واقعية قاسم تؤمن مرمى طالب وعسكرة الملاعب تثير فوضى عارمة!

واقعية قاسم تؤمن مرمى طالب وعسكرة الملاعب تثير فوضى عارمة!

بغداد/ يوسف فعل
حقق فريق دهوك انجازا كبيرا بفوزه للمرة الأولى بلقب الدوري لموسم 2009 -2010 ، الذي جاء تتويجا لمسيرة صقور الجبال الرائعة في مشوار الدوري بعدما قدموا لمحات كروية ممتعة رافقها الانضباط التكتيكي الرائع ، وكانت ترجمة واقعية

لأفكار المدرب المثابر باسم قاسم، كللها اللاعبون بفوز تاريخي في المباراة النهائية على فريق الطلبة بهدف خالد مشير .
نجح باسم قاسم بدرجة الامتياز في اختيار طريقة اللعب التي تتناسب مع إمكانات لاعبيه الفردية والبدنية، مع براعته بتوظيف طاقاتهم بالشكل الأمثل في المباراة النهائية، فضلا عن إجادته قراءة أوراق الأنيق، واكتشاف نقاط القوة والضعف في صفوفه التي استثمرها بصورة دلت على علو كعبه من خلال تغيير أسلوب اللعب من التحفظ في الدفاع والزيادة العددية في منتصف الميدان ، الى الضغط القوي على اللاعب الحائز للكرة في محور العمليات ،ونقل الكرة السريع من الجانبين لإرباك دفاعات الانيق ،وذلك ما احدث انقلابا تكتيكيا في مجريات اللقاء، اضطر على اثره لاعبو الانيق الى التراجع لمناطقهم الدفاعية لإيقاف هجمات فريق دهوك الذي جاءت نتيجة اللقاء متوافقة مع العطاء الفني لصقوره، ولم يستطع فريق الطلبة التقاط أنفاسه، والعودة إلى أجواء المباراة بسبب الطريقة المنضبطة التي ادى بها لاعبو دهوك المباراة ونجاحهم في فرض أسلوبهم التكتيكي على مجريات اللقاء.
وأكدت المباراة النهائية نجاح باسم قاسم في التغلب على الفكر التدريبي للمدرب يحيى علوان الذي حاول جاهدا إيجاد ثغرة في دفاعات فريق دهوك يمكن المرور منها وإخطار مرمى الحارس عدي طالب، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل لجودة التنظيم الدفاعي .
وما يحسب لفريق دهوك وملاكه التدريبي المتكون من باسم قاسم وإبراهيم عبد نادر ووصفي جبار ان الفريق أكمل منافسات دوري النخبة ولم يتعرض لأية خسارة بالرغم من المواجهات القوية التي خاضها في مشواره للوصول الى المباراة النهائية .
ومن أهم أسباب نجاح فريق دهوك للظفر بلقب الدوري انتهاجه الأداء الجماعي والإبتعاد عن الفردية، وتطبيق المقولة التدريبية (الجميع في خدمة الفريق) التي كانت مصدر قوة مضاعفة له ،كما ان التعاقدات مع اللاعبين المحترفين كانت صائبة ووفق ستراتيجية لعب الفريق وعلى قدر كبير من الاحترافية بتألق اللبناني نصرت الجمل الذي أدى واجبه بمهارة عالية بإجادته دور صانع الألعاب، واللاعب القادم من الخلف لتقديم المساندة للمهاجمين الذي تجلى بأبهى صوره بالتعاون المثمر مع احمد مناجد الذي كان مصدر الخطورة الدائم في نهائي الدوري على مرمى علي مطشر.
إن فوز فريق دهوك بلقب الدوري أضاف بطلا جديدا الى سجل الأبطال السابقين رفع رصيد فرق المحافظات التي أحرزت اللقب أربع مرات وهي الميناء وصلاح الدين واربيل ودهوك .
غياب الهداف
افتقد فريق الطلبة في نهائي الدوري غياب المهاجم الهداف القادر على انتهاز الفرص ، ولم يكن مهاجمو الانيق بالخطورة الكافية التي تمكنهم من أخطار مرمى فريق دهوك، وبعثرة خطوطه الدفاعية لعدم امتلاكهم المهارات الفردية العالية التي تعطيهم الأفضلية في التغلب على المدافعين في المواجهات الفردية.
من الصعوبة على أي فريق أن يحقق الفوز في أية مباراة ما لم يمتلك القوة الهجومية الضاربة التي تربك منافسيه وتبث القلق لدى المدافعين، وذلك من خلال تنوع بناء الهجمات، ومباغتة المدافعين في التحرك بالكرة ومن دونها، والتسديد على المرمى من مختلف الجهات، والتعاون مع لاعبي الثلث الوسطي في إنهاء الهجمات، لان جميع جهود الفريق ستذهب هباءً منثوراً اذا لم يكن هناك تناسق أو تناغم للمهاجمين مع لاعبي الفريق.
