ماركس فيلسوف كل العصور

ماركس فيلسوف كل العصور

عندما كانت الطبقة العاملة ومعها كل شغيلة العالم تعاني من قساوة اصحاب المصانع الكبيرة لطمس حقوقهم الطبقية والانسانية , ظهر شاب الماني (كارل ماركس) ليضع نظريته الفذة في الصراع الطبقي والقائمة علي نقد اجتماعي واقتصادي واثبت بان الوسائل المنتجة تولد حركة التاريخ طبقا لتصوراتها وتناقضاتها وان البشرية في نضالهم

مع الطبيعة وتناقضاتها في حركة دائمة لا تتوقف وان طريقة استثمارميزات الطبيعة في انتاج الحاجات المادية ليست منعزلة بل مجموعة مترابطة خلال عملية الانتاج وهذه هي علاقات الانتاج في النظرية الماركسية وهي في الحقيقة علاقات ملكية , مشاعية وعبودية او اقتصادية او رأسمالية و(الاشتراكية) وعلي اساسها يتم البناء النوقي (العلوي) لحقوق الطبقة العاملة والشغيلة عموما وان القوي المنتجة هي التي تنشئ الوضع الاقتصادي وعلاقات الملكية لكي تتطابق الاوضاع الاجتماعية مع الوضع الاقتصادي.
وقد اكد ماركس ظهور التناقض الطبقي والذي يعكس تناقض وسائل الانتاج وعلاقات الملكية هي اساس الصراع والذي يؤدي الي تغير القيم الفكرية وكانت صياغة ماركس لهذة الرؤية نتيجة الظروف التي عاشتها الرأسمالية في تلك الحقبة وقام بدراسة الاسباب التي تمنع العقل من ان يعكس بشكل مباشر لبنية الاشياء وبالتالي ماهي الاسباب التي جعلت الفكر الانساني في كل ادواره يري الاشياء طبقا لدعواه هو لا طبقا لذاتها (الاشياء) وان الاعماق وليدة السطوح وانه (ماركس) ينظر الي الواقع لا كشئ في ذاته وانما بتباعده مع نفسه.
لقد رفع ماركس الدعوة ضد الطبقة البرجوازية كما رفعتها البرجوازية ضد النبلاء والكنيسة واكد ان الايديولوجية تخفي مصلحة الطبقة العاملة وعلل قوله استنادا الي تطور التاريخ والتي تحول ممارسة السياسة في اتجاهين مختلفين احدهما الاتجاه الاصلاحي الديمقراطي والاخر الانقلابي الثوري.
الاتجاه الاول كان هم الاتجاه العام للاشتراكية في عدد من الاقطار الاوربية الغربية التي بدأ للاشتراكيين في ضوء ماحصل لها من التقدم السياسي والاقتصادي وان الثورة غير ضرورية , اما الاتجاه الثاني فقد سيطر علي الحركة الاشتراكية في اوربا الشرقية والتي لم تشهد ظروفا فكرية وسياسية واقتصادية مماثلة لظروف تحوي اوربا .
لقد درس (كارل ماركس)مستقبل الانسان ووضع العلاج لكل المشاكل التي تعاني منها الانسانية والطبقة العاملة حيث الفقر وسط وفرة وتدهور البيئة مع التقدم الصناعي والازمات الاقتصادية ونقص في المواد وانتشار غير محكوم لعملية التوفر واتساع المدن وفقدان الامن في العمل وبين العمال الطبقة الاكثر ضررا من هذة الفوضي واكد ان مشكلات العالم يعود لطبيعة النظام الاقتصادي والقائم غلي استغلال الانسان لاخيه الانسان حيث الدول الرأسمالية في الغرب والطبقات الرأسمالية المحلية تعيش علي استغلال الغالبية وتغرس فيهم الاستهلاك هدي للحياة ولذا فان فيلسوفنا يري ان السبيل الي تفادي كارثة عالمية هو بناء مجتمع جديد ذي طبيعة اشتراكية ينتهي الاستغلال وتتأكد مشاركة جماهير الطبقة العاملة بشكل خاص وعموم الناس في عملية الانتاج وفرض العدالة الاجتماعية بين شعوب العالم علي السواء و دون تميز كما و نادي الي تحقيق هياكل اقتصادية جديدة و مستقلة مع الألتزام في تحقيق التكامل في موارده و في جميع اوجه الحياة وكان كارل ماركس علي ثقة بأن ترك الامر لشعوب الدول المتخلفة لأختيار ما تريده وفقاً للأستراتيجية الاقتصادية والتنموية الخاصة بها ووضعتها هي علي هدي واقعها الجديد (النظام الاشـــــتراكي).
لقد حاول صاحب النظرية الأشتراكية العلمية التنبؤ بالمستقبل المشرق للأنسان و ان المجتمع مابعد الاشتراكية سيؤثرعلي الانسان في علاقتة ببيئته وفي تحديد مصير المجتمع وتكوينه وسوف يؤثر علي التحولات السيكلوجية في وعي الانسان وقيمه الاخلاقية وهكذا كان ماركس يضع الانسان في اهتمامه وفي المقدمة دائما علي ضوء الزيادة الانتاجية بل وفي ضوء زيادة انسانية الانسان