستخدمن هذه الحرية في خدمة وطنهن المعذب، وخاصة في تلك الظروف العصيبة، وان يتبرعن باثمان المساحيق ووسائل التجميل في الترفيه عن البؤساء... ان المرأة التي لاتحجب وجهها بهذه المساحيق اجمل في نظري من تلك التي تلبس قناعا منها يخفي مالها من جمال طبيعي..


الاثنين والدنيا / تشرين الاول/1941