ذكريات في الفن.. عفيفة إسكندر

ذكريات في الفن.. عفيفة إسكندر

عادل أبو شنب
قرأت أن المطربة العراقية المشهورة التي ارست دعائم الأغنية البغدادية كما يقول النقاد العراقيون- قد ولدت في أوائل عشرينيات القرن الماضي في مدينة الموصل في أسرة فنية فأبوها كان عازفا وكذلك أمها وأنها عاشت في هذا الجو فقد جاءت بديلة عن أمها -

عندما مرضت هذه - وغنت أول مرة في مدينة أربيل ومن جملة ماغنت ( يا جارة الوادي) لمحمد عبد الوهاب وقد تزوجت من رجل اسمه اسكندر فعرفت باسم عفيفة اسكندر وكانت في الحادية عشرة من العمر في حين كان زوجها في الخمسين!‏
كان للزوج اسكندر الفضل في إبرازها كمغنية جيدة في عام 1935 م جاءت بغداد لأول مرة وراحت تغني على مسرح الهلال ثم سافرت إلى القاهرة عام 1938م وغنت لأول مرة من اذاعة القاهرة أغنية (إن كان حبيبك من عسل) وهي من ألحان محمود الشريف ثم عادت إلى بغداد لتعتني بأمها المريضة وصعدت بذلك إلى المرتبة الأولى كأحسن مطربة عراقية وسجلت عددا من الأغاني وبلغت الذروة عندما اشتركت في فيلم (ليلى في العراق) عام 1955م.‏
وتتحدث عفيفة اسكندر عن والدتها فتقول: إنها عازفة ماهرة وتستطيع أن تعزف على أربع آلات موسيقية هي: البيانو - والكمان- والعود كما أن والدي كان يتقن العزف أيضا.‏
وتضيف إن والدتي هي التي حمستني على سلوك طريق الغناء ولولاها لبقيت كباقي النسوة. ولعل أشهر أغانيها على الاطلاق الأغنية التي عرفتنا بها هنا في سوريا وهي أغنية ( عمي يا بياع الورد) التي قد تكون لغيرها تقول الأغنية في مطلعها:‏
عمي يا بياع الورد قولي الورد فين‏
وقد راقت لنا هذه الأغنية في شبابنا حتى صرنا نرددها بيننا وبين أنفسنا لأنها كانت عراقية النفس تحمل الكلام العراقي المحبب:‏
عمي يا بياع الورد قولي الورد فين‏
بلاش تدوس على الورد ونساوي خلة خلة‏
إن ذكرياتي عن المطربين والمطربات العرب كثيرة وليست ذكرى عفيفة اسكندر وحدها الخاضعة لديكتاتورية ذاكرتي!
جريدة تشرين السورية