فهمي المدرس ومناهضته تقدم المرأة

فهمي المدرس ومناهضته تقدم المرأة

مجيد اللامي
باحث تراثي
ان تعليمَ المراة لم يكن عملية سهلة في العراق فقد كان المجتمع جامدا متخلفاً شديد التعصب ضد كل جديد نافع ولهذا يحفل تاريخ تعليم المراة بكثير من الصور التي تمثل عثرات كأداء في سبيل
تعليمها..

ومن الوقائع الغريبة التي روتها المرحومة صبيحة الشيخ داود في كتابها (اول الطريق) ذلك الموقف الذي وقفه المرحوم الاستاذ فهمي المدرس مع مديرة مدرسة البارودية للبنات سنة 1924 اذ قالت: لقد شق التعليم النسوي طريقه يومذاك في بطء ظاهر وفي وجه مقاومة ضارية.
وتروي السيدة مديحة عقيلة المرحوم ابراهيم كمال والمعلمة في مدرسة البارودية عام 1924 ان مشادة عنيفة وقعت بين شقيقتها السيدة معزز مديرة المدرسة والمرحوم الاستاذ فهمي المدرس المعروف بمناهضته لتقدم المرأة بسبب قيام مدرسة الرياضة باعطاء درسها لطالباتها على سطح المدرسة وكانت الطالبات يرتدين (تنانير) زرقاء اللون و(بلوزات) بيضاء.
وقد استوقفت هذه الحركة الاستاذ المدرس وكان يجاور المدرسة فأطل من داره واخذ يكيل الشتائم للمعلمة لانها تقوم بهذه التمارين على السطح وبشكل وصفه بانه مشين ولم يكتف بهذا بل بعث رسالة مسهبة الى وزارة المعارف التي تلقت قبل ذلك مذكرة من السيدة معزز وقررت ايفاد هيئة من مفتشيها توجهوا بعد دراسة الموضوع برجائهم اليها لتصرف النظر عن الحادثة قائلين:
ان موقفنا رغم وضوح حجتنا موقف ضعيف وموقف اؤلئك على ضعف براهينهم موقف القوي وان هدفنا الآن ان نقنع ابناء الشعب بفائدة التعليم ونتحمل في سبيل
ذلك كل الصعوبات حتى نصل الى ما نريده..