خبراء: مخاطر اقتصادية وصحية جراء تعاطي الرياضيين للمكملات الغذائية

خبراء: مخاطر اقتصادية وصحية جراء تعاطي الرياضيين للمكملات الغذائية

بغداد / علي الكاتب
أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن هناك مخاطر اقتصادية وصحية واجتماعية كبيرة من جراء تعاطي الرياضيين للمكملات الغذائية،ومن الضروري اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تأثيرات تناولها والعمل على ايجاد رياضة خالية من المخاطر

وقالت الخبيرة الاقتصادية في جامعة بغداد الدكتورة منى تركي الموسوي ان على جميع الوزارات والجهات ذات العلاقة المدرجة اعطاء موضوع المكملات الغذائية أهمية قصوى نظراً لتعاطيها من قبل شريحة كبيرة من المستهلكين في ظل غياب التشريعات المطلوبة في استيرادها وعدم وجود مرجعية في متابعة الفحص والتحليل المختبري للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري.
وأضافت ان جميع ما متوفر من تلك المكملات في السوق المحلية حاليا غير صحي،طالما لم تحدد ماهيتها هل هي غذاء أم دواء، كما لم تحدد الجهة المسؤولة عن فحصها ومطابقتها للمواصفات القياسية وصلاحية استهلاكها، وان المؤسسات ذات العلاقة في وزارة الصحة(قسم الرقابة الدوائية، المركز الوطني للبحوث والرقابة الدوائية، معهد بحوث التغذية، مختبر الصحة العامة المركزي) لم تحسم مرجعية فحصها منذ اكثر من عشر سنوات على وجودها في السوق المحلية وتداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
واشارت الى ان على مجلس النواب وضع تشريع خاص لاستيراد ورقابة مثل هذه الأنواع من الأغذية والمكملات الرياضية، مع الأخذ بنظر الاعتبار المعايير والاتفاقات الدولية بخصوصها، ووضع توصيف خاص بها من حيث كونها أدوية أو أغذية، فضلا عن تحديد الجهات المسؤولة عن التوصيف والمتابعة. كما يجب أن يتضمن هذا التشريع وضع ضوابط خاصة لمنح التراخيص وتحديد الجهات المسؤولة عن متابعة أصحاب هذه التراخيص (كوزارات الرياضة والشباب والصحة والداخلية).
وتابعت نتمنى من الأمانة العامة لمجلس الوزراء وتحديدا هيئة المستشارين ولجان الصحة واللجنة الاقتصادية والقانونية تسليط الضوء بصورة اكثر على موضوع المكملات الغذائية بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، وذلك من خلال طرح موضوع المكملات الغذائية أمام انظار الهيئة الاستشارية للاغذية والهيئة الوطنية لانتقاء الأدوية بهدف تحديد ماهية المكملات الغذائية هل هي غذاء أم دواء على وفق التشريعات والمعايير الدولية المعمول بها في الوقت الحاضر.
وبينت الموسوي ان من المهم تشكيل لجنة وزارية برئاسة مجلس الوزراء تضم في عضويتها ممثلين من الهيئة الوطنية لانتقاء الأدوية والهيئة الاستشارية للأغذية، فضلا عن وزارات (الشباب والرياضة والتجارة والصناعة والمعادن والزراعة ووزارة التخطيط والتعاون الإنمائي /الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، مع إشراك مركز بحوث السوق وحماية المستهلك والجمعية العراقية للتغذية وسلامة الغذاء كونها من الجهات المبادرة الى هذا الموضوع، حيث تكون ابرز مهام اللجنة وضع ضوابط في استيراد المكملات الغذائية وتحديد الجهات التي تقوم بالفحص والتحليل المختبري للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية وسلامتها وصلاحيتها للاستهلاك البشري.
وأوضحت ان من الضروري التنسيق المباشر بين وزارة الصحة والجهات الأخرى ذات العلاقة المباشرة بهذا الموضوع، من خلال تفعيل دور الأجهزة الرقابية والقيام بحملات تثقيفية وصحية إعلامية من أجل التوعية بالمخاطر الناجمة عن الاستعمال غير الصحيح لمثل هذه الأنواع من المكملات الغذائية بين الشباب بالتعاون مع شبكات الإعلام المحلية وإعلام الوزارات.
فيما قالت الدكتورة سهام كامل محمد من مركز بحوث السوق وحماية المستهلك ان على الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية بوزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العمل على وضع مواصفة قياسية عراقية للمكملات الغذائية حسب أنواعها وعلى وفق المستجدات العلمية في هذا المجال، بما يمكن الجهات ذات العلاقة من التعامل مع مثل هذا النوع من المواد للأغراض الاستيرادية والاستهلاكية.
