سيد درويش في حياة زكريا أحمد

سيد درويش في حياة زكريا أحمد

طارق هاشم
بين عباقرة الموسيقى والغناء العربي في القرن العشرين يبرز اسم الشيخ «زكريا أحمد» أحد أعمدة النهضة الفنية في مصر، والتي تحل ذكرى رحيله في الرابع عشر من شهر شباط ، إذ رحل الشيخ عن دنيانا في التاريخ نفسه من عام 1961، ليترك مقعده خاليا إلا من ذكرى حنين إلى زمنه زمن «زكريا أحمد» وموسيقاه الطالعة كغزال بري يتفقد حال محبيه، كثيرون منا تركوا أرواحهم تسبح خلف ألحانه بحثا عن سبيل يمحو جراحات طالما عششت معهم دون أمل في الشفاء،

كثيرون منا استضافت ألحانه دموعنا بجوارح مؤرقة، وحده «زكريا أحمد» استطاع أن يمد روحه كطوق نجاة للعابرين على شوارع يجهلونها، وحده ووحدها ألحانه استطاعت أن تطرد الغيم وتستبدله بباقة من النرجس الآمن.

ابن فن
في السادس من يناير في عام 1896 ولد الشيخ «زكريا أحمد» لأب يعشق الموسيقىوالغناء هو «أحمد صقر، وأم من أصل تركي تهوي الغناء بأنواعه ولا سيما «التركي» هي السيدة «فاطمة» سر تسميته أي الابن ب«زكريا» يرجع الى حدث قديم يتعلق بالأم التي كانت كلما انجبت «بنتا» عاشت، بينما كان الذكور يموتون، لذا راحت هي وزوجها يسميان اطفالهما من الذكور بأسماء الأنبياء حتى رزقوا ب«زكريا» بعد واحد وعشرين طفلا ماتوا «راجع السبعة الكبار في الموسيقىالعربية.. فيكتور سحاب.. دار العلم للملايين، طبعة أولي 1987» كانت الأشهر الأولي في حياة الطفل «زكريا أحمد» مصحوبة بالقلق والشك خوفا من أن يلاقي نفس المصير أي يموت كأخوته السابقين، إلا أن هذا لم يحدث، عاش زكريا وأرسله الأب الى كُتاب الشيخ «نكلة» قرب منزله في حي الأزهر، إلا أن شقاوته حالت بينه وبين الاستمرار في الكتاب، إذ قام بعضّ الشيخ منصور شيخه في ذلك الحين، فطرد من الكتاب، بعدها انتقل الى الأزهر حيث قضي سبع سنوات إلا أن طباعه ظلت كما هي، إذ كان يقلب دبابيس عمته حتى إذا حاول الشيخ ضربه على العمامة دميت كفه، مما نتج عن طرده من الأزهر في الثالثة عشرة من عمره بسبب ضربه للشيخ، من يومها اسلم الصبي «زكريا» روحه الى الموالد والأذكار في السرادقات لسماع كبار المقرئين والشيوخ والمطربين، وبعد الأزهر أدخله والده مدرسة «ماهر باشا» في حي القلعة إلا أنه طرد في اليوم الأول لأنه لم يكف عن الغناء، ما دفع ناظر المدرسة أن ينعته ب«مجنون الغناء» وظل يضرب ويطرد من فصل الى آخر، ومن مدرسة الى أخري، على أن يكف عن الغناء ولكن دون جدوي «المرجع السابق.. ص 94» هكذا ظلت حياة «زكريا أحمد» تتبدل وتنتقل من حال الى حال فعشق التسكع وهجر الجبة والقفطان وملابس المشيخة، مما أدي الى وقوع خصومة بينه وبين والده، فذهب الى أحد أقاربه، ومنه الى «طنطا» وذات مرة التقاه والده في الشارع فراح يقبله، إلا أن «زكريا» ظن أن هذه خديعة من الأب كي يعيده الى البيت، ففر هاربا الى أن دهسته سيارة فلم يفق إلا في بيت أبيه، بعدها حاول «زكريا» أن يقنع الأب بأنه لا يريد أن يدخل المدرسة بل يريد أن يعمل مقرئا فرفض الأب وطرد الأم التي كانت تعطف على ابنها «زكريا» وفارقت الأم الحياة وهي مطرودة، وتزوج الأب بغيرها فعرف «زكريا» نار زوجة الأب، كذلك حظر الأب جميع مساعدات أقاربه للصبي «زكريا» غير أن تدخل الكثيرين ساعد على إقناع الأب بأن مهنة المقريء ليست عارا، بل هي مهنة وقار واحترام، من يومها وحياة «زكريا أحمد» عرفت طعما جديدا إذا اقتحم المنتديات واقترب من عالمها الرحب.
