الزوجة والسلاح وصائب سلام !

الزوجة والسلاح وصائب سلام !

بيروت – من لطفي رضوان
التوتر يسود بيروت.. الرصاص يطلق من جديد.. حوادث الخطف تتجدد.. بيت صائب سلام يتحول من جديد الى قلعة.. عادت الحراسة اليه وعادت معها المدافع الرشاشة والبنادق والمسدسات في ايدي حراسه من شباب المقاومة الشعبية.

كل هذا وغيره نقلته الى الانباء وانا بدمشق، فنزلت مسرعا ابحث عن سيارة تنقلني الى بيروت.. الى قلعة صائب سلام في قلب بيروت ولما رآني القائد الثوري الكبير قال لي مبتسما:"لقد خاطرت بالعودة الى هنا"..
فقلت له:"دع مخاطرتي جانبا وقل لي.. الا تشعر انت بالخوف وبيتك هكذا مهدد كل يوم بالنسف بقنابل اعدائك!".
اجاب:"طبعا خفت.. خفت اكثر من مرة، ولكن ليس من القنابل بل من حماس وثورة شبابنا العربي الحر.
"خفت عندما سمعت ان بعضا من قادة المقاومة الشعبية قرر نسف بيت شمعون.
"وخفت عندما سمعت ان بعضا منهم قد قرر قتال رجال الاسطول السادس".
"وخفت عندما قرر بعضهم مهاجمة مقر الكتائب وتعذيب افرادها بالطريقة الوحشية التي يعذبون بها العرب من شباب المقاومة الشعبية".
"وقد تخلصت من خوفي عندما استجاب الشباب لتوجيهي ونصائحي وتبصيري لهم بالعواقب الوخيمة التي تترتب على ما كانوا ينون القيام به".
قلت:"هل تعتقد ان الثورة الشعبية قد اثمرت؟.. اعني هل نجحت ثورة الشعب على شمعون؟".
اجاب:"وأي نجاح!.. يكفيها نجاحا انها لم تمكن شمعون من تجديد مدة رئاسته"!
قلت:"ستنتهي الثورة بعد ايام بقمع فتنة الكتائب وستفقد انت لقب قائد الثورة، فما هو برنامجك بعد الاسبوع القادم؟!.
وضحك صائب سلام وقال:
"انا خالي شغل، ساكون عاطلا.. مواطن عاطل ايعجبك هذا التعبير؟.. لقد عشت خمسة شهور على صحتي واعصابي وان اترك الميدان حتى تستقر الامور تماما وتشعر الحكومة الوطنية التي نؤيدها جميعا بالاستقرار وتعود للبنان ابتسامته وحيويته، وعندئذ قد اسافر الى سويسرا او اسافر الى القاهرة".
قلت:"والان امامك مهمة خطيرة.. ارجاعي الى دمشق!"وضحك صائب سلام طويلا وقال:"اتخاف من الكتائب؟".
قلت:"نعم".
قال:"مادمت قد اعترفت بالخوف فسأعمل على توصيلك الى دمشق سالما.. ولكن بعد ان تتناول طعام العشاء معي".
وبعد العشاء اتصل صائب سلام باحد القادة وشرح له موقفي.. وجاءت سيارة من سيارات الجيش اقلتني سالما الى حدود دمشق.. مع الفجر.