رؤى بلا  حدود: وفدنا.. ورؤساؤه الأربعة!

رؤى بلا حدود: وفدنا.. ورؤساؤه الأربعة!

علي النعيمي
كثيراً ما شاهدنا وفودناً الرياضية في بطولات عالمية عدة، تترأسها شخصية رياضية بارزة وهي تمثل بلدنا في ذلك المحفل الدولي، متمتعة بشتى الصلاحيات المالية والإدارية الأخرى وتسخر لها إمكانات الدولة كافة التي عادة ما تنوب عنها في هكذا مكان سفارتنا العراقية، علماً بأن لرئاسة الوفود قيمة دولية رفيعة ودلالات رسمية أخرى عند البلد المضيف، لكن ما شاهدنا في بطولة غوتيا الأخيرة كان عكس ذلك،

فلكم ان تتخيلوا أن يتواجد في الوفد العراقي الواحد أربعة رؤساء يحملون صفة (رئيس وفد)، كل واحد من هؤلاء يترأس فريقاً معيناً حتى إننا احترنا في إيجاد الوصف المناسب لهؤلاء الأربعة عند كتابة رسائلنا الإخبارية عن البطولة.
الحق يقال: أنهم تحملوا أكثر من طاقتهم وبدلاً من أن يهتموا بالأمور الإدارية الأخرى والنواحي التدريبية والفنية تحولوا إلى رجال شرطة مدنيين يتابعون خطوات وتحركات لاعبيهم لاسيما بعد حادثة الهروب الشهيرة للاعبي فريق المدينة، بل وصل الأمر برؤساء أحد فرقنا ان يتعقب مسار احد اللاعبين بعد منتصف الليل ليذهب إلى مدينة "بوروس" التي تبعد زهاء 60 كم عن مدينة يتوبيوري ليجلبه إلى محل إقامته ولم يكتفوا بذلك، بل طلب بعضهم العون من أبناء الجالية ممن يثقون بهم ليساعدوهم في مسألة الانضباط ومراقبة بعض اللاعبين من الذين تولدت لديهم نية الهرب لعدم وجود حافلة خاصة بالوفد وحتى ان " كاتب السطور" تحول إلى رجل متطوع لمتابعة ومراقبة مجموعة من هؤلاء!
وعند المقارنة ما بين مشاركات الأمس واليوم نجد أن السفارة العراقية في السابق كانت ترافق وفدنا في حله وترحاله وان رئاسة الوفد كانت تتمتع بالصلاحيات كافة ولديها ميزانية مفتوحة من حيث الإقامة والنقل وحماية اللاعبين وان التوجيهات المركزية لرئاسة الوفد كانت مسموعة وملزمة على جميع اللاعبين وانهم يهابون قراراتها وقد لمسنا ان الوفود العربية الأخرى كانوا أكثر منا انتظاماً كونهم يرون في كأس غوتيا بطولة رسمية دولية لا تقل شأناً عن الاولمبياد وهي بالحقيقة كأس عالم مصغرة للشباب لكن بقوانين خاصة وبعيداً عن بعض السلبيات فإن مشاركتنا كانت مثمرة جداً ، منها ان فرقنا افتقدت إلى أجواء التنافس في دوريات الناشئين والأشبال محلياً، وأن لاعبينا دخلوا في أجواء المنافسة واللعب الجمعي .
ومن هنا نطالب وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد الكرة لإكساب وفودنا التي ستشارك في البطولات القادمة الصفة الرسمية على ان تكون رئاسة الوفد ممثلة بشخصية رياضية رسمية منسبة ومتفق عليها من الجهات الثلاث لها الصلاحيات كافة في الصرف والتنقل والاتصال مع السفارة العراقية التي تتكفل بإيجاد المترجمين لأنه ومنذ عام 2003 لم نعد نلمس أية صفة للتمثيل الدولي والرسمي بمعنييها الحقيقيين لوفودنا الرياضية كافة وخصوصا مادام الأمر يتعلق بسمعة العراق مع إمكانية مساءلة رئاسة الوفد عن النتائج والتفاصيل الأخرى، لا ان تترك هكذا مشاركات منفلتة من دون رقيب يشترك فيها من يشاء حتى لو كان فريقاً شعبياً لا يعرف لاعبوه أي شيء عن الالتزام والحرص على سمعة البلد لمجرد انه يمتلك مبلغ 6 آلاف دولار ثمن الاشتراك فقط ومساعدة الأخيار له بثمن التذاكر وعند وصول هؤلاء الفتية إلى السويد يقال لهم اذهبوا أنتم أحرار قاتلوا في وغى غوتيا الخضراء لتنفتح بعدها قرائح الأقلام وتطلق السهام صوب ذلك الفريق الهمام الذي أساء لسمعة كرتنا متسائلين عن المتسبب والمُلام ونظن انكم على دراية تامة بما جرى ما دار عنه من كلام ..
وفي الختام سلام.