قبل نصف قرن انطلق صوت يقول: هنا دار الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية!

قبل نصف قرن انطلق صوت يقول: هنا دار الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية!

محمد علي كريم
مذيع عراقي راحل
في السابعة من مساء يوم 30/6/1936 انطلق صوت اول مذيع من اذاعة بغداد "هنا الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية" وكان صوت المرحوم الاستاذ عبد الستار فوزي احد اساتذة اللغة الانكليزية في ثانويات بغداد وتتابعت فقرات منهج الاذاعة لذلك اليوم وكان من بينها تلاوة للقرآن الكريم رتلها القارئ عبد العزيز الخياط وحديث ديني ونشرة اخبار واحدة ومجموعة من الاغاني (اسطوانات وحفلة غنائية لمدة ساعة احيتها المطربة سليمة مراد..

* وكانت اذاعة بغداد هي الثالثة في العالم العربي بعد اذاعة القاهرة واذاعة القدس ثم جاءت بعدها اذاعة بيروت حيث اسماها الفرنسيون "راديو الشرق" في عام 1938.. ولم تكن الاذاعة يوم ذاك سوى سكرتارية تابعة لوزارة المعارف وكان يديرها المرحوم الاستاذ فؤاد جميل وهو الاخر احد مدرسي اللغة الانكليزية في ثانويات بغداد.. وقد سبق افتتاح الاذاعة اذاعات تجريبية كل اسبوع مرة او اكثر تتضمن بعض البرامج التعليمية والتثقيفية للتاكد من انتظام البث وقوة الموجة وما شابه..
ان جميع الاجهزة والمرسلات والاستوديوهات كات تعود الى مديرية البريد والبرق العامة باعتبارها دائرة فنية الا انه وفي اواسط الخمسينيات الحقت هذه الاقسام الهندسية بمديرية الرعاية العامة.
* كانت فرقة الاذاعة الموسيقية تتكون من خمسة عازفين اصبحوا ستة وكانوا يقومون بمصاحبة جميع المفنين والمغنيات في حفلاتهم الغنائية التي يقدمونها من اذاعة بغداد سواء كان ذلك من العراقيين او العرب الذين يزورون بغداد ومن اوائل هؤلاء استاذنا الكبير محمد القبانجي ونجم الشيخلي وعبد القادر حسون وسليمة مراد وزكية جورج وعفيفة اسكندر وسلطانة يوسف وصديقة الملاية ومن المطربين والمطربات العرب بثينة محمد ورجاء عبد وتيسير جابر وعبد الغني الشيخ ورفقي الافيوني وعبد الله المدرس.
* كان اول محدث للاطفال هو المرحوم كريم مجيد "عمو كريم" وكانت اول فرقة تمثيلية قدمت بعض التمثيليات من اذاعة بغداد، من الهواة ومن اساتذة الثانويات اذكر منهم المرحوم رشيد العبيدي وجود الشيخ علي واحدى الطالبات في الدراسة المتوسطة اسمها نظيمة.
وعندما الحقت الاذاعة - بعد ان اصبحت مديرية بمديرية الدعاية العامة في عام 1939 عين لها اول مدير هو المحامي الاستاذ عبد الرحمن الخضير.
كانت الاذاعة لا تملك سوى ثلاثة استوديوهات واحد للمذيع والمحدثين وقراءة القرآن واخر للحفلات الغنائية وثالث كبير للحفلات الموسيقية الكبيرة وللفرق التمثيلية.
مجلة الاذاعة والتلفزيون 1977