غرق مقهى البيروتي والفردوس .. واحتياطات حسو اخوان

غرق مقهى البيروتي والفردوس .. واحتياطات حسو اخوان

عبد الكريم الوائلي
لمْ تشهد بغداد هلعاً وفزعاً منذ عشرات السنين من فيضان دجلة الذي فاق كل متصور وكان دجلة الثائر المجنون ينذر بالويل والثبور والناس تراقب هذا المجنون المتمرد . ان بعض الكسرات احدثت في شمال العاصمة بأمر من الحكومة ،وكان منظر هؤلاء البؤساء من اصحاب الصرائف (سكان العاصمة)

يفتت الاكباد حيث اتخذوا مأواهم المحلات المرتفعة بصورة وقتية وكانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق لصد خطر هذا الفيضان المجنون.كما تسربت المياه في محلات كثيرة واقعة على ضفتي النهر واكثرها مقاهي شعبية كالبيروتي والفردوس وغيرهما وكنت ترى شارع الرشيد بحركة مستمرة كأننا في ساحة حرب فترى (اللوريات ) مملوءة بأكياس الرمل والبواري والمرادي وغيرها من مواد الصيانة كما لوحظ افراد الجيش قد اخذ الاحتياطات لنقل معسكر الرشيد خوفاً من المأساة التي حدثت اكثر من مرة ، كما لاننكر جهود عمال وموظفي امانة العاصمة والري حيث كانوا كلهم تحت الانذار وقد لوحظ رئيس الوزراء والوزراء يفتشون السداد بأنفسهم.واصحاب المحلات الكبيرة كحسو اخوان وضعوا اكياس الرمل امام محلاتهم استعداداً للطوارئ . والى الجنوب من العاصمة بغداد كانت نفس الاستعدادات قائمة على قدم وساق وكان الاطفال منتشرين في شوارع العاصمة بغداد.لقد كانت مدينة ديالى ثائرة ايضا من تلك الفيضان وكانت قصبة سلمان باك التي كانت عادتها تعج باهل بغداد اصبحت خالية حتى من سكانها حيث رحلوا إلى بغداد والكاظمية . وكانت دوريات الشرطة الخيالة والفلاحين تراقب سداد سلمان باك بدقة متناهية ،وقيل انه كسره بسيطة حدثت تغلب عليها حالاً.كانت الجوامع مفتوحة حيث تقام الادعية والتراتيل في الكنائس لانقاذ العاصمة من الغرق .واذا سألت اباءنا واجدادنا عن الفيضان اجابوا حالاً بأن مصير بغداد (الغريق او الحريق) لكن احد منهم لم يتحقق . لذلك كانت الجهود لجميع العراقيين وكذلك السلطات تشكر على هذه الحملة. وكانت محطة الاذاعة العراقية مفتوحة طيلة ايام الاسبوع وتذيع النشرات التي تصدرها دوائر الري ،كما ان الحكومة اذاعة بيانات عن تعويض منكوبي الفيضان.