محمد غني حكمت..حديث عن الأساطير والنحت والمعاصرة

محمد غني حكمت..حديث عن الأساطير والنحت والمعاصرة

عام 1929، في مدينة بغداد – الكرخ وفي سوق العجيمي أبصر الفنان محمد غني حكمت نور الحياة. ومثل معظم الأطفال السعداء تعلم القراءة والكتابة قبل دخول المدرسة. وفي المدرسة الابتدائية ((المدرسة الأميرية)) بدأ أولى محاولاته في الفن .. كانت محاولات في الرسم. ولا يعرف الفنان لم أهتم بالرسم :

- لربما هناك صلة بوالدي لأنه كان يعمل في تطريز ((العباءات)). وثمة ألوان وأصباغ سحرتني ودفعتني إلى مراقبة عمل والدي. ربما هناك أثر أخر وهو وجود محل والدي المقابل لباب المرادية في الكاظم، حيث كنت أشاهد ذلك الباب المزخرف وأرى تلك النقوش العربية الجميلة وتلك الألوان الساحرة ..))
وتوطد علاقته بجواد سليم الذي درسه في معهد الفنون. وهنا يقول محمد غني:
- ((ومن خلال علاقتي الخاصة به تعرفت على عالم جديد هو عالم جواد .. كما تعرفت على مشاهير الفنانين .. فقد كانت مكتبة جواد غنية جداً. وبدأت أدرس تلك الأعمال وأتساءل كثيراً بدأت أتعرف على مسائل تفصيلية كثيرة. وبدأت أدرك أن النحت ليس المحاكاة .. أنما هو أوسع من ذلك : ثمة شروط كثيرة ومختلفة لمعرفة هذا العالم وبدأت أفهم أن الإبداع يتطلب جهوداً شاقة ..))
كذلك كان يستمع للموسيقى .. فثمة مكتبة موسيقية عند جواد .. ولكنه لم يتعلم العزف على ((لكيتار)) وما يزال يتذكر، بألم، محاولات جواد سليم الفاشلة في تعليمه على العزف ..
ويتحدث الفنان عن المناخ الجديد، في منزل جواد، حيث كانت تتم اللقاءات :-
- ((وكان علي أن أستخلص نتائج معينة ومحددة. ومن خلال النقاش عن الفن العالمي والعراقي ومن خلال هذا المناخ بدأت أهتم باختصار الوقت في معرفة بعض النتائج: هذه النتائج التي ما زال أتذكرها – والتي هي حصيلة لتوجيهات جواد – تتحدد في تركزي النحات وإصراره على الإنجاز وحب العمل، والحلم، والتأمل، وأن لا أكون مبذراً في أي شيء .. وأن أثابر على العمل باستمرار)).
نتائج :
- ((أن صلاتي بالنخبة الرائدة للفن والشعر التي كانت تلتقي في معهد الفنون، وتعرفي علي بدر شاكر السياب وحسين مردان ومحيي الدين إسماعيل وذنون أيوب وكاظم جواد .. الخ، منحتني فهما أفضل لكل الكشوفات في الأدب والفن .. وكان ذلك الوسط الفني قد ساعدني فعلاً وأعطاني فكرة للتعبير عن الواقع السياسي .. أنها مسؤولية وطنية تمس عمل الفنان في الصميم ..)).
إضافة إلى هذا فقد شارك محمد غني في معرض جماعة بغداد الثاني سنة 53 .. وأشترك في مهرجان ((أبن سينا)) 1952 في عند من القطع ضمنها تمثال لأبن سينا وتخرج في المعهد .. وكان جواد سليم قد طلب منه أن يكون مساعدا له في التدريس وقد عين براتب (12) ديناراً. وبدأ بتدريس الطلبة .. وفي هذه السنة سافر جواد إلى الولايات المتحدة لإقامة معرض هناك. وكان جواد قد طلب منه تنفيذ بعض الأعمال. وكان يمكث معظم أوقات فراغه في منزل جواد، حيث الكتب، والموسيقى، وأستمر وضعه بهذا الشكل، لسنة كاملة، في تحمل مسؤولية التدريس مع فائق حسن، حتى تم حصوله على زمالة دراسية إلى ايطاليا.

