وجهة نظر: مشاركتنا في أولمبياد الشباب

وجهة نظر: مشاركتنا في أولمبياد الشباب

خليل جليل
كشفت المشاركة العراقية الأخيرة في اولمبياد الشباب التي استضافت فعالياتها سنغافورة والتي تختتم اليوم الاربعاء، ان الألعاب الفردية ما زالت بحاجة الى عمل كبير وشاق لكي ترتقي الى مصاف المستويات التي أظهرها رياضيون عرب وآسيويون في العديد من المنافسات في هذا المحفل الأول من نوعه والمخصص للشباب.

صحيح ان المشاركة التي اعتبرها البعض بأنها فرصة للاختبار والاحتكاك مع الخبرات والتجارب المتقدمة التي افرزتها بعض الدول في الميدان الرياضي، وباتت تبحث عن الانجاز والميداليات في مثل هذه المشاركات، لكنها جاءت بعيدة كل البعد عن ابسط التوقعات التي كانت تشير الى ظهور أفضل لرياضيينا المشاركين في منافسات السباحة والمصارعة ورفع الأثقال .
أن النتائج المتواضعة التي خرج بها رياضيونا في اولمبياد الشباب بسنغافورة فتحت الأبواب مجددا بشأن حاجة الالعاب الفردية لدينا الى الاستعانة بالخبرات التدريبية الأجنبية من اجل تطوير الكفاءات الفنية التدريبية المحلية لدينا أولاً ومن ثم تطوير إمكانات رياضيينا التي باتت لا تصلح لمثل هذه المشاركات والتي تنفق عليها اللجنة الاولمبية الكثير من الأموال.
وفي الوقت الذي تتأهب فيه المنتخبات العراقية للمشاركة في أوسع وأهم محفل قاري يتمثل في دورة العاب الآسيوية في الصين نهاية العام الجاري، لابد ان تقف اللجنة الاولمبية وقفة جادة لبحث قضية استعدادات منتخباتنا المشاركة فيها ومعرفة مدى جهوزية هذه المنتخبات قبل ان تنتقل الى الصين حيث يتجمع هناك خيرة رياضيي العالم.
ان مسألة المشاركة في مثل هذه المناسبات الرياضية يفترض ان لا تعتمد مقاييس الاستعدادات والتحضيرات لها على معسكرات تدريبية سريعة تقام هنا وهناك سواء أكانت خارجية ام محلية بعيداً عن برنامج إعدادي مكثف من المفترض ان يخصص لرياضيينا وخصوصا الذين يخوضون منافسات الألعاب الفردية قبل فترة مناسبة .
وإلا نتساءل هنا مع المعنيين في الاتحادات الرياضية والمسؤولين في اللجنة الاولمبية العراقية بشأن اهمية وجدوى اقامة هذه المعسكرات من دون تخطيط علمي وعملي ومن دون ان يرصد برنامج خاص للدعم الفني والمالي لكي يقترب هؤلاء الرياضيون من حدود الانجازات المطلوبة.
وفي العودة مجدداً لما آلت اليه مشاركتنا الأخيرة في اولمبياد سنغافورة للشباب التي تواجد فيها عدد من السباحين والرباعين والمصارعين الشباب نتلمس عن قرب بأن رياضتنا ما زالت أمام فجوة كبيرة تفصلها عن حدود الإنجازات وتحقيق الطفرات النوعية في مختلف الألعاب، بل نتلمس ان المشاركات العراقية باتت لا تخرج عن مفهوم المشاركة وإطارها التقليدي وليس غيره، وهذا ما يدفع بالطبع اللجنة الاولمبية مستقبلا لكي تتأمل ما تحقق وإبداء معالجات جذرية لإصلاح ما يمكن إصلاحه قبل ان تواجه تراكماً كبيراً من حلقات التراجع التي تستعصي فيما بعد ان تجد لها حلولا مثالية.
عموما ان معطيات ومؤشرات اولمبياد الشباب في سنغافورة التي خرج بها رياضيونا الستة، نعتقد بانها واضحة ومفهومة ولا تحتاج الى اية صعوبة في استنتاج وادراك ما حفلت به هذه المشاركة وهي تدق جرس الإنذار في بقية الفعاليات الفردية التي ستجد نفسها على المحك وأزاء اختبار حقيقي جديد في أكثر من محفل رياضي جديد مقبل واقريها دورة الألعاب الآسيوية المقبلة في الصين.