أباطرة التحكيم في مأزق عارض.. وأحمد حسن تحت أضواء المنتخب!

أباطرة التحكيم في مأزق عارض.. وأحمد حسن تحت أضواء المنتخب!

كتب / يوسف فعل
قرار مفاجئ اصدره إتحاد الكرة يتمثل بمنع الجمهور من حضور مباريات دوري النخبة، والقرار جاء على خلفية احداث الشغب التي هزت اركان منافسات الدوري وشوهت جمالية اللقاءات، ولهذا كان اصداره متسرعا حيث يعد الجمهور ملح المباريات، ومن دونه لا طعم لها مهما تفنن اللاعبون بعرض مهاراتهم الفنية او قدموا اللمحات الكروية الجميلة اثناء المباريات.

ان قرار اتحاد الكرة أصاب دوري النخبة بمقتل، لان العقوبة شملت اللاعبين والمدربين على حد سواء، وليس كما اراد الاتحاد حصرها بالجمهور المشاغب وذلك لغياب الرؤية الواضحة عن اصحاب القرار وابتعادهم عن ملامسة الواقع الذي تشهده المباريات من عدم انضباط الجمهور، وقيام رجال حماية الملاعب بتصرفات غير مسؤولة عند محاولتهم السيطرة على الاوضاع المنفلتة في الملعب، وكان على اتحاد الكرة ايجاد الحلول الناجعة للخروج من مأزق انتشار ظاهرة الشغب بدلا من التستر خلف ابواب مغلقة في الملاعب.
الغريب ، حتى الفرق الفائزة في المباريات قامت جماهيرها باطلاق العبارات البذيئة ومحاولة الاساءة الى منافسيهم بصورة تدعو الى الدهشة!
بصراحة ان قرار منع الجمهور حضور المباريات محاولة من اتحاد الكرة تصحيح اخطائه الفنية التي ارتكبها بحق الدوري بعدما أقدم على زيادة عدد فرق الدوري لأغراض انتخابية كانت تأثيراتها السلبية وخيمة على المستوى الفني للمباريات .
ولعب نظام دوري النخبة دوراً كبيراً في تأجيج مشاعر الجمهور العدائية التي تبحث عن فوز فريقها من دون النظر الى ان الرياضة فوز وخسارة، ولابد من تقبل الهزيمة بروح رياضية بعيداً عن التعصب الأعمى ، لذلك فان الاتحاد يتحمل جزءاً كبيراً من المشكلة، والسؤال المطروح الى متى يبقى القرار ساري المفعول في المباريات الأخيرة؟ فالاتحاد لم يحدد موعد انتهائه ، وعلى الاتحاد ان يتعامل بنظرة واقعية مع الاحداث من خلال وجود الخطط المستقبلية للقضاء على ظاهرة الشغب وإبعاد ملاعبنا عن مساوئها الكثيرة، فضلا عن تفاقم الأزمة ما يتطلب التعاون من جميع المؤسسات الرياضية للتصدي بحزم لظاهرة الشغب للقضاء عليها وقطع دابرها قبل ان تستفحل وتصبح من الأورام المستعصية في جسد كرتنا.
تبقى الجماهير تنتظر قرار العودة الى الملاعب للتمتع بسحر المباريات لأجل تحفيز اللاعبين على تقديم أقصى ما لديهم من الإمكانات الفنية والبدنية في المباريات، اما بقاء المدرجات خالية من الجمهور فإنها تثير الازدراء والملل واليأس حتى في نفوس اللاعبين.
أخطاء التحكيم
أشرت مباريات دوري النخبة وقوع الحكام في الكثير من الأخطاء التي أثرت على نتائج المباريات وسببت توتر اللاعبين والجمهور أثناء اللقاءات وبعدها زادت من تفاقمها أخطاء التحكيم التي تحدث في جميع دوريات العالم وافضلها من الناحية الفنية ، لان ارتكاب الحكام للأخطاء يعود الى اسباب عدة منها ضعف مخزون اللياقة البدنية وابتعادهم عن موقع الخطأ، وعدم تطبيق قانون اللعبة ومجاملة بعض الفرق، فضلا عن ان اقامة المباريات في درجات الحرارة العالية اسهمت بوقوع الحكام في شرك الأخطاء التي لا تغتفر، ولعب ضعف الثقافة الرياضية للاعبين دوراً في صب الزيت على النار وتأليب الجمهور على الحكام من خلال اعتراضهم على قراراتهم لمناسبة او من دونها ، كما اثرت صيحات استهجان الجمهور في بعض المباريات على قرارات اصحاب الصفارة .
وما قدمه أباطرة الملاعب في المباريات اكد انهم مازالوا بحاجة الى المزيد من التجارب لأجل قيادة المباريات الى برّ الامان، لذلك لابد ان تأخذ لجنة الحكام في اتحاد الكرة على عاتقها فرز الحكام الجيدين الأقل اخطاءً واشراكهم في الدورات التطويرية الخارجية للنهوض بواقعهم التحكيمي نحو الافضل، مع ضرورة ان تبتعد اللجنة عن المجاملات في تسمية الحكام للمشاركة في تلك الدورات لان الوضع الحالي للحكام مزرٍ ولا يسر عدواً ولا صديقاً .
جوكر الصناعة
قدم فريق الصناعة في الموسم الحالي المهاجم احمد حسن الى الأضواء بعد استقدامه من فريق السماوة واشراكه ضمن التشكيلة الأساسية للفريق.
استثمر اللاعب الفرصة التي توفرت له، ولم يدعها تفلت من يديه ، واستطاع تقديم المهارات الفنية العالية بفضل الموهبة الكروية الجيدة التي يمتلكها، والسرعة في الانتقال من الثلث الوسطي الى الشق الهجومي، وقدرته الفائقة على تطبيق الواجبات الدفاعية والهجومية بكفاءة عالية، رافقها اجادته صناعة الاهداف لتعاونه مع زملائه المهاجمين .
ونجح المدرب قحطان جثير توظيف مهارات حسن بصورة رائعة ضمن بوتقة الفريق بالشكل الذي أسهم في ابراز مواهبه بالشكل الكامل من خلال منحه حرية التحرك في مربعات الملعب وتكليفه بالواجبات التكتيكية المركبة .
وتألق احمد حسن في منافسات الدوري الممتاز والنخبة جعله من اللاعبين المؤهلين للتواجد مع المنتخب الاولمبي، ومرشح للدخول في الاختبار بين لاعبي المنتخب الوطني الجديد، فضلا عن ان استدعاءه دليل على اهتمام مدربي المنتخبات الوطنية بلاعبي الدوري المحلي، وعدم اقتصار الدعوات على اللاعبين المحترفين في الدوريات الخارجية، كما انه يعطي الامل لبقية اللاعبين للاجتهاد والابداع لمعرفتهم بان هناك من يراقب اداءهم في المباريات، كما ان تقديم العروض من الاندية الجماهيرية للاعب احمد حسن دليل على انه مهاجم بارع وموهبة قادمة الى عالم النجومية، لكنه بحاجة الى بعض اللمسات الفنية لتطوير قدراته البدنية ليكون واحداً من افضل المهاجمين في الدوري المحلي.
نهمس لحسن بضرورة الابتعاد عن الغرور الذي يعد مقبرة النجوم، وهناك الكثير من اللاعبين بمستوى احمد حسن او افضل منه لكنهم بعيدون عن اضواء دوري الكبار او ان المدربين لا يستطيعون توظيفهم بالشكل الصحيح.