روما وطن النحت :
((حلمت بمعرفة الأشياء في مكانها وكما هي عليه. وفي روما تبدأ رحلة أخرى :
- ((عند وصولي روما ذهبت إلى منزل إبراهيم جلال وسعد الطائي. وفي اليوم التالي أخذني سعد الطائي إلى الأكاديمية والتقيت بالرحال)).
وها هو يتذكر دخوله قاعة امتحان القبول .. وكان قد شاهد جسداً عارياً لامرأة كان قد بدأ بنحتها .. وأنهاها. وفي اليوم الثالث بادره الأستاذ قائلاً : ((لم لا تكمل عملك؟ )) وكانت أيام الامتحان تمتد إلى أربعة أيام. لكنه لن يعود إلى عمله .. فقد أنهاه في يوم واحد.
وقبل في الصف الثاني في أكاديمية الفنون ألا أنه رغب أن يبدأ بالصف الأول ... وأعيد إلى السنة الأولى .. وأختار أستاذه ((هيكل كوريزي)) بعد أن كان قد شاهد له عملاً في أحدى ساحات روما: عملاً أعجبه. وكان هذا الأستاذ إضافة : لعمله كعميد وكرئيس لقسم النحت، نحاتاً مشهوراً ومؤلفاً لكتب في الشعر والنقد وتاريخ الفن ..
أن مشكلة الفنان كانت مشكلة الجسم فقد كان تدرب على نحت الرؤوس. وهذه المشكلة
- من خلال أراء الأستاذ – مئحته رؤيا جديدة للجسم وهي العلاقات بين تفاصيل الجسم ككتلة معمارية ومحاولة فهمها. وكان اجتياز هذه المشكلة يعني كيفية بناء التمثال معمارياً. وكان لهذا الأستاذ أثره. وعاد محمد غني يتكلم عن ذلك الأثر: -
- ((باعتباري من بلاد وادي الرافدين كان كوريزي يؤكد على أهمية تراثنا. وكان معجباً بشكل واضح بالنحت الآشوري وبالحصان الآشوري بشكل خاص. كان يقول: لم أر في حياتي حضارة أو نحاتاً تمكن أن يعمل حصاناً كالحصان الذي نحته النحات الآشوري. وكان لا يوافق على أن نعمل بتصرف. ونتيجة ملاحظاته كانت الاهتمام بالجسم الواقعي)).
• ألم يكن لك نشاط آخر ؟ في فهم النحت.
- ((نعم فقد خرجت بملاحظاتي الخاصة في تشويه – وإضافات وحذف وتكبير وتصغير – الجسم. وهي تقنية مخالفة لقول أستاذي ((بأن الجسم البشري الطبيعي هو في وضع متكامل وليس بحاجة إلى أجراء تشويهات)) – فقد اعتمدت على هذه الفكرة : أن على النحات أن يخلق الجسم مرة أخرى. وكنت أقصد التواصل إلى عمل معاصر، وإلى التعبير عن روح القرن العشرين، وأن لا أعيش كأستاذي على طريقة الكلاسيكية في التعبير النحتي)).
ويذهب الفنان، بعد وصوله إلى روما بأيام، إلى فلورنسا. وكانت مجازفة لآنه كان لا يعرف لغتها .. وهناك، حيث آثار عصر النهضة بدأ ينضج معرفته ! .. زار أول أثر. وكان مقبرة ((مديتشي)) التي تضم أعمالاً لمايكل أنجلو. وعاد يتذكر تلك الدقائق النادرة :
- ((بهرتني أعمال أنجيلو بحجمها الكبير جداً. وتلك الطريقة الفذة في الإنجاز والأفكار المعبر عنها بمادة الصخر .. أنها لرهبة من نوع نادر أن تقف أمام تمثال النبي داود ..))
