رؤى بلا  حدود: من شيرر إلى شاكر

رؤى بلا حدود: من شيرر إلى شاكر

علي النعيمي
ذات نهار، رفض نجم الكرة الانكليزية"آلان شيرر"عرضاً مهماً قدمه له مدرب النادي النجم الأسطورة"كيفن كيغان"كي يساعده على تدريب نادي نيوكاسيل يونايتد وقد برر"شيرر"رفضه آنذاك بأن مركز مساعد المدرب يعد من المراكز الحساسة وربما يؤثر على مسيرة أي فريق ويعد أيضاً بمثابة العمل المتمم للمدرب الأول

وقد نصح"شيرر"المدرب"كيغان"بضرورة الاستعانة بمساعد مدرب محنك لديه دراية وخبرة كبيرة في تهيئة جميع المستلزمات للتدريب ويومها فاض"شيرر"بالحديث عن هذا المركز واصفا إياه بالمؤثر وبأنه يسهم كذلك في التخطيط لبرنامج الإعداد السنوي، مع الإشراف المباشر وتنفيذه داخل الملعب بشتى جوانبه المعنوية والنفسية وإحصاء الأخطاء وتشخيصها وتحليلها وتأهيل اللاعبين قليلي الخبرة والواعدين الجدد.
موقف هذا النجم الأشقر أثار في دواخلي أسئلة محيرة خطتها ملامح دهشتي بحروف كبيرة على قرطاس النقاش الرياضي متسائلا هنا: هل نعي حقاً مكانة هذا المنصب، ولماذا أستصغره البعض وآخرون تكبروا عليه كأنما لا يليق بهم وآخر حوله لولاية مجهولة الأجل، وهل حقاً هو مجرد تكملة عدد لأي طاقم تدريبي، ولماذا يصرّ بعض المدربين على تهميش دور مساعديهم وشركائهم في التدريب؟
قطعاً ان هكذا تساؤلات تبحث عن إجابات قاطعة وتقودنا أيضا للحديث عن تلك الخيارات والمؤهلات التي نجهل جزءاً كبيراً منها والتي بموجبها رجحت كفة الكابتن ناظم شاكر لشغل هذا المنصب الحيوي من دون سواه بعيداً عن ثمن الموالاة وحدّة المعارضة وسائر المعايير الأخرى التي اعتمدها الاتحاد لهذا الغرض. إلا إننا نقولها بأمانة واضحة وبصراحة متناهية لصخرة دفاعنا السابق والساعد الأيمن لسيدكا: ها أنت قد علقت ربطة طموحاتك المشروعة برقبة المسؤولية التي لا ترحم ووضعت حالك في كفة التقييم والمفاضلة وفتحت صدرك بشجاعة لسهام النقد ونبال الأقلام الجارحة، ولا مناص لك يا"أبا غزال"غير ان تمسك أوراقك البيضاء من جديد وليمسك بنانك القلم جيداً وانت تدون كل شاردة وواردة عن نهج"سيدكا الجديد"فليس عيباً ان تعيد بناء تأريخك التدريبي من الأول مستفيداً من هذه الفرصة الذهبية التي يحسدك الجميع عليها وانت بجنب المدرب الأجنبي، لأنك لم تختلط إطلاقا بأي مدرب أجنبي آخر أيام ما كنت لاعبا في الثمانينيات على عهد البرازيلي"ايفرستو"، فأغتنم فرصة الاختلاط والاحتكاك والتجريب والتدريب والتفاعل والتعامل مع العقول التدريبية الأخرى لتطور قابليتك المهارية والقيادية، فلا تعول كثيراً كون ان هذه المهمة ستضيف لسيرتك التدريبية الشيء الكبير بقدر ما ستكتسبه من معلومات مهمة وأفكار حديثة، لأن ساعة المقارنة لم تحن بعد وان انهرالتقييمات ستنحدر صوب سفحك بلا هوادة لحظة ما تكون مدرباً لأحد الأندية المحلية ولحظتها سنجربك لنرى ما جنيته كما جربت أنديتنا ممن سبقوك في المهمة الذين وعدوا حتى"سكان زحل"بشهد البطولات ولم تذق جماهيرهم في"الكرة الأرضية"غير علقم الهزائم والانتكاسات!!
كن أمينا صادقا مع منتخبنا كما عهدتك وعرفتك جماهيرك آنفاً وأنت السد المنيع أيام كنت تدافع عن ألوان المنتخب والقوة الجوية ولك أن توضح لزميلك الألماني الرؤية الصائبة بدقة الاختيار المناسب وغيرها من الأمور التي يجهلها هذا المدرب الوافد، فالأجنبي يمقت التقاطعات وتمرير الأسماء والإلتماسات والتبرير للآخرين لأنه يهتم كثيراً بقناعاته الذاتية، وفي المقابل إدعم اللاعبين الجدد بشدة الذين سيمثلون المنتخب للأول مرة ووضح لهم بأسلوبك الأبوي بأن جبل المسؤولية سيقع على عاتقهم في الدفاع عن ألوان الكرة العراقية التي خفت بريقها وأُصيب حلمها الكروي في مقتل بأعيرة التنافر والتناحر والإقصاء الطائشة.