في صحبة الشيخ «درويش الحريري»
في ندوة «صالح باشا ثابت» كان «عبد الحي حلمي» والشيخ «يوسف المنيلاوي» و« محمد سالم العجوز» والمطرب «أحمد صابر» والشيخ «عبدالرحيم المسلوب» والشيخ «أبو العلا محمد» كواكب مضيئة في كل جلسة، وانضم إليهم «زكريا أحمد» بعدها عهد أبوه الى الشيخ «درويش الحريري» في تعليمه وتحفيظه القرآن الكريم، لازم «زكريا» الشيخ الحريري عشر سنوات، لقد كان «درويش الحريري» جامعة فنية ما أن ارتبط به أحد من محبي الموسيقىوالغناء إلا وعلا شأنه في هذا المجال، وتحولت العلاقة ما بين «زكريا أحمد» والشيخ «الحريري» الى علاقة نسب إذ تزوج الشيخ «زكريا» شقيقة زوجته في 20 أغسطس من عام 1919، وقتها دفعه «درويش الحريري» الى الغناء في بطانة الشيخ «سيد محمود» خادم السيرة النبوية، إلا أنه لم يلتزم بها سوي أشهر قليلة «أنظر السبعة الكبار في الموسيقىالعربية.. فيكتور سحاب» عاد «زكريا» مرة اخرىالى فرقة الحريري، ومنها انتقل على يد «الحريري» ذاته الى بطانة الشيخ «على محمود» ويعتبر الشيخ «على محمود» المولود بالقاهرة في عام 1878 من أعمدة الإنشاد الديني ليس في مصر فحسب، بل في العالم العربي، كما كان من أهل العلم بالقراءات العشر، إضافة الى أنه درس الفقه على يد الشيخ «عبدالقادر المازني» راجع «مشايخ في محراب الفن.. د.خيري محمد عامر.. الهيئة العامة لقصور الثقافة، طبعة أولى 2006 سلسلة إصدارات خاصة».
تعلم «زكريا أحمد» على يد الشيخ «على محمود» أن يؤدي الأذان فجرا كل يوم على نغمة مختلفة، كما تعلم منه أيضا التجويد والسيرة والتواشيح، إذ كان الشيخ «على محمود» من تلاميذ الشيخ «عبدالرحيم المسلوب» و «عثمان الموصلي» عالم الموشحات التركية والشامية، ولا يخفي على أحد أن بطانة الشيخ «على محمود» كانت من أشهر البطانات في ذلك الوقت، ومن بطانة الشيخ «على محمود» انتقل الشيخ «زكريا أحمد» الى فرقة الشيخ «إسماعيل سكر» للقراءة والإنشاد، وساعتها انتشر صيته في القاهرة والأقاليم حتى استدعاه السلطان «محمد رشاد» الى الأستانة لإحياء إحدى الحفلات الكبيرة، وأنعم عليه بالنياشين، وكان الفضل في ذلك للشيخ «إسماعيل سكر» معلمه الثاني بعد الأول «درويش الحريري» ومعلمه وعديله في ذات الوقت «راجع سحاب».