• ترى ما هي ابرز دوافع العمل عنك أيام كنت في روما ؟
- أساساً ذهبت كي أدرس والمناخ العام في روما يمنح الباحث رغبة شديدة في العمل. وكانت رغبتي أن أكون نحاتاً. وهذا ما دفعني للبحث والحصول على منحت خاص بي .. وفي المنحت عملت خلال سبع سنوات ونصف أن أثبت لنفسي بأن النحت هو العمل الدائم في فهم كل التفاصيل الداخلية والخارجية لمادة العمل ..)).
(ويشترك محمد غني في معرض مع الرحال والطائي. وتكتب الصحافة عنه بأنه يهتم بالتلاعب في الظل والضوء وبأن أعماله تمثل استمرارية لنحوت وادي الرافدين وأنه يهتم بالموضوعات).
- ((كنت متفرغاً للنحت تماماً. ولهذا السبب عملت معارض مشتركة، وهي حسب الكتلوكات بلغت (22) معرضاً شخصياً ومشتركاً)).
وكان أثناء الدراسة ينفذ أعمالاً خاصة، في منحته، وكانت تتطلب منه قلب الأعمال، وقد أنتج أعمالاً كثيرة من هذا النوع، كأبواب للكنائس وجداريات ونافورات وتماثيل لموضوعات مختلفة..
خلاصة روما:
- ((أنها أعطتني القدرة على الاستمرارية في أن أعمل وأعمل وأعمل – وقليل من الكلام – وأنها علمتني الهدوء. وأن أفكر في نفسي تاركاً الحديث اللا مجدي)) وأضاف حالاً:
- ((اكتشفت إمكانية الاستفادة من تراثنا السومري والبابلي والإسلامي .. الخ وتطويره والعمل بدون مد اليد كالمتوسل إلى أعمال الفنان الأوربي.
• ولعبة التقليد ..
- ((لعبة التقليد والتأثير الشديد المبالغ به، سرعان ما ستكشف. ولأنها مضيعة لجهود وخطوات النحات ذاتها. أن روما علمتني أن أتوجه إلى ما هو صحيح)) أيضاً. ثم أكمل حديثه :
- (( أن الإيطاليين غيورون على أنفسهم ومن الصعب جداً أن يقبلوا فوضى الفن الحديث .. فهم بشكل أو أخر يعتزون بإيطاليتهم وهذا ما دفعني للاستفادة من كوني عراقياً ومن العراق)).

العودة إلى بغداد :
بعد أن عاد محمد غني من روما، إلى بغداد، أفتتح معرضاً في ((أوروزدي باك)) لمجموعة من التماثيل الخشبية.
• هل تحدثنا عن الفترة التي عدت فيها إلى بغداد .. مناخ تلك الأيام ؟ ..
- ((عندما أتيت إلى بغداد ((بعد وفاة جواد وغيبة الرحال، كانت حركة النحت متوقفة والعاصمة خالية من أي نشاط بارز وهام، - كما كانت جماعة بغداد مجمدة وبلا نشاط يذكر لأربع أو خمس سنوات)). أتصور أنني أتيت في الوقت المناسب لأقيم معرضين شخصيين للنحت. ضم كل منهما (40) عملاً وكانت هذه البادرة الأولى من نوعها وكان لها أثرها في إمكانية استمرار حركة النحت في العراق)).
• بعد ذلك بدأ محمد غني بإعادة جماعة بغداد. وبدأت اجتماعاتها ومعرضها الذي قدمت فيه (10) قطع. كما قدم لمعرض جمعية الفنانين لسنة 73 (15) عملاً.
