صالح جبر يصبح معارضا      والفرمان      في جيبه ونوري السعيد يعجل بقيام الثورة!

صالح جبر يصبح معارضا والفرمان في جيبه ونوري السعيد يعجل بقيام الثورة!

يكتبها: عبد القادر البراك
ان اقدام نوري السعيد على حل المجلس النيابي الذي اجرت انتخابه وزارة ارشد العمري في الهزيع الاخير من عمر العد الملكي، واستصدار المراسيم المعطلة فوق الشعب المكفولة بالقاون السياسي، وما رافق ذلك من تزييف جديد المخيم للانتخابات من اعظم اخاطر العهد المذكور،

بل لعلها كانت (المؤشر) الاقوى الى ان (الثورة) اصبحت حتمية، ان الشعب بكل قواه الوطنية قد تشعر بانه فقد اخر مظهر من مظاهر الحكم الذي يمكنه من ممارسة حقوقه الديمقراطية!
والواقع ان نوري السعيد لم يقدم على طلب لحل المجلس النيابي لانه قد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الى عضويته ممثلي الجبهة الوطنية الذين لايزيد عددهم على اكثر من اصابع اليدين، لانه سبق ان اضطلع بالحكم معارضة اكثر من 35 نائبا معارضا من كل وسائل المعارضة، وهو المجلس الذي جرى انتخابه بعد الاطاحة بمعاهدة (بورتسموث) والاتيان بوزارة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ محمد الصدر لامتصاص النقمة الشعبية بل لان المجلس الذي حل كان يضم عددا كبيرا من المحسوبين على عبد الاله وصالح جبر وبعض المستقلين ، ان نوري السعيد يخشى من تعاون الولاء ضده بعد ان احس بان الامير عبد الله يريد الاستئثار بالسيطرة على المجلس والتعاون مع صالح جبر لابعاد السعيد من الحكم.
* قد مارس صالح جبر معارضة شديدة هو ونوابه واعضاء حزبه لوزارات نوري السعيد، ولكنه لم يشترك مع الاحزاب المعارضة في تقديم مذكرات الى البلاط تحمل الوصي مسؤوليات ما آل اليه الحكم من مخاطر، ومزالق، لانه كان يعتبر (البلاط) بمنأى عن تحمل مسؤولية الحكم ولايعرف ما اذا كان جادا في رايه هذا او لانه يريد ممالئة البلاط ومعاونيه على ازاحة نوري السعيد!.
* وقد بلغ من شدة معارضة صالح جبر للاوضاع السياسية ان ابدى استعداده للتعاون مع رؤساء الاحزاب المعارضة – كما اشار الى ذلك كامل الجادرجي في مذكراته المطبوعة، والاستاذ نجيب الصايغ في مذكراته المخطوطة – وقد اجتمع فعلا مع الجادرجي والشيخ محمد مهدي كبه في دار الشيخ محمد ضا الشبيبي وبعض الحزبيين واتفقوا على وضع مذكرة يقرونها في اجتماع نال بعد ان يفرغ الشبيبي من اعدادها، ولكن صالح جبر تاكا عن توقيع المذكرة لاسباب ابداها ولم يقرها الجادرجي ادت الى مشادة بين الطرفين انتهت بفض الاجتماع دون تفاهم!
ولعل اهم ما هدف اليه نوري السعيد من حل حزبه، ومن ثم بقية الاحزاب الاخرى هو ما اشار اليه خليل كنه في رسالته الى نوري السعيد تلك الرسائل التي يقول فيها ان اقطاب الحزب قد ارتبطوا باحمد مختار بابان (عن البلاط) ولهذا فقد اشتركوا في عدد من الوزارات محسوبين على الحزب وهم ليسوا منه، كما اراد من حل الاحزاب (هدم المعبد على كهانه) كما يقولون، اي هدم حزب الامة الاشتراكي والاحزاب المعارضة الاخرى!
* ولقد اورد نجيب الصايغ في مذكراته الحافلة بكثير من الامور ان صالح جبر قد اتصل به عن طريق سعد عمر واعلن استعداده للتعاون مع اقطاب الاحزاب المعارضة لانه قد اعطى الضوء الاخضر من الجهات العليا باستعدادها لقبول ترؤس رئيس اي حزب من الاحزاب المعارضة للوزارة التي ستؤلف بحرية رئيسها من كل الاحزاب وقد جرت اتصالات ولقاءات لم تسفر عن نتيجة لوفاة صالح جبر وهو يلقي اشد خطاب في معارضة الوزارة بمجلس الاعيان، وتعاقبت الاحداث السريعة دون ان تمكن المعارضة من توحيد صفوفها على النحو الذي اشرت اليه!
* على انني لا اعتقد ان صالح جبر كان جادا فيما هدف اليه وان كان المقربون منه اكدوا انه يحمل (الفرمان) في جيبه يوم خطب خطبته الشهيرة في مجلس الاعيان، وهي الخطبة التي داهمته بالسكتة القلبية خلالها فانتقل الى رحاب الله وماتت بوفاته امال المتطلعين الى توال (المناصب الوزارية) في وزارته التي كانت ماتزال في (ظهر الغيب)!
* ويعود استبعادي لجدية صالح جبر فيما كان يهدف اليه انه كان يشعر بان البلاط لم يعد يابه به كما كان في السابق والى ذلك اشار الدكتور فاضل الجمالي في بعض مذكراته التي نقل قسما منها السيد عبد الرزاق الحسني في تاريخ (الوزارات العراقية) حيث قال الجمالي ان صالح جبر كلفه بان ينبه البلاد الى احتمال تعرضه لمخاطر ثورة عارمة واضاف الى ذلك قوله: وبرر جبر تكليفه لي بذلك بانه بدا يشعر بان البلاط لم يعد يستمع اليه، وايد ذلك الصحفي المعروف ناصر الدين النشاشيبي بما نقله عن صالح جبر وبما ثبته من رسالة مخطوطة بخط ارشد العمري في كتاب (جبر اسود اسود) ولا يعقل ان يجتمع امر استبعاد البلاط له مع تكليفه بتاليف وزاة تضم احزاب المعارضة وهي التي كان الوصي يريد القضاء عليها يوم كلف الفريق نور الدين محمود بان تضطلع وزارته بنصب المشانق للمعارضين كما نقل الحسني عنه وما تريد عن ان الوصي كان يغذي حركة ظاهرها غير باطنها وهي تستهدف اقامة حكم مماثل لحكم ابراهيم عبود في السودان الذي حكم بلا احزاب ولا معارضة ثم سقط حكمه بمظاهرة سلمية!
* على انني ما ازال اعتقد بان ماسيكشف عنه المستقبل من مذكرات وذكريات ومن وثائق ومستندات ستضيف الكثير من المعلومات الجديدة التي تلقي الاضواء على كثير من الاحداث التي مازال الظلام ملفها وحان الوقت لان تظهر لمعرفة الحقائق والدروس المتوخاة من كتب التاريخ.
جريدة الاتحاد
1986