سيد درويش في حياة زكريا أحمد
كان لكل من الشيخ «سيد درويش» و«أم كلثوم» الأثر الأكبر في حياة الشيخ «زكريا أحمد» إذ التقي بالشيخ «سيد درويش» في العشرين من عمره في الثالث من يناير من عام 1916 «أنظر السبعة الكبار في الموسيقىالعربية» وقتها اشتري «زكريا أحمد» تذكرتي سفر بالقطار الى القاهرة له واحدة وللشيخ «سيد درويش » واحدة إلا أن الشيخ «سيد درويش» لم يتمكن من السفر معه بسبب غضبه من مسرح «محمد عمر» لأنهم أعطوه خمسة عشر جنيها ذهبا أجر الليلة، بينما تقاضي المطرب «صالح عبدالحي» مائة جنيه، ما دفع الأول الى العودة للغناء في مقهاه الشعبي بالأسكندرية بخمسة وسبعين قرشا في الليلة «المرجع نفسه» ولم ييأس «زكريا أحمد» فأعاد الشيخ «سيد درويش» الى القاهرة وتكررت لقاءاتهما في فبراير 1916 ثم في 31 أغسطس 1918 وكذلك تضاعفت لقاءاتهما في عام 1921، وبحسب «فيكتور سحاب» على لسان الشيخ «يونس القاضي» في «مجلة المسرح» من عام 1926 ذكر القاضي أن زكريا أحمد قد عمل في فرقة سيد درويش الذي طلب منه أن يحل مكانه في مسرحية «البروكة» في دور «زعبلة» حتى يتعافي الشيخ سيد درويش من جراحة طبية أجريت له إلا أن الدور آل في النهاية الى «محمد عبدالوهاب» في المسرحية ذاتها، لم تقف علاقة الشيخ زكريا ب «سيد درويش» عند هذا الحد، بل امتد الأمر الى الإعجاب الشديد من طرف زكريا بالشيخ سيد درويش لدرجة دفعته الى التأثر بموسيقاه وألحانه ولا سيما تأثره بتلحينه الروايات المسرحية والغنائية على حد قول «سحاب» لذا كان من الطبيعي أن يرث الشيخ زكريا زعامة المسرح الغنائي عقب رحيل سيد درويش في مارس من عام 1923، كذلك ورث الشيخ زكريا عن الشيخ سيد صداقته للشاعر الكبير «بيرم التونسي» الذي كون مع زكريا ثنائيا غنائيا من أهم الثنائيات في تاريخ الأغنية المصرية والعربية، ولعل هذه العلاقة الحميمة نتج عنها فنا كبيرا أعني علاقة زكريا أحمد بالشيخ سيد درويش، إلا أنها كانت لها نتائج اخرىسيئة فعقب وفاة الشيخ سيد درويش حاول خصوم زكريا اتهامه بسرقة ألحان الشيخ سيد وتراثه حتى أن الشيخ «يونس القاضي» الشاعر المعروف آنذاك قد شن على الشيخ زكريا حملة كبيرة في مجلة« المسرح» كما اشترك في هذه الحملة «محمد البحر» نجل الشيخ سيد درويش ويذكر «فيكتور سحاب» ذلك مدللا على بعض الألحان ومنها أغنية «البرنيطة» لمطربة القطرين آنذاك «فتحية أحمد» ويختار من «البرنيطة» جملة «آدي وقت البرنيطة» ويرجعها الى جملة «شوف بختك في مراتك» من أغنية « الشيطان»، كذلك يشير الى لحن طقطوقة «إرخي الستارة اللي في ريحنا» وهي من ألحان الشيخ زكريا أحمد ويرجعها الى لحن «الفين حمدين» للشيخ سيد درويش كذلك أغنية «تركي أفندي» للشيخ «زكريا أحمد» وعلاقتها بأغنية «مصطفاكي بزياراكي» للشيخ سيد درويش، ويؤكد «سحاب» على أن الشيخ «يونس القاضي» هو محرك الحملة لسبب غير معلوم، كما يشير الى الغيرة المرضية ل«محمد البحر» على ألحان والده، والتي جعلته يحول دون عمل الموسيقيين في إحياء تراث الأب سيد درويش حتى الخامس عشر من سبتمبر من عام 1973، ذكري مرور خمسين عاما على وفاته - أي سيد درويش- وهو التاريخ الفاصل بحسب القانون المصري في اسقاط الحق عن الورثة، وبذلك أصبح فن «سيد درويش» ملكا عاما ليس من حق أي شخص أن يحتكره، لم يسكت «زكريا أحمد» على حضرة الحملة بل راح يتحدى متهميه أن ينشروا على الناس تدوين الألحان المسروقة دون أي استجابة منهم.

