عندما اصبح مصطفى علي اول وزير للعدل بعد 14 تموز

عندما اصبح مصطفى علي اول وزير للعدل بعد 14 تموز

صلاح الدين سلمان جعفر
لقدْ كان مع الاحزاب التقدمية المدافعة عن مصالح العمال والفلاحين والفقراء في المعركة الاجتماعية بين الاغنياء والكادحين ثم مع العهد الجمهوري وثورة 14 تموز واصبح وزيراً للعدل فيها اعتباراً من يوم اعلانها، لقد كان المرحوم مصطفى علي قريباً الى عبد الكريم قاسم وتوجهاته التقدمية

ثم اصبح معارضاً سلمياً وحيادياً لم يوصله موقفه هذا الى وضع يده مع الانقلابين والمتآمرين كما حصل مع غيره من اصدقاء الزعيم ومنهم المرحوم فؤاد عارف حيث اصطف قبل الانقلاب مع المناوئين وذهب برجله الى دار الاذاعة صبيحة 8 شباط قدم مصطفى علي استقالته من مجلس الوزراء بعد تزايد الضغوط واصطفاف القوى اليمينية والقومية ضد الزعيم، ووقع على مطلب السلم في كردستان مع شخصيات سياسية يسارية وخروج التظاهرات تطالب بالسلم في كردستان وكنت انا كاتب السطور واحدا من المشاركين بالتظاهرات في شارع الكفاح وتم التفريق في الساحة المقابلة لسينما الفردوس وانسحبنا افراداً من خلف السينما حيث يوجد فرع ضيق بعيداً عن الشارع العام عصراًً.
استقبل المرحوم عبد الكريم قاسم مصطفى علي ليلة انقلاب 8 شباط وبقي معه الى ساعة متأخرة من الليل ثم اوصله الى داره عند الساعة الثانية مساء كما جاء في مذكرات قاسم الجنابي حيث عاتبه الزعيم على ابتعاده عنه، وقد اعتقل مصطفى علي يوم 8 شباط 1963.
لقد كان المرحوم مصطفى علي تقدمياً حقيقياً دخل باندفاع كل المعارك الاجتماعية والفكرية والسياسية بين الرجعية والتقدمية منذ تشكيل الحكم الوطني الملكي، فكان مع الشعب في معركته ضد الاستعمار البريطاني واعوانه منذ ثورة العشرين وبعدها وقف مع السفور ضد الحجاب في الثلاثينيات وفيه يقول الشاعر الملا عبود الكرخي وكان من انصار الحجاب:
وين ليبشر (مصطفى)
الماي بالجرة صفه
بشراك صارت واقعة
عم السفور، الشر طفى
كان يستقبل اصدقاءه المقربين في داره من حكام ومحامين في داره في الحارثية بعد ان انتقل اليها من داره القديمة في بغداد الجديدة، حيث كانت همومه منصبة على ما هو مولع به من الشؤون الادبية، وشؤون العلاقات الدائمة بين القوى السياسية في البلاد وشؤون الحكم، وقد بقيت المسائل القانونية الاساسية في تنظيم السلطة ودستورها وتنظيم الدولة خارج همومه واهتماماته بعد كل ما جرى من اخفاقات بعد ثورة تموز وقد انصرف في اواخر حياته الى الولع بتحضير الارواح...