• في هذه المرحلة هل كان هناك أثر ما لفنان عليك؟
- ((لا، فما كان يهمني إنما هو البحث عن مدرسة النحت العراقي القديم وفهم الأساطير القديمة)).
• من خلال مواد النحت التي تستعملها أرى أنك أحببت مادة الخشب .. لماذا ؟
- ((هناك أسباب كثيرة .. تعود إلى معهد الفنون الجميلة .. والنحت على الخشب أتضح لي أنه مادة نظيفة خلاف الجبس أو الحجر .. ثم أنه مادة سهلة النقل .. ولكني لا أصر على استعمال الخشب فقط .. فقد وجدت علاقات خاصة في حب المادة وفي السيطرة عليها .. ففي نحتي على الخشب تتحقق تلك الحساسية الخاصة جداً الموجودة بين النحات ومادته)).
أن حبه لمادة الخشب، جعله يدخلها في مناهج الدراسة في أكاديمية الفنون. كما أدخل مادة الطرق على النحاس .. وهي مادة يحبها أيضاً. )).
كان محمد غني في روما عندما بلغه نبأ وفاة جواد سليم، وكان آنذاك يعمل مساعداً لجواد سليم، الذي كانت لديه فكرة أن ينجز النصب بأيدي عراقية، وكان محمد غني قد عمل كثيراً في مساعدة النحات الراحل في تشذيب المنحوتات بعد الصب، وقد استفاد كثيراً من ذلك في صب البرونز بشكل مباشر. كما كان قد استفاد من عملية تكبير النموذج الصغير إلى عمل نحتي كامل. وكان نبأ موت جواد، صدمة مؤلمة له، وكان لا يريد تصديقها ... لكن محمد غني حكمت يلخص حياته على أنها بحث وعطاء ..

النحت هو البحث عن النحت :
لخص محمد غني فكرته عن النحت هكذا: ((الفكرة الأساسية للنحت هي البحث عن النحت)) ((وهدم الزائد والحصول على النتيجة الأصح. والوصول إلى المثل الأعلى)).
• هل تمتلك تصوراً لتمثال قبل البدء بالتنفيذ ؟
- في الأغلب تحدث لدي تغيرات .. والتمثال يمر بمراحل عديدة : أبداً بالفكرة المجردة، فأخططها وأعمل نموذجاً مصغراً .. وبعد ذلك أبدأ .. وخلال جميع المراحل هناك حذف وإضافات .
• كم من الوقت يتطلب العمل لتمثال متوسط .
- أنه يتبع حالتي النفسية وظروفي .. وليس هناك وقت محدد .
• لكل فنان كما يقول مالرو متحف خاص في ذهنه .. هل لديك أيضاً لهذه الفكرة ؟
- أعتقد أن هناك مكتبة في الذهن بحيث يستلهم منها النحات معلومات ثقافية .. وأنها تشمل على الأفكار التي ستخلق .. والثقافة غذاء رأسي لعملية الخلق.
• وما هو الخلق ؟
- الاستلهام، الاستنباط، أو حافز أو عطاء رؤيا جديدة – أيجاد فكرة معاصرة وهذا يرتبط بتلك المكتبة الموجودة في الرأس، والخاضعة دائماً للزيادة بفعل البحث .
• عن أخر أعمالك، ومشاريعك ماذا تخبرنا ؟
- لدي موضوع السمك المزكوف – وهو نحت بارز 6 أمتار ومصنوع من البرونز – ولدي أمنية تحقيق مشروع تمثال السندباد البحري الذي وأفقت عليه لجنة رسمية كلفتني بإعداد النموذج وانتهى تنفيذه .
• لديك عدد كبير من الأعمال المقامة في الساحات وفي أماكن مختلفة كمدينة الطب، وفي المركز القومي للاستشارات الإدارية، وحمورابي المقام أمام بناية المجلس الوطني والعامل مقابل سينما الخيام .. الخ هل هناك منهج خاص لعرض الأعمال في الساحات العامة والحدائق ؟.
