بساتين بغداد في العهد العثماني

بساتين بغداد في العهد العثماني

عبد الكريم عبد الصاحب
تشكلُ الوثائق العثمانية مصدرا اصيلا من مصادر كتابة التاريخ في المنطقة وتعتبر سندات الطابو العثمانية واحدة من اهم هذه المصادر لما لها من اهمية تاريخية وبعد اصدار الدولة العثمانية لقانون الاراضي اصدرت في 8 جمادي الثانية 1275هـ 13 كانون الثاني 1859م

قانون باسم قانون الطابو فجاءت مواده الـ(33) لتضع امر تسوية الحقوق المتعلقة بالاراضي الاميرية وتحديدها على اسس اصح من القانون الذي سبقه (قانون الاراضي).
كما انشئ نظام قانوني لتسجيل الحجج والعقود المختصة بالاراض وقد عالج هذا القانون والنظام الصادر بعده في 7 شعبان 1276هـ 1860م مسألة منح سندات (تفويض) للمتصرفين بالاراضي الاميرية والاراضي المملوكة وحقهم في توارثها كباقي الاشياء.
ادخل نظام الطابو الى العراق في عهد مدحت باشا (1869-1872م) وذلك في كانون الثاني من عام 1871م كجزء من اصلاحاته في العراق. حيث دعت الحاجة الى اعطاء سندات الطابو للاهالي، وثائق خاصة من اجل طمأنتهم على اموالهم غير المنقولة، وكانت هذه الوثائق تسمى سابقا بالحجج الشرعية فلما صدرت قوانين الاراضي سميت هذه الوثائق بسندات الطابو.
اختلف الكتاب في معنى لفظة طابو فذكر انها رومية اصلها (طابوس) وتعني الارض وقيل انها تركية اصلها (طابوق) وتعني الطاعة، وقد رجح الاستاذ خالد الشابندر المعنى الاول لكونه اقرب الى المعنى.
كما ورد وصف لمدينة بغداد في سالنامه بغداد يحد سنجق بغداد من الشمال ولاية الموصل ومن الشمال الغربي سنجق الزور ومن الشرق البلاد الايرانية ومن الجنوب ستجقا العمارة والمنتفك المرتبطان بولاية البصرة ومن الغرب سنجقا الديوانية وكربلاء وصحراء الشامية.
ويحد قضاء بغداد من الشمال والشمال الشرقي خراسان ومن الجنوب الشرقي العزيزية ومن الجنوب الجزيرة ومن الغرب والشمال الغربي قضاء الكاظمية وعلى ضفتي نهر دجلة توجد بساتين النخيل وبساتين تحوي اشجار مثمرة وهي تنتج محاصيل وفيرة ويسمى القسم الذي يبدأ من الجهة الجنوبية الشرقية (من الباب الشرقي) لمدينة بغداد بالكرادة الشرقية (الكرادة هي الاراضي التي تزرع بالكرد) والقسم الذي يمتد من الشمال الغربي من باب الاعظمية بالكرادة الغربية اما القسم الجنوبي الشرقي من الجانب الاخر جانب الكرخ والواقع على ضفاف النهر فيسمى بكرادة مريم.
ومدينة بغداد هي مركز القضاء واللواء والولاية وهي مركز البلاد العراقية كافة.
ان القسم الاكبر والمنتظم من المدينة يقع على الجهة الشرقية اي الضفة اليسرى لنهر دجلة ويسمى بالرصافة اما القسم الواقع على الجانب الغربي اي الضفة اليمنى فيسمى بالكرخ، وتشتهر بغداد باسم دار السلام والزوراء وهما من الاسماء القديمة لها. ان الوضع الشاعري للنهر ومجراه اللطيف واشجار النخيل الممتدة على ضفتيه والبساتين التي تحوي اشجارا مثمرة. كلها تمنح المدينة جمالا وبهاء. واكثر مباني المدينة المنتظمة اقيمت على امتداد ضفاف النهر، ولهذا فان المناظر العامة للمدينة من النهر ملفتة للنظر ويوجد في مدينة بغداد 325 بستانا ومزرعة ومن البساتين بقصبة الكاظمية هي:
1. بستان علي لطيف.
2. بستان علي البلداوي.
3. بستان صادق شبيب.
4. بستان ياسين الدرويش.
5. بستان عبد الحسين جلبي.
6. بستان الحاج مجيد.
7. بستان عبد الرزاق.
8. بستان حاج علي محمد.
وكانت هذه البساتين تسقى بالبكرة حيث يوجد 90 بكرة لسقي المزارع والبساتين في قصبة الكاظمية.