زكريا أحمد ولقاؤه ب«أم كلثوم»
في قرية «السنبلاوين» القريبة من قرية «طماي الزهايرة» محل ميلاد كوكب الشرق «أم كثلوم» التقي بها الشيخ «زكريا أحمد» في الثاني من يونيو في عام 1919، وساعتها غنت له هي وأخيها الشيخ «خالد» كما زارها الشيخ زكريا في العاشر من الشهر ذاته بحسب يوميات الشيخ «زكريا أحمد» التي أشار إليها «فيكتور سحاب» في كتابه «السبعة الكبار في الموسيقىالعربية» أهدي الشيخ زكريا الى «أم كلثوم» طقطوقة وموشحا في «طماي الزهايرة»، ثم دعاها الى القاهرة وفي سهرة جمعت بين أم كلثوم و«محمد القصبجي» و«أحمد صبري النجريدي» والشيخ «أبو العلا محمد» صاحب الفضل الأول على «أم كلثوم» والشيخ «زكريا أحمد» وقعت «أم كلثوم» اتفاقا لفرقة «على الكسار» لتغني بين فصول رواياته أغنيات الشيخ «أبو العلا محمد» و«أحمد صبري النجريدي» و«محمد القصبجي» من يومها وزكريا أحمد قد وطد علاقته بصوت أم كلثوم ويذكر «زكريا أحمد» في يومياته «منذ تلك الليلة وأنا أصم لا أسمع إلا صوتها، أبكم لا أتحدث إلا باسمها، فقد أصبحت مفتونا بها، لأنني أحببتها حب الفنان للحن الخالد، تمني العثور عليه دهرا طويلا» ومنذ التقاء الشيخ «زكريا أحمد» ب«أم كلثوم» تغيرت الأغنية تغيرا ملحوظا على إيديهما قد قدم الشيخ زكريا لها على مدار ما يقرب من ثلاثين عاما منذ لقاؤهما حتى انتهائهما من فيلم «فاطمة» سنة 1948 ما يقرب من «55» أغنية، هذا بخلاف أغنياته معها في أفلامها السينمائية «فاطمة، وداد، عايدة، سلامة» وقد لا تنجو هذه التواريخ من أخطاء إلا أننا اعتمدنا في تدوينها على الجدول الذي أورده «فيكتور سحاب» في كتابه، علما بأن هذا الجدو ورد أولا في كتاب (النصوص الكاملة لأغاني «أم كلثوم» ل«محمود كامل» و«خليل المصري» اللجنة الموسيقية العليا).

زكريا أحمد يرفع دعوي قضائية ضد أم كلثوم والإذاعة المصرية
يذكر «كمال سعد» في كتابه «أم كلثوم وزكريا أحمد أمام القضاء» والذي اعتمد بشكل أساسي على أوراق القضية وملفاتها أنه حاول أن يعرف سر الخصومة ما بين «أم كلثوم» و«زكريا أحمد» وبسؤاله ل«رؤوف محمد مختار قطب» ابن «محمد مختار قطب» محامي «أم كلثوم» ذكر له «رؤوف» أن أهم ما جاء في عريضة الدعوي التي استند عليها «زكريا أحمد» في قضيته ضد أم كلثوم أن الشيخ «زكريا» كان يطالب بنصيبه في حق الأداء العلني عن غناء السيدة «أم كلثوم» لأغنية «الآهات» وغيرها في حفلات الإذاعة، وكان يستند في ذلك الى أمرين أولهما إذاعة الأغنيات بدون إذنه، إضافة الى عدم حصوله على حق الأداء العلني المترتب على إذاعة أغنية «الآهات» بالذات، ويذكر «رؤوف» نجل «محمد مختار قطب» أن «أم كلثوم» استقبلت عريضة الدعوي بغضب شديد كما أورد ذلك الكاتب «كمال سعد.. أم كلثوم وزكريا أحمد أمام القضاء.. دار الشعب» ظلت القضية في المحاكم ما يزيدعلى سبع سنوات افتقد فيها عشاق فن «أم كلثوم» و«زكريا أحمد» الى أن تم الصلح بينهما في عام 1960 حيث عادا معا «أم كلثوم - زكريا» بأغنية «هو صحيح الهوي غلاب» من كلمات الشاعر «بيرم التونسي» والتي كانت آخر أغنيات «زكريا» مع «أم كلثوم» وهي من الطقاطيق المهمة في سيرتها الغنائية وفي سيرة «زكريا» نفسه وبهذا انتهي الخلاف الذي حرم الجماهير من نجمين لامعين في سماء الغناء المصري والعربي الشيخ «زكريا» ودوره في المسرح الغنائي.