واضافت على دائرة القطاع الخاص في وزارة التجارة العمل على شمول المكملات الغذائية بضوابط الاستيراد وفقاً للتشريعات المعمول بها،وكذلك على وزارة الرياضة والشباب العمل على تحديث اشتراطات منح التراخيص في فتح الصالات والقاعات الرياضية وكمال وبناء الأجسام بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة مع وضع ضوابط خاصة تلزم اصحاب الصالات على التعاقد مع مشرفين مختصين بهذا المجال لإدارة القاعات من النواحي العلمية والفنية.
وأشارت الى القيام كذلك بحملات توعية عن مخاطر التعاطي غير الصحيح للمكملات الرياضية والمخاطر الناجمة عنها , وأن يكون استعمالها تحت إشراف طبي مختص بالتنسيق مع وزارة الصحة، ومتابعة سير عمل هذه القاعات بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والصحة لضمان تطبيق الاشتراطات التي تنص عليها أجازات التراخيص، وكذلك العمل على إجراء مسح ميداني على الصالات والقاعات الرياضية وكمال الأجسام حسب المحافظات للتأكد من تطبيق الاشتراطات التي تنص عليها إجازات التراخيص بالتنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية.
وتابعت ان من الضروري العمل على اعداد برنامج تثقيفي عن الأغذية والمكملات الرياضية يستهدف أصحاب القاعات والرياضيين لأنواعها وطرق استخدامها على وفق المعايير المعتمدة لكل رياضة بالتنسيق مع (وزارة الصحة وكليات التربية الرياضية وشبكة الاعلام العراقي).
ولفتت الى اهمية مفاتحة الكليات والمعاهد والمراكز البحثية بهدف إجراء دراسات وأبحاث متعلقة بالمكملات الغذائية وتوجيه عدد من طلبة الدراسات العليا بتبني هذا الموضوع في أبحاثهم من خلال التنسيق بين وزارة الرياضة والشباب ووزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، وكذلك دعم مختبرات مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد بالأجهزة والمستلزمات للكشف عن تراكيب منتجات المكملات الغذائية المتوفرة في أسواقنا المحلية كونه المؤسسة الرسمية الوحيدة في العراق وعلى مستوى الوطن العربي التي تعنى بأبحاث السوق وحماية المستهلك.
وبينت ان على وزارة الداخلية متابعة موضوع أصحاب القاعات الرياضية وحصولهم على التراخيص القانونية ومتابعة باعة الأرصفة الذين يبيعون هذه المواد وتطبيق التشريعات القانونية بحقهم،كما لا ننسى اهمية دور وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية في تسليط الضوء على المكملات الغذائية ومخاطر تعاطيها من دون استشارة طبية،سواء كان ذلك ضمن البرامج الصحية التي تعرض شاشات الفضائيات،والتحقيقات الصحفية والإعلامية المختلفة والمتعلقة بهذا الموضوع.
فيما قال الدكتور رائد عبد الجليل اخصائي العلاج الطبيعي والهرمونات ان تأثير الأدوية المنشطة والهرمونات البناءة على صحة الإنسان تتركز في كونها صنعت خصيصا لعلاج بعض الأمراض، الا ان استعمالها غير الصحيح قد يؤدي إلى اضطرابات عامة في أنظمة الجسم، فهناك الستيرويدات البناءة (التستسترون) التي تستعمل لعلاج بعض أصناف العقم عند الرجال، نرى ان البعض يلجأون لاستعمالها لتسريع نفخ الكتلة العضلية، واكتساب مزيد من القوة والقدرة على التحمل،غير آبهين بمضارها وأثارها السلبية ومن اهمها العقم عند الرجال وسرطان البروستات، والتسبب بشكل رئيس في حدوث أزمات قلبية مفاجئة، وكذلك ظهور حب الشباب، وظهور الأثداء لدى الرجال.
واضاف ان هناك أيضا بخاخ (الصالبيتامول) المستعملة لدى مرضى الربو والتي يعتمدها الرياضيون لاكتساب مزيد من الأوكسجين في حالات التدريب المستمر، ومن أهم مضارها حدوث اضطراب في دقات القلب، حالات قلق، ارتجاج وتشنج العضلات، وكذلك مادة الكورتيزول المنشطة التي تستعمل للتقليل من الإحساس بالألم، ومن آثارها عدم القدرة على النوم، ومرض السكري، والذي يقلل من القدرات المناعية، ويتسبب بارتفاع ضغط الدم، وكذلك مادة غونادوتروفين (HCG) وهو هرمون لتسريع نفخ العضلات ويسبب لدى متناوله ظهور أثداء لدى الرجال، وأزمات قلبية مفاجئة، وسرطان البروستات والعقم عند الرجال، وهناك أيضا سوماتوتروبين وهو هرمون يسبب تضخم الكبد على المدى البعيد.