فكري اباظة

فكري اباظة

قالت نجاة الصغيرة:
- انني احب فكري اباظة، حديثه لطيف، واسلوبه في الكتابة ظريف، وقبل هذا وذاك دمه خفيف! ولا يجتمع اللطف والظرف والخفة عند انسان معروف الا اذا كانت روحه رياضية..

وهو ككاتب، من النوع الذي يخلق كثيرا في الخيال، واعتقد انه يستجمع خيالاته من بين حلقات الدخان الذي ينفثه من فمه وانفه وهو يكتب، فاذا استعصى عليه الخيال استنجد بجاسوسته الحسناء، التي لا بد انها خبيرة بمختلف انواع النساء!!
ويخيل الى انه لم يتزوج لانه يميل للانطلاق والحرية، وعندما يفضل الرجل الانطلاق والحرية، فخير له ان يظل اعزبا كفكري اباظة!!

وقد دهش فكري اباظة من رأي نجاة الصغيرة وقال:
- نسيت الصبية تاريخ الطفلة نجاة معي.. فلي الفخر بانني اول من اكتشفها وهي تغني في الاسكندرية، وقد اعجبت بها كل الاعجاب، وكتبت عنها مقالا تنبأت فيه بنبوغها، وطلبت من الحكومة الحجر عليها لتعليمها وتخريجها.. ومع ذلك فقد كبرت الطفلة ونسيت ذلك التاريخ، وشاء الزمن العجيب ان تحكم علي مع فارق السن.. وبيض يفقس بيض!
امينة رزق
وقالت امينة رزق:
- فكري اباظة في نظري هو الانسان الكامل!
اسلوبه فكاهي جميل، وروحه حلوة عذبة، وحديثه شهي جذاب، ويخيل الي ان السن لن تتقدم به مهما شاخ، وانه يستطيع بعد خمسين سنة اخرى ان يجلس بين مليون شاب، ويبرز عليهم بظرفه ورقته واسلوبه.
دخله ونفقاته لا استطيع ان اخوض فيهما، لانهما من اخص شئونه التي لا يعرفها الا المقربون اليه، ممن يدخلون في حياته الخاصة!
اضرابه عن الزواج سبق له ان فسره بحدوث عقدة نفسية له في طفولته وانا اعتقد ان هذا التفسير صحيح لانني لمسته في شخصي، فاذا استطاع ان يتخلص من هذه العقدة فسوف تتهافت عليه الفتيات، لان روحه تغري بنت الثمانية عشرة اكثر مما يقربها شاب فيه كل الصفات المحببة، ولكنني اعتقد ان هذه العقدة لن تفارقه كما انها لم تفارقني!!

وقد سر فكري اباظة برأي امينة رزق وقال:
- الله يجبر خاطرك كما جبرت خاطري يا امينة، وما دمت تشكين العقدة النفسية وانا اشكوها ايضا، فلماذا لا نصل بين العقدة والعقدة فنتخلص منهما؟!..
هدى سلطان
وقالت هدى سلطان:
- يبدو لي ان فكري اباظة من النوع المعتد بنفسه جدا في جميع النواحي، حتى فيما يتعلق بجماله رغم انه جاوز الخمسين!
ولفكري الحق في ان يعتد بنفسه، فهو كاتب رشيق، اسلوبة جميل، ودمه خفيف، الا ان جماله مثلا محل طعن ونقض وابرام!!
ويخيل الى ان اعتداد فكري بنفسه يلازمه حتى وهو يكتب فترى له مثلا سكرتيرة جميلة، يملي عليها مقالاته، ويسرح في شعرها الطويل المسترسل عندما يتوقف عن الكتابة، وهذه السكرتيرة غير الجاسوسة الحسناء طبعا!!.
اما ارباحه فانها لا تقل عن 500 جنيه في الشهر، ونفقاته قد تلتهم اكثر من نصف هذا الدخل، لان فكري من النوع الذي يعرف كيف يعيش، وكيف يتمتع بالحياة!
وعزوبته كما يبدو لي مرجعها (الثقة)، فقد تكون ثقته بنفسه او بالمراة ضعيفة.. ضعيفة في ناحية الانسجام والتفاهم.. هي مسالة (ثقة) على اي حال!!
ولكن لا شك انه من النوع الذي يحب النساء، حبا مقترنا بالخوف، وهذا هو سر نفوره من الحياة الزوجية!
وقد زمجر فكري اباظة من راي هدى سلطان في جماله وقال:
- تكلمت هدى عن جمال وعن الطعن والنقض والابرام فيه، ولعلها لا تعلم كم نجحت قضايا الطعن والنقض والابرام فربحها اصحابها.. ولقد عرفت هدى سلطان اخيرا، وضاعت على ايام وشهور قبل ذلك.. وهي مثقفة، عذبة الحديث، بارعة تستطيع ان تكتشف الناس دون ان تعرفهم وانا اترك حكمها لضميرها ولكنني استانفه بعد ان عرفتني!!.
نعيمة عاكف
وقالت نعيمة عاكف:
- يؤسفني انني لم اتعرف حتى الان بفكري اباظة، وان كنت اقرأ له معظم ما يكتبه، واستمع لمعظم احاديثه، فانه كاتب مرح، ومحدث بارع، خفيف الروح، حلو الدعابة.
واعتقد انه يبدو للناس بشوشا ضحوكا، رغم انه يطوي بين جنبيه الما عنيفا، قد يكون احساسه بالندم، لانه ضيع العمر، دون ان ينجب ولدا يذكره، ويحمل اسمه!
وهو على ما يلوح لي انسان منظم، يكتب بيده اليمنى وبقلم حبر من اجود الماركات، ويجلس على مكتب انيق وهو بكامل ملابسه، ورغم قلمه الحبر فقد تجد على المكتب محبرة ونشافة!
واحجامه عن الزواج يرجع بغير شك الى اعتداده بنفسه، ورغبته في الحصول على زوجة خالية من العيوب، وهذا امر بعيد المنال، ان لم يكن من المحال، وطبيعي ان القطار قد فاته الان، ولو عاد بالمشوار فلن يدرك السبنسة!!

وقد اعجب فكري اباظة برأي نعيمة عاكف وعقب عليه قائلا:
- عرفتني نعيمة اكثر وادق مما عرفني الذين يعرفونني... فلعل ذكاءها قد وصل الى اعماقي دون ان تعرفني. ماذا لو طلبنا المزيد وسعدت بمعرفتها وعرفت المزيد من معرفتي.. ارجو لها دوام التوفيق.