- الفكرة هي أن يكون النحت للشعب. وبداية النحت بدأت في الهواء الطلق حتى يعبر عن مفاهيم عصره الدينية والفكرية والسياسية .. وهذه مهمة ملقاة على فكرة النحت المعروض في الساحات وهذه الأماكن .. وهذه بالتالي تساهم ببناء الحضارة حسب دورها ..
• هل تفكر في المشاهد عندما تنجز عملك؟
- أنه يعتمد على نوع العمل .. فهناك أشغال خاصة وأشغال عامة .. هناك تمثال ينفذ حسب رغبة المشاهد .. أما عندما أقدم عملاً للشعب أفكر في المشاهد ومدى تأثير العمل وأهميته ..
• أن تعبيرك عن موضوعات شعبية يعني التعبير عن حقيقة تاريخية لمرحلة من المراحل ترى هل يفكر هذا ؟. أم أن النحت بحاجة لأفكار أخرى
- الموضوعات الشعبية تثيرني وهي بقدر ما تكون قديمة، فأنا أدعوها بالموضوعات المعاصرة لأنها حية وهي بالتالي ليست تراث .. ألا أنني عالجت موضوعات أخرى أيضاً :
• مثلاً ..
- موضوعات ذات طابع إنساني وفيها مواقف فكرية وسياسية ولكن اهتمامي يعود إلي التعبير عن الحياة وتلك الصور القريبة لي .. صورة الإنسان الشعبية وتاريخه وحياته وأفراحه وهمومه .. وهذا بالضرورة لا يؤدي إلى تناول جميع الموضوعات ومن جميع النواحي. وإذا ما عالجت هذه الموضوعات فهذا لا يمنع أن يتطرق نحات إلى الجوانب الأخرى .. يصمت ويقول :
- وحتى يتقدم النحت العراقي رأي أن تكون لكل نحات اهتمامات خاصة وبحث يقوده إلى الأصالة ..
• ترى كيف تفسر لنا فهمك للتراث ؟
- أن فائدة التراث لم تكن مباشرة كان أنقل زخرفة إسلامية على تمثال لأثبت أنني متفهم للتراث وكمثال أقول : أن تأثيري في النحت الآشوري في لوحة مدينة الطب إنما هو استفادة من المعمار النحتي عند النحات الآشوري. وقد غذيت فهمي لهذه العلاقة أو المعاملة بتوزيع الكتل والسطوح والمجموعات وقد بدأت اللوحة تثبت نفسها بارتباطها بالنحت الآشوري أو الفن العراقي القديم دون أي مساس أو تماس واقعي أو حقيقي بأي شكل أو جزء من التماثيل الآشورية .. ونفس الشيء يبدو على الزخرفة الإسلامية التي استفدت منها في النحت .. فالخطوط المدورة والمنحنية والمتقاطعة كلها صفات مميزة للزخرفة الإسلامية وهذا طبعاً له طابع ((التجريد)) وبحثي المستمر فرض هذه المقاييس وما ذكرته في مواقع ومجالات في التمثال تخدم العمل لإظهاره بصفتين صفة الاستفادة من الزخرفة وصفة أخرى هي أعطاء التمثال صفة المعاصرة
• في بعض الأحيان يفكر الفنان في ذاته: ترى ما هي نتيجة البحث في الفن وما هي نتيجة الحياة ؟
- هناك تناقض بين الحياة والعمل الفني، الفنان في الفن لا يفكر في موته أو نهايته أو أي معنى عدمي – لآن العمل ديمومة – والحياة التي يعيشها الإنسان قابلة للتدهور والزوال ..
• لو ولدت مرة ثانية فماذا ستختار ؟
- أن أكون السندباد .. البحري .
• وأن لا تكون نحاتاً ؟
إذا كان هناك وقت للسندباد فسوف أنحت!!
الف باء 1982
اجرى الحوار عادل كامل