من الصعب الحديث عن المسرح الغنائي دون التعرض لتجربة «زكريا أحمد» وأهميتها، لقد أشرنا الى التأثر الذي وقع فيه «زكريا أحمد» نظرا لارتباطه بالشيخ «سيد دروش» ولا سيما التأثر به في تلحين الروايات والمسرحيات الغنائية، وبالفعل ورث «زكريا أحمد» زعامة المسرح الغنائي عن الراحل العظيم «سيد درويش» فقدم «زكريا» للمسرح الغنائي ألحان ما يزيد على 52 مسرحية منها ثلاثون مسرحية لفرقة «على الكسار» نذكر منها «الغول 1924/1/29، دولة الحظ 1924/12/16، ناظر الزراعة 1925/3/18، عثمان هيخش دنيا 1925/6/16، الطمبورة 1925/10/12، 28 يوم 1926/1/13» وغيرها من المسرحيات إضافة الى ألحانه لمسرحيات اخرىمع «زكي عكاشة، منيرة المهدية، عزيز عيد، نجيب الريحاني، صالح عبدالحي، يوسف وهبي، الفرقة القومية، المعهد العالى للموسيقي» ليكون أحد الأركان المهمة في النهوض بالمسرح الغنائي بعد الراحل «سيد درويش».

فضل الشيخ زكريا على السينما الغنائية
لا يمكن الإشارة الى السينما الغنائية دون الرجوع الى أهمية تجربة زكريا أحمد في هذا المجال، إذ قدم «زكريا» وشارك في تلحين 37 فيلما تضمنت إحدي وتسعين أغنية من ألحانه بحسب «فيكتور سحاب» ويجدر بالذكر أن أول فيلم غنائي مصري «إنشودة الفؤاد» 1932 كانت الأغنيات التي غنتها المطربة «نادرة» من ألحان «زكريا أحمد» إضافة الى أفلام اخرىنذكر منها «بسلامته عايز يجوز 1935، وداد 1935-1936، نشيد الأمل، ليلي بنت الريف، دنانير، عايدة، ليلي بنت الفقراء» وغيرها من الأفلام التي اعتمدت على سياقها على الغناء كخلفية رئيسية للفيلم).
الشيخ زكريا أحمد أحد أعمدة تطوير الطقطوقة والدور، نجح الشيخ زكريا أحمد في تطوير الطقطوقة و«الدور» في الغناء العربي ومن الطقاطيق التي شهدت بهذا التطور ل«زكريا أحمد» «اللي حبك ياهناه 1931، جمالك ربنا يزيده 1931، ناسية ودادي وجافياني، مالك يا قلبي حزين» وغيرها من الطقاطيق التي استطاع «زكريا أحمد» من خلالها أن يغير من الشكل التقليدي للطقطوقة ذات الأغصان المتشابهة لتصبح ذات أغصان مختلفة، بحيث تختلف جملة لحن في غصن من أغصانها، إن تجربة الشيخ «زكريا أحمد» ثرية وفريدة وغزيرة، إذ يعتبر من أغزر الموسيقيين من حيث الإنتاج إذ تجاوزت ألحانه الألف وسبعين لحنا، ونحن في ذاكره التاسعة والأربعين نتذكر ما قدمه لفن الموسيقى والغناء من علامات مهمة حاولنا أن نرصدها أو نتحدث عن أهميتها، لم نوفها جزءاً من حقها، لقد رحل «زكريا أحمد» في الرابع عشر من فبراير/ شباط من العام 1961 تاركا مقعده خاليا إلا من روح موسيقاه التي لم ولن ترحل.