ولم تفلح محاولات المبدع عبد الوهاب أبو الهيل في إمداد المهاجمين بالكرات الخطرة لإدراك هدف التعادل والعودة إلى أجواء المباراة ، لان مهاجمي الانيق لم يكونوا بالمستوى الفني العالي او النضج التكتيكي الذي يرتقي إلى مهاجمي الفريق السابقين أمثال حسين سعيد ووميض منير وعلاء كاظم وغيرهم ويعود ذلك الى عدم تدرجهم بصورة صحيحة من فرق الفئات العمرية الى الفريق الأول، وعدم وجود المهاجم الهداف في صفوف الانيق وغياب اللمسة الأخيرة للاعبين كلّف الفريق غاليا وبدد أحلام جمهوره في الفوز على فريق دهوك وإحراز اللقب للمرة السادسة في تاريخه، بالرغم من تقديم الفريق مباراة حافلة بالكفاح واللعب الجميل ، ولم تثمر المحاولات التكتيكية التي أجراها يحيى علوان لتعزيز المقدرة الهجومية بمنح لاعبي الوسط حرية الانتقال من الدفاع الى الهجوم لعمل الزيادة العددية في المقدمة، لغياب التفاهم والإنسجام بين لاعبي الهجوم والوسط، ما جعل مدافعي فريق دهوك بقيادة خالد مشير يقفون بالمرصاد لجميع الطلعات الهجومية ،وإبعاد الخطورة عن مرمى الحارس عدي طالب.
كان الأحرى بالملاك التدريبي للطلبة ان يعمل على تهيئة المهاجمين بصورة أفضل من خلال زيادة الوحدات التدريبية الفردية لهم ، والتحرك السليم داخل منطقة الجزاء، لكن ضعف الجانب المهاري وقلة النضج التكتيكي للمهاجمين أجهضاً حلم الطلاب في إحراز اللقب وإضافته إلى خزانة النادي.
ظاهرة غير حضارية
من أصعب الأمور التي تواجه المباريات المهمة التي تقام في ملعب الشعب الدولي الفوضى العارمة التي تضرب أطنابها على الملعب بسبب كثرة الأشخاص فيه ممن لا ناقة لهم ولا جمل في المباراة النهائية،من ضمنهم رجال امن الملاعب والحمايات الشخصية للمسؤولين الذين يحضرون المباراة في مشاهد توحي كأننا في ثكنة عسكرية وليس في ملعب لكرة القدم!
وعسكرة الملعب بهذه الطريقة الفوضوية تنعكس سلبا على تصرفات الجمهور، وانفعالاته مع مجريات اللقاء، لاسيما عندما يصل الأمر إلى التراشق بالكلمات بينهما في مظاهر غير حضارية تسيئ
الى المباراة النهائية .
إن فيفا اصدر تعليمات مشددة بشأن حفظ الأمن في المباريات المحلية والدولية ، في محاوله منه لمنع دخول العسكر الى ارض الملعب او المكان الذي خلف المرميين او بالقرب من المقصورة الرئيسة، حتى لا يكون هناك احتكاك بين المشجعين ربما يؤدي إلى حدوث ما لا يحمد عقباه، وأعطى صلاحيات لمشرف المباراة بإلغائها أو إيقافها في حالة التجاوز على شروط فيفا وتعليماته.
وكنا نتمنى ان يبادر اتحاد الكرة بالتعاون مع اللجنة الاولمبية الوطنية وبقية المؤسسات الرياضية لأجل تطبيق تلك الفقرات من دون محاباة او مجاملة لهذا الطرف او ذاك ، كي نستطيع إظهار المباراة النهائية بالمظهر اللائق الذي يتناسب مع أهميتها ، وعكس الانطباع الجيد عن قدرة اتحاد الكرة على تنظيم المباريات بصورة لائقة وسط حضور جماهيري ربما يتجاوز الـ 30 ألف متفرج !
تصرف مرفوض
أقدم لاعب الطلبة مجيد حميد على القيام بتصرف مرفوض عندما رفض تقلد ميدالية المركز الثاني ورفضه مصافحة المكرمين له لولا تدخل محمد الهاشمي نائب رئيس الهيئة الادارية للنادي في مشهد غير رياضي جاء انعكاسا لقلة ثقافة اللاعب وعدم احترامه للتقاليد المعروفة في المباريات النهائية ، وابتعاده عن الروح الرياضية ، ولمنع اللاعبين تكرار مثل هذا التصرف يجب على اتحاد الكرة اتخاذ القرار المناسب بحقه لوأد مثل هذه التصرفات قبل ان تستفحل في